Sultan
Sultan
أعمدة

قلم بلا حبر: عندما انفض السامر ..!

04 سبتمبر 2018
04 سبتمبر 2018

سلطان الحوسني -

[email protected] -

انفض السامر كالمعتاد ولم تفتح أبواب الأمجاد بل ظلت موصدة، و أسدل الستار كما توقعنا بخيبة أمل معها وجعٌ يمضي ووجعٌ يأتي، وبكائيات تعبر عن حقيقة قدراتنا الفائقة في النواح على استمرار ريادتنا للبقاء في ذيل القائمة بصفر ميداليات بامتياز.

انفض السامر .. بلا عتاب ولا حساب ولا ثواب ولا عقاب، لأنه أصبح واضحا وضوح الشمس لكل متابع للشأن الرياضي أنه لا جديد يقال في شأن الإخفاق إلا بتعليق المشانق لمن تسبب في عودتنا نجر أذيال الخيبة .

انفض السامر .. وتم سن الحراب لأخذ السبق في إيصال المرجفين إلى المشانق المعلقة، فذاك الشخص لهم معه عداء ولذاك الفرد نصيب من الجدال والآخر يقال إنه مفلس ووجب عليه أن لا يبقى ويرحل عن الساحة لنصل الى منصات التتويج برحيله فهو سبب فشلنا ..!

انفض السامر ... وفقدنا البوصلة التي تقودنا إلى مكمن الخلل لأننا أشغلنا أنفسنا بالهوامش التي تركز على البحث عن شماعة للفشل وتغافلنا حقيقة أن للفشل مسببات عديدة ومتنوعة، وركزنا على القشور وأمسكنا السياط لجلد هذا الشخص وذاك الاتحاد علانية وبلا رحمة ولا هوادة .

انفض السامر .. ولم نناقش أو نطرح الحقيقة التي تسببت في نزول البعض بالبارشوت بلا «إحم ولا دستور» لإدارة شؤون بعض الالعاب الرياضية التي عادت بخفي حنين من مشاركة خائبة لا تختلف عما سبقها من مشاركات ، أوهمنا أنفسنا بأن ما حدث أمر جلل وغير مسبوق ولم نعترف بأننا في الأصل على المستوى الإقليمي رياضيا لسنا إلا مشاركين لا منافسين .

وبعد أن انفض السامر علينا أن نعيد ترتيب ملفاتنا ونؤمن بأن الوصول للمنصات ليس بالتمني وليست المشكلة في هذا الشخص وذاك بقدر ما هي في المنظومة الكاملة التي تفتقد للعمل الممنهج والمنظم والمتكامل بين مختلف الاطراف. كما انه لا يجب أن نختزل عدم التوفيق في الاشخاص فقط ، فالتشتت وغياب الرؤية والتوافق والتكامل لا يؤدى بأي حال من الاحوال إلا إلى تراكم الاخفاقات وهدر الطاقات .

علينا أن نسترخي ونفكر بهدوء لترتيب الاوراق إذا كانت النوايا صادقة والرغبة متوفرة والإرادة طموحة لمحاربة الفشل والنهوض إلى مستقبل مشرق لرياضتنا وتحويل مشاركاتنا الى الإجادة والتميز والتنافس.

لنعترف أولا بأننا خالفنا منهج العمل الجاد والهادف الذي يحتاج في الأساس إلى الاعتراف،  ومن ثم علينا مجابهة أسباب استمرارنا في تذيل القائمة في كل محفل رياضي قاري وعجزنا عن الوصول للعالمية التي تعد عصية علينا وفقا لحالنا وأحوالنا.

نعم نستطيع ... ولكن نحتاج لإرادة جادة وعمل منظم ورؤية محددة ترتقي بالقدرات،  ونحتاج لتطويع القدرات المتوفرة لدينا بدلا من التعليل بعد أن ينفض السامر بضعف قدراتنا فقط ونتجاهل ضعف أفكارنا وخططنا وإرداتنا التي لا تتعدى رغبتنا في تحطيم أرقامنا المحلية في محفل التنافس على الذهب والفضة والبرونز.