صحافة

الإسبانية: نقــل رفــاة الجــنرال فــــرانكو

01 سبتمبر 2018
01 سبتمبر 2018

الديكتاتور الإسباني الجنرال فرنسيسكو فرانكو حكم بلاده بقبضة من حديد من العام 1939 حتى وفاته في العام 1975 و دُفِنَ جثمانه في ضريح ضخم في منطقة «فال دو لوس كايدوس» على بُعدِ حوالي الخمسين كيلومترا من العاصمة الإسبانية مدريد. الأسبوع الماضي، قررت الحكومة الإسبانية أن تنقل رفاة الجنرال فرانكو من الضريح الضخم إلى مكان آخر تقرره عائلة الجنرال. لكنَّ العائلة رفضت رسمياً، حتى الآن، نقل الرفاة إلى أي مكان آخر. لكنَّ الحكومة الإسبانية كانت قد توقَّعَت هذا الرفض، و بالتالي أعلنت نائبة رئيس الحكومة في إسبانيا كارمن كالفو، في بيان رسمي أيضاً، أنَّ استمرار عائلة الجنرال بموقفها الرافض لنقل الرفاة، يعني أنَّ الحكومة سوف تتصرَّف و تنقل الرفاة إلى مقبرة لائقة و مُحترمة. من جهته، أعلن فرنسيس فرانكو، حفيد الجنرال فرنسيسكو فرانكو، أن أسبابا أمنية تحول دون نقل جثمان جدّه إلى مدافن العائلة قرب مدريد. جريدة «البلد» الإسبانية تشير إلى أنَّ الضريح الضخم أصبح كالشوكة في قدم الحكومة الإسبانية الجديدة، و قد أعلن رئيسها بيدرو سانشيز أن بلاده يجب أن تتخلَّى عن الرموز التي ينقسم حولها المجتمع و تتمسك بتلك التي تجمع و توحِّد الشعب الإسباني. عائلة الجنرال الراحل فرانكو أعلنت أيضاً أنَّها ستقوم بما يلزم من أجل نقض القرار الحكومي بتولي نقل رفاة الديكتاتور، و أعلنت أنها ستأخذ على عاتقها هذه العملية إذا دعت الحاجة. فالعائلة تعتبر المشروع الحكومي مشروعاً انتقامياً. الجريدة تعتبر أنَّ مشروع نقل رفاة الجنرال فرانكو، سيفتح جراحاً قديمة طالما كانت موضع خلاف داخل المجتمع الإسباني. المشكلة تكمن في أن هذه الجراح قديمة و تُذَكِّر بفترة عصيبة أرهقت الإسبانيين إذ جاءهم الضرر من الآخرين و من بعضهم البعض أيضاً. المصالحة الأوروبية كانت أكبر عمل سياسي ساهم به الإسبانيون بعد رحيل الجنرال فرانكو. واليوم يبدو أنَّ مشروع الحكومة الخاص بنقل رفاة الجنرال سيجعلهم يتذكرون الضرر الذي تسبب به الإسبانيون لبعضهم البعض، وربما تكون هذه الذكرى سبباً أو خطوة إضافية من أجل مصالحة وطنية صادقة و حقيقية و دائمة.