7
7
المنوعات

فن اللامبالاة.. كيف تعيش حياة تخالف الواقع؟

31 أغسطس 2018
31 أغسطس 2018

تاليف : مارك مانسون - ترجمة : الحارث النبهان - عرض ومناقشة : اميل امين -

عن منشورات الامل في تونس صدرت حديثا هذه النسخة المترجمة من الطبعة الانجليزية لكتاب «فن اللامبالاة» لمؤلفه «مارك مانسون» المؤلف والمدون الامريكي، الصغير السن، والذي شاغب عقول الكثيرين بكتابه هذا غير المالوف ، وربما التفت العالم اليه بنوع خاص، بعد ان ظهر اللاعب المصري العالمي محمد صلاح وهو يقرا صفحاته، ما اعطى الكتاب دعاية مجانية عريضة ومثيرة.

ما الذي يقدمه لنا هذا العمل ؟

الشاهد انه ظل يقال لنا طيلة عشرات السنوات ان التفكير الايجابي هو المفتاح الى حياة سعيدة ثرية ، لكن مارك مانسون لا يعتد بتلك الايجابية، ويقول .. فلنكن صادقين مع انفسنا ، هناك اشياء سيئة وعلينا ان نتعايش معها .

لا يتهرب مانسون من الحقائق ولا يغلفها بالسكر، بل يقولها لنا كما هي، جرعة من الحقيقة الفجة الصادقة المنعشة هي ما ينقصنا اليوم .

ينصحنا ماسون بان نعرف حدود امكاناتنا وان نتقبلها وان ندرك مخاوفنا ونواقصنا وما لسنا واثقين منه ، وان نكف عن التهرب والفرار من ذلك كله ونبدا مواجهة الحقائق الموجعة ، حتى نصير قادرين على العثور على ما نبحث عنه من جراة ومثابرة وصدق ومسؤولية وتسامح وحب للمعرفة .

عند المؤلف انه كل شخص لا يستطيع ان يكون متميزا متفوقا ، ففي المجتمع ناجحين وفاشلين، وقسم من هذا الواقع ليس عادلا وليس نتيجة غلطتك انت .

وصحيح ان المال شيء حسن لكن اهتمامك بما تفعله بحياتك احسن كثيرا فالتجربة هي الثروة الحقيقية .

انها لحظة حديث حقيقي لشخص يمسكك من كتفيك وينظر في عينيك. هذا الكتاب صفعة منعشة لهذا الجيل حتى تساعده في عيش حياة راضية .

اللامبالاة وفنون التنمية البشرية

قبل الخوض في غمار هذا العمل المثير للقراءة سواء ان اتفقنا معه او افترقنا عنه يمكننا ان نتساءل ، هل كل ما فيه ينفي كل ما قراناه من قبل في كتب التنمية البشرية؟ الشاهد ان الكاتب ينطلق من جزئية مثيرة للعجب وهي ان كل احاديث التنمية البشرية هي تجاوزات بلاغية ان جاز التعبير وانه لا مكان لها في ارض الواقع ، وهذا حديث قد يراه نفر كثير مغلوط وغير جدير بالنظر والعناية ، فهناك الالاف من الكتب والالاف من الخبراء الذين طوروا رؤى لتطوير الذات، ولم يقتصر الامر على هولاء الخبراء فقط، بل امتد الامر ايضا الى علماء النفس والاطباء ، وبات هناك متخصصون كثيرون في هذا السياق ، وكل منهم قدم لنا نظرية او اكثر في التعاطي مع فنون الحياة .

ولعل اول كاتب امريكي لفت الانتباه في العالم العربي الى هذا النوع من التطوير الذاتي انما كان الكاتب الامريكي “ ديل كارنيجي “صاحب اشهر كتابين في هذا السياق : الكتاب الاول “ دع القلق وابدا الحياة “، والكتاب الثاني “كيف تكسب الاصدقاء وتؤثر في الناس؟ “.

ولعل الاجيال التي ولدت في ستينات القرن المنصرم قدر لها ان تطلع على هذين الكتابين في الثمانينات ، وترك لديهم تاثيرا ايجابيا ، ومكنهم من نجاحات بعينها ، ما يعني ان كل ما يقوله “ مارك مانسون “ ليس احاديث في الواح محفوظة ، اذ يمكن للقارئ ان يتقبل ما جاء به في هذا الكتاب، وللقارئ ايضا ان يرفض...ما الذي يلفت الانتباه في احاديث مانسون في كل الاحوال ؟

عن النجاح والتطور الذاتي

يخبرنا مانسون انه كثيرا ما ياتي النجاح والتطور الذاتي مترافقين معا ، لكن هذا لا يعني بالضرورة انهما شيء واحد .

تركز ثقافتنا اليوم تركيزا مفرطا يكاد يكون حصريا على التوقعات والامال الايجابية الى حد غير واقعي : كن اكثر سعادة . كن اكثر صحة. كن الافضل . كن احسن من الاخرين. كن اكثر ذكاء واكثر سرعة واكثر ثراء واكثر اغراء واكثر شعبية واكثر انتاجية واكثر استقطابا لحسد الناس واكثر جلبا لاعجابهم . كن كاملا مدهشا، وتبرز سبيكة ذهبية من عيار اربعة وعشرين قيراطا قبل افطارك كل يوم وانت تمنح زوجتك الجميلة واطفالك قبلة الصباح ثم انطلق بطائرتك الهليوكوبتر الخاصة الى عملك الرائع الذي يرضي طموحك حيث تمضي ايامك في اداء مهام كبيرة المغزى الى حد لا يصدق ، اعمال من المحتمل ان تنقذ هذا الكوكب ذات يوم ...هل هذه ثقافة واقعية ام ان مانسون يدعونا للاستفاقة من تلك الاوهام ؟ واذا كان ذلك كذلك فما الذي لديه ليقدمه لنا كبديل ؟

نصائح ومفارقات مضحكة

الشاهد انك اذا توقفت وفكرت في الامر مليا ستجد ان النصائح التقليدية للحياة (كل تلك الاشياء الايجابية الفرحة المصممة للمساعدة الذاتية التي نسمعها طيلة الوقت) هي في واقع الامر نصائح تركز على ما انت مفتقر اليه . انها موجهة توجيها دقيقا مثل شعاع من الليزر الى ما تراه نقائصك الشخصية ومواضع فشلك ، وهي تشدد عليها حتى تراها جيدا.

انت تتعلم اشياء عن افضل الطرق لكسب المال لانك تحس ان المال الذي تجنيه ليس كافيا ، وانت تقف امام المراة وتكرر عبارات تؤكد بها لنفسك على انك شخص جميل لانك تحس كما لو انك لست جميلا حقا، وانت تتبع النصائح المتعلقة بالعلاقات والمواعدة لانك تحس نفسك شخصا لا يمكن ان يحبه احد على نحو طبيعي . وانت تجرب تمرينات غبية حمقاء تتصور نفسك من خلالها شخصا اكثر نجاحا لانك لا ترى نفسك ناجحا بما فيه الكفاية .

والمفارقة المضحكة في ذلك كله ان هذا التركيز الشديد ( على ما هو افضل ، وعلى ما هو اكثر تفوقا ) لا يفعل شيءا غير تذكيرنا مرة بعد مرة بما لسنا عليه ، او بما نحن مفتقرون اليه، او بما يجب ان نكونه لولا فشلنا. وفي اخر المطاف ، ندرك كلنا ان ما من امرأة سعيدة حقا تجد في نفسها حاجة الى الوقوف امام المرآة لتكرر القول انها سعيدة بالفعل، من غير حاجة الى ذلك، ولا يجد رجل واثق من نفسه حاجة الى البرهنة انه واثق من نفسه ، ولا تجد امراة ثرية حاجة الى اقناع اي كان بانها ثرية . اما ان تكون شيءا اولا تكونه ، واذا كنت تحلم بشيء ما، طيلة الوقت ، فانت تعزز الواقع نفسه مرة بعد مرة .. انك لست كذلك .

وسائل الإعلام وحياة الأوهام

يلفت مانسون الى ان اشخاص كثر واعلانات تلفزيونية اكثر تحاول جعلك مقتنعا بان مفتاحك الى الحياة الجيدة هو وظيفة احسن من وظيفتك او سيارة اكثر فخامة من سيارتك او صديقة اكثر جمالا من صديقتك او حوض استحمام حار له بركة قابلة للنفخ من اجل الاطفال .

ويخبرك العالم كله دائما ان الطريق الى حياة افضل هو المزيد والمزيد والمزيد ..اشتر اكثر ، واكسب اكثر، واصنع اكثر ، واقم علاقات اكثر، وكن اكثر في كل شيء . وانت تجد نفسك دائما تحت وابل من الرسائل التي تدعوك كلها الى المبالاة اكثر فاكثر بكل شيء، وطيلة الوقت يجب ان تكون اكثر اهتماما بالحصول على جهاز تلفزيون جديد ، يجب ان تكون اكثر اهتماما بان تقضي العطله الصيفية في منتجع افضل من الذي يقضي فيه بقية زملائك وقتهم ، ويجب ان تهتم اكثر بشراء الزينات الجديدة التي توضع على المرج في حديقة بيتك. عليك ايضا ان تهتم بالحصول على النوع الصحيح من عصا السيلفي.

لماذا ؟ يظن المؤلف ان الاجابة بسيطة وهي ..لان الاهتمام اكثر باشياء عديدة امر ملائم تماما لمصالح الشركات .

صحيح انه ما من شيء خاطئ في الحصول على وظيفة جديدة ، الا ان المبالغة في الاهتمام بذلك امر سيئ لصحتك العقلية . انه يجعلك زائد التعلق بما هو سطحي مزيف ، ويجعلك تكرس حياتك لملاحقة سراب سعادة او احساس بالرضا . ليست شدة الاهتمام بالحصول على ما هو اكثر مفتاحا لحياة جيدة ، بل المفتاح هو الاهتمام الاقل ، الاهتمام المقتصر على ما هو حقيقي آني هام .

الحلقة الجهنمية التي تكرر نفسها

تستدعي صفحات كتاب مانسون الانتباه الى ما هو اشبه بالهوس الخبيث الذي يمكن ان يصيب دماغك ، بل يمكنه اذا سمحت له ان يجعلك معتوها تماما . وان كان ما سيقوله الان يبدو مالوفا لك فاخبره :

ينتابك القلق فيما يتعلق بمهاجهة شيء ما في حياتك . ثم يجعلك هذا القلق عاجزا عن فعل اي شيء ، وتبدا التساؤل عن سبب قلقك هذا . انت تصير الان قلقا بخصوص ما يتعلق بقلقك. وهذا ما يسبب لك مزيدا من القلق .. اسرع ... اين الشراب ؟

او لنقل ان لديك مشكلة غضب...ينتابك الغضب بسبب اشياء شديدة الغباء ، بسبب اشياء شديدة التفاهة ، ولا فكرة لديك ابدا عما يجعلك غاضبا هكذا . ثم يبدا ادراكك حقيقة انك تغضب بسهولة الى هذه الدرجة يسبب لك انزعاجا وغضبا اكثر من ذي قبل . ثم تدرك في غمرة غضبك الشديد ذاك ان غضبك الدائم هذا يجعلك شخصا ضحلا لئيما . وانت تكره هذا كثيرا .. انت تكرهه الى حد يجعلك غاضبا من نفسك ايضا . انظر الى نفسك الان .. انت غاضب من نفسك لانك تغضب من غضبك .. اللعنة عليك ايها الجدار ... خذ هذه اللكمة ...آخ ...يدي .

او انك تكون شديد القلق طيلة الوقت بخصوص ما يتعلق بفعل الشيء الصحيح الى حد يجعل قلقك هذا مصدر قلق جديد لك . او ان لديك احساسا شديدا بالذنب نتيجة كل غلطة ترتكبها الى حد يجعلك تبدا الاحساس بالذنب تجاه نفسك لان لديك هذا الاحسا بالذنب كله ، او انك تجد نفسك مرات كثيرة شخصا حزينا وحيدا الى حد يجعلك تشعر بحزن اكبر ووحدة اشد لمجرد التفكير في هذا الامر .. اهلا بك في الحلقة الجحيمية التي تكرر نفسها .

في جمال ان تكون انسانا

يخبرك الكاتب انه من المحتمل تماما انك وجدت نفسك حبيس هذه الحلقة عدة مرات من قبل. بل لعلك واقع فيها الان ، في هذه اللحظة : يا إلهي انني اقع في الحلقة الجهنمية التي تكرر نفسها طيلة الوقت ..كم انا فاشل لان هذا يحدث لي دائما .. علي ان اتوقف ...آه يا الهي ، احس نفسي شخصا فاشلا لانني ادعو نفسي فاشلا انني افعلها من جديد .. الا ترون انني شخص فاشل ..يا للهول .

اهدأ يا صديقي ...اسمع ، ثم لك ان تصدق او لا تصدق ، هذا جزء من جمال ان تكون انسانا .. سوف اقول لك قبل كل شيء، قليلة جدا هي الحيوانات التي تمتلك قدرة على التفكير في اشياء تقنع نفسها بها ، واما نحن البشر فلدينا رفاهية قدرة امتلاك افكار عن افكارنا ، وهكذا فانني قادر على التفكير مباشرة في انني شخص مختل عقليا لانني اريد ان ارى تلك الفيديوهات على يوتيوب. اوه انها اعجوبة العقل البشري ...اين الخطا وأين الصواب؟ .

ثقافة الاستهلاك مشكلتنا القاتلة

يضع مانسون يدنا على مشكلتنا الان ، وعنده ان مجتمعنا اليوم من خلال الاعاجيب التي تفعلها بنا ثقافة الاستهلاك ورسائل من قبيل : ”انظر..حياتي اجمل من حياتك” التي تمطرنا بها وسائل التواصل الاجتماعي، قد انتج جيلا كاملا من الناس الذين يظنون ان امتلاك هذه التعابير السلبية – القلق والخوف ، والاحساس بالذنب امر غير جيد على الاطلاق . ما اعنيه هو انك اذا نظرت الى ما ياتيك عبر فيسبوك ، فانت تجد ان كل شخص في العالم يعيش وقتا رائعا .. انظر ..تزوج ثمانية اشخاص هذا الاسبوع، وقد ظهرت على التلفزة فتاة في السادسة عشرة من عمرها حصلت على سيارة فيراري هدية في عيد ميلادها .. وهنالك طفل اخر كسب مليوني دولار لانه اخترع تطبيقا يزودك اوتوماتيكيا بمزيد من ورق المرحاض اذا نفذ ما لديك منه .

اما انت فانك جالس في بيتك تنظف اسنان قطتك . لا يمكنك التفكير عند ذلك الا في حياتك البائسة ، بل انك تراها بائسة اكثر حتى اكثر مما كنت تظن . لقد صارت الحلقة الجحيمية التي تكرر نفسها جائحة متفشية في كل مكان ، وهي تجعل الكثيرين منا واقعين تحت ضغط نفسي زائد ،تجعلهم متوتري الاعصاب كثيرا ، وتجعلهم يكرهون انفسهم الى حد مبالغ فيه .

بين جيل الأجداد وبين الأبناء

هناك مقاربة مثيرة للتامل يضعنا المؤلف امامها وهي انه في ايام اجدادنا كان الجد عندما يمر بحالة نفسية سيئة يقول: “اللعنة على هذا كله ..من المؤكد انني اشعر اليوم كما لو انني روث بقرة لا اكثر لكن وماذا ؟ اظن ان الحياة هكذا فلاعد الى جرف القش. وأما نحن فماذا لدينا الآن ؟ الآن ... اذا انتابك شعور سيئ تجاه نفسك ولو مدة خمس دقائق فقط ، فانك تجد نفسك على الفور امام مئات الصور لاشخاص سعداء تماما يعيشون حياة مدهشة الى اقصى حد . ويصير من المستحيل ان ترد عن نفسك الاحساس بان فيك بالتاكيد اشياء غير صحيحية حتى يكون وضعك اقل منهم

هذا الجزء الاخير هو ما يجعلنا نعاني . نشعر بالسوء لاننا نشعر بالسوء ، ونشعر بالذنب لاننا نشعر بالذنب ، ونغضب لاننا نشعر بالغضب . ونقلق لاننا نشعر بالقلق . اف .. ما هي مشكلتي ؟

هذا ما يجعل “ اللامبالاة “ امرا حسنا . هذا ما يجعل عدم الافراط في الاهتمام هو ما سينقذ العالم .. وسوف تنقذه انت من خلال قبولك ان العالم مكان سيئ ، وان هذا الشيء لا باس به لان العالم كان هكذا على الدوام ، ولانه سيظل هكذا على الدوام .

من خلال عدم اكتراثك بان يكون لديك شعور سيئ، فانك تبطل مفعول تلك “الحلقة الجحيمية التي تكرر نفسها“. انت تقول لنفسك “ لدي احساس سيئ.. حسنا ما اهمية هذا ؟ ثم وكأن احدا رشك بمسحوق اللامبالاة السحري، تجد انك قد توقفت عن كره نفسك لانك تشعر بالسوء .

عن مفهوم القانون التراجعي

يقول بعض القراء في مواجهة الكاتب ..سيدي ما تقوله مثير تماما ، لكن ماذا عن سيارة شيفرولية كامارو التي احاول التوفير حتى ادفع ثمنها ؟ وماذا عن الجسد اللائق للظهور على الشاطئ الذي اجوع نفسي حتى اصل اليه ؟ وقد دفعت مالا كثيرا للحصول على تلك الالة الرياضية ، وماذا عن البيت الكبير على شاطي البحيرة الذي احلم به دائما ؟ اذا توقفت عن المبالاة بهذه الاشياء فلن احقق شيءا على الاطلاق ؟ انا لا اريد ان يحدث لي هذا ..

جيد للمرء ان يطرح الاسئلة ، ولكن هل لاحظت في يوم من الايام ان انجازك في امر من الامور يتحسن بعض الاحيان عندما يقل اهتمامك به وقلقك عليه ؟ لاحظ كيف ان الشخص الذي يكون اكثر الاحيان الاقل استثمارا في نجاح شيء ما هو من ينتهي به الامر الى تحقيقه في اخر المطاف ، ولاحظ كيف ان كل شيء يبدو وكانه يتخذ موقعه الصحيح من تلقاء نفسه عندما تكف عن الافراط في الاهتمام به ....ما معنى هذا ؟

لعل ما يثير الاهتمام في القانون التراجعي هو انه يدعى ب “ التراجعي “ لسبب وجيه : ان لعدم المبالغة في الاهتمام مفعولا عسكيا . اذا كانت ملاحقة ما هو ايجابي امرا سلبيا ، فان ملاحقة السلبي تولد ما هو ايجابي ؟ الالم والمشقة اللذين يعرض المرء نفسه لهما في صالة التمرينات الرياضية يؤديان الى صحة افضل والى طاقة اكبر . وحالات الفشل في الاعمال هي ما تقود الى فهم افضل لما هو ضروري من اجل تحقيق النجاح . والامر الغريب هو ان كونك منفتحا اكثر على منابع قلة امانك يجعلك اكثر ثقة بنفسك ويجعل الاخرين اكثر اعجابا بك .

ان الم المواجهة الصادقة هو ما يولد اكبر قدر من الثقة بك ، ويولد احترامك لدى معارفك . كما ان معاناتك عندما تجتاز مخاوفك وكل ما يقلقك هي ما يسمح لك ببناء شجاعتك ومثابرتك.

ما الغاية من هذا الكتاب ؟

يهدف هذا الكتاب الى ان يجعلك تفكر قليلا بمزيد من الوضوح في الاشياء التي تختار ان تعتبرها هامة في الحياة وفي الاشياء التي تختار ان تعتبرها غير ذات اهمية .

اليوم نواجه نوعا من وباء نفسي خلاصته ان الناس ما عادوا يدركون ان ما من مشكلة في ان تسوء الامور احيانا . اعرف ان هذا يبدو كسلا من الناحية الذهنية ، لكنه يبدو هكذا في الظاهر فحسب، وانا اؤكد لكم – يقول مارك- ان هذه مسالة حياة او موت .

لن يعلمك هذا الكتاب كيف تكسب مالا او كيف تحقق شيءا من الاشياء بل سيعلمك كيف تخسر من غير ان تشكل الخسارة مصدرر قلق كبير لك .

انه يعلمك ان تنظر الى ما في حياتك فتزيل منها كل ما فيها من سقط المتاع ومن سخط وتحتفظ بالاشياء الهامة فقط. سوف يعلمك كيف تغمض عينيك وتثق بان من الممكن ان تسقط على ظهرك وتظل بخير رغم ذلك . سوف يعلمك كيف تصل الى الاهتمام بعدد اقل من الاشياء وسوف يعلمك الا تحاول.