56545644
56545644
عمان اليوم

الأزياء العمانية مظهر فخر واعتزاز بين شعوب العالم

30 أغسطس 2018
30 أغسطس 2018

اعداد: جمعة بن سعيد الرقيشي -

ثراؤها الخصب وأشكالها المتنوعة كساها إبداعا ورقة وبهجة -

أزياء رجالية

تتصف هذه الأزياء بالبساطة والتكيف مع البيئة المحيطة بها، وهي عبارة عن ثوب طويل يسمى (الدشداشة) ذات عنق مستدير يحيط به شريط رفيع قد يختلف لونه بعض الأحيان عن لون الدشداشة، يتدلى على الصدر من الجانب الأيمن مجموعة من الخيوط الكثيفة (الفراخة او الفريخة أو الكركوشة) التي عادة ما يوضع عليها قليل من العطر، وتطرز أطراف الدشداشة (الأكمام) بشريط من نفس اللون الذي يطرز به الصدر والظهر. وينحصر الاختلاف في الدشداشة بين بعض ولايات محافظات السلطنة غالباً من حيث الشكل والتطريز، وتختلف درجة التطريز حسب الرغبة حيث تزيد الكثافة في دشداشة الأطفال. أما لباس الرأس فهو العمامة (المصر) والكمة (الطاقية) ذات الألوان المتعددة لجميع الفئات الرجالية والشبابية والأطفال، والكمة هي عبارة عن طاقية دائرية تتألف من قطعتين مطرزة باليد او بالمكينة بأشكال وزخارف جميلة، كما يتزين الرجال بالخنجر العمانية المطرزة والمصنوعة من الفضة الخالصة واحيانا تضاف اليها خيوط الذهب ، كما يلف الشال في المناسبات حول الوسط فوق حزام الخنجر وهو من نفس نوع ولون العمامة أو المصر، ويكتمل الزي بلبس البشت بأنواعه وألوانه المختلفة الزاهية أهمها الأسود والأبيض والبني الذي يكون فوق الدشداشة وهو عباءة رجالية مطرزة الأكمام والأطراف.

الخنجر العماني

تعد الخنجر العمانية إحدى سمات الشخصية العمانية، وقد تميز بها الرجل العماني منذ القدم وتعتبر من أهم مفردات الأناقة الذكورية، والخنجر تصنع من الفضة الخالصة ، وعملية صنعها دقيقة للغاية يقوم بها الحرفي وقد تستغرق أكثر من شهر، غير أن الوقت الأكبر كانت تستغرقه عملية النقش على صفائح الفضة. وهناك طريقتان لنقش الخنجر هما: النقش بالقلع ويستخدم مسماراً دقيقاً لنقش الصفيحة الفضية حيث يتطلب ذلك صبراً ومهارة لتظهر النقوش كعمل فني متقن. أما النقش بالتكاسير فهي الطريقة الثانية وفيها يستخدم الصائغ خيوط الفضة في تزيين الخنجر وهذه من الأمور المستحدثة في صياغتها. وتتعدد أنواعها وأشكالها، فهناك الخنجر السعيدي التي تنسب الى العائلة المالكة، والنزواني الذي يتميز بكبر الحجــم مقارنـــــة بالصوري الذي تغرز في قرنه مسامير صغيرة على شكل نجمة أو متوازي الأضلاع، وهناك أيضاً الخنجر الصحاري وغيرها، والاختلاف يأتي من حجم وشكل الخنجر ونوع المعدن الذي يصنع منه أو يطلى به. والخناجر على اختلاف أنواعها تحمل سمات مشتركة تتكون من الأجزاء التالية: القرن (المقبض) وهو يختلف من محافظة الى أخرى وأغلى المقابض ثمناً تلك المصنوعة من قرن الزراف أو الخرتيت، أما الصندل والرخام فهي من الخامات البديلة لصناعة المقبض. النصلة (شفرة الخنجر) وتختلف من ناحية القوة والجودة وتعد من محددات قيمة وأهمية الخنجر. أما الصدر (أعلى الغمد) فهذا الجزء عادة ما يكون مزخرفاً بنقوش فضية دقيقة. القطاعة (الغمد) الذي يعتبر الجزء الأكثر جاذبية في الخنجر، ويكون مطعماً بخيوط فضية. وتكمن قيمة الخنجر في القرن والنصلة، فالقطاعة والصدر، ومن ثم الطوق (أسفل المقبض)، لذلك وبحسب القول السائد هي (زينة وخزينة) في آن واحد.

ملامح عمانية

للخنجر من الملامح العمانية التي تستمر المحافظة عليها، فيندر مشاهدة رجل عماني لا يتزين بخنجر في حفل رسمي، لا سيما في المناسبات الرسمية والوطنية والخاصة كالأعياد والمناسبات الاجتماعية وغيرها. وإن كان الخنجر قديماً يحمل أساساً للدفاع عن النفس والزينة ، فإنه حالياً يعد من اهم ما يحافظ عليه العماني ولا يستغنى عنه فهو يحرص على اقتنائها لنفسه ولاولاده أو إهدائها كتحفة فنية رائعة.

أزياء النساء في المحافظات

تتعدد أنواع الأزياء النسائية بحسب ولايات المحافظات العمانية، إلا أنها إجمالاً تتكون من ثلاث قطع أساسية هي: حجاب الرأس (اللحاف - الوقاية - الليسو - الفتقة)، وتتفنن النساء في تزيينه بالنقوش عن طريق (الترتر والخرز الملون)، وقد يضاف إليه عند الأطراف ما يعرف (بالحضية التي تتدلى منها الاهداب وكذلك الشلاشل) وهي عبارة عن خيوط ملونة بثلاثة أو أربعة ألوان تسمى الكراكيش. أما القطعة الثانية فهي الثوب أو الدشداشة أو الكندورة، وتتكون من(الردون، وهي الأكمام المطرزة يدوياً بالسيم والغولي)، إضافة الى الخرز والترتر بتشكيلات مختلفة، أما الشق الذي يتوسط الصدر فتستخدم في تطريزه (السفة والسنجاف) وهي أنواع من النقوش الجاهزة، وعادة ما تكون باللون الأحمر والبنفسجي. أما الثوب الظفاري (أبو ذيل) وتلبسه المرأة بمحافظة ظفار فهو طويل من الخلف، وهو يطرز بأحجار وفصوص لامعة. أما القطعة الثالثة فهي السروال، وهو يكون واسعاً او ضيقا من القدمين مع تنوع النقش والتطريز حسب ولايات محافظات السلطنة. وبحكم التركيبة السكانية في ولايات محافظة مسقط كونها عاصمة البلاد فهي ملتقى لجميع أبناء كل محافظات السلطنة، وتتعدد فيها الأذواق بفضل التواصل مع الشعوب والحضارات الأخرى. لذلك تتعدد الأزياء التقليدية في ولاياتها، فيوجد ثلاثة أنواع رئيسية تختلف عن بعضها من حيث تصاميمها ورسوماتها والخيوط المستخدمة في تطريز نقوشها، فبعضها فضفاض، وبعضها قريب من زي النساء بمحافظة الداخلية، وبعضها يخاط من شرائط فضية رقيقة غاية في الإتقان. أما ازياء النساء بولايات محافظة ظفار فيعرف الزي التي ترتديه (بأبو ذيل) وهو من المخمل أو القطن وتزين رقبته بنقشة جميلة من خيوط البريسم والزري، ويطعم الثوب بفصوص من الفضة والخرز. وتوضع على الرأس الشيلة وهي غالباً ما تكون من القطن الخفيف أو الحرير مزينة بالفصوص والخرز بأشكال مختلفة. أما أزياء نساء ولايات محافظات شمال وجنوب الباطنة ومسندم والظاهرة فهي قريبة التشابه بعض الشيء ، حيث ترتدي المرأة هناك الكندورة، وهي رداء طويل متعدد الألوان ومزركش برسومات مختلفة، وتطرز الأكمام بخيوط ذهبية أو فضية من البريسم والزري. كما تلبس أغلبهن الشيلة (الوقاية) والكندورة والثوب والسروال. فالشيلة (الوقاية) عادة ما تكون باللون الأسود، والكندورة تأتي على أنواع، فهناك كندورة مخورة وكندورة مخوصة حسب التصميم والتطريز، وكذلك الثوب الذي يلبس فوق الكندورة وهو من قماش خفيف. اما الازياء النسائية بمحافظتي الداخلية وجنوب الباطنة فيتكون الزي في ولايات هاتين المحافظتين من ثوب قصير يمتد الى أسفل الركبة قليلاً، وتطرز الواجهة بشرائط من السيم والغولي والخوصة، بالإضافة الى البريسم والسنجاف وشرائط الزري الفضية والذهبية، كما تطرز الأكمام بنفس الشرائط والخيوط، والتي عادة ما تكون من الأعمال اليدوية المنزلية التي تقوم بها المرأة. ويغطي الرأس بالوقاية التي تتدلى منها خيوط من الصوف الملون المعقود لتشكل العقام، وذلك لشد الوقاية على الرأس. وتلبس الحظية أعلى الوقاية وتزين أطرافها بخيوط من الصوف والزري الفضي.

أما الأزياء النسائية بمحافظتي جنوب وشمال الشرقية فتتنوع، أهمها ما يعرف بالقبعة وهي عبارة عن قماش خفيف منسوج من خيوط البريسم (الحرير أو النايلون) وغالباً ما يكون لونهُ أسود أو أحمر أو وردي أو أزرق ويطرز بنقوش جميلة مزخرفة. وفي ولاية صور تكون للثوب ثلاث فتحات واسعة من اليدين والأسفل لإمكانية ارتدائه بسهوله، كما يطرز من الأمام والخلف. أما في ولاية إبراء فتضع المرأة على رأسها (الكمة) ولونها أسود عادة مصنوعة من قماش خفيف، كما تلبس العقام وهو حليــــة مـــن الفضــة أو الذهب على شكل صفيحتين مزخرفتين وتوصلا بخيوط من الصوف. والقطعة الأخرى فوق الرأس هي (الليسو او الوقاية). أما الدشداشة التي تصل لمنتصف الساق فتزخرف باستخدام الدانتيل الفضي أو الذهبي. أما السروال فيحتوي على تطريز يدوي بديع باستخدام الخيوط الفضية أو الذهبية، والجزء الأكثر تطريزاً في السروال يسمى (النقشة)، وتتنافس النساء في عمل النقشة وتعرف المرأة الأكثر إبداعاً في فنون وأنواع النقش بالنقاشة.

الحلي والمجوهرات

ترتدي المرأة العمانية مع تلك الأزياء مجموعة من الحلي الذهبية التي لا تستطيع المرأة العمانية أن تستغني عنها، وهذه الحلي تضيف إلى الزي جمالاً وبهاء، لا سيما وأنها تلبسها في الرقبة والمعصم وهي أساور وعقود من الذهب الخالص ذي التشكيلات الجميلة، وغالبا ما تلبسها المرأة العمانية في الأعياد والمناسبات والأعراس والاحتفالات وهي سر جمالها.