عمان اليوم

«البحث العلمي» ينظّم محاضرة بعنوان «المعمار العماني.. تراث ثقافي»

29 أغسطس 2018
29 أغسطس 2018

نظّم مجلس البحث العلمي ممثلا بالبرنامج البحثي الاستراتيجي للتراث الثقافي العماني صباح أمس محاضرة بعنوان «المعمار العماني تراث ثقافي» قدمها المحاضر المهندس سعيد بن محمد الصقلاوي رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء وذلك بمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم وبحضور عدد من الباحثين والمهتمين بالعمارة والتراث الثقافي العماني.

بين المحاضر من خلال المحاضرة بأن العمارة ماهي إلا حاضنة أو مرآة حضارية عاكسة لثقافة الإنسان في معتقداته وعاداته وتقاليده ونظام حياته الاجتماعية والاقتصادية وسيرته السياسية وهي محتوى يسرد تفاصيل حكاياه يمكن عبرها استنطاق التاريخ وتدوينه. وفي هذا الشأن يقول المهندس سعيد الصقلاوي: بأن العمارة العمانية حياة الأنسنة وصوت الأزمنة وشهود الأمكنة وهي علم وفن وعمل وثقافة فهي علم يسجل الأفكار والابتكار والآليات وفن يصوغ مرائي الجمال ومرئياته وينشر الراحة ويخلق المتعة وعمل يؤدي تنفيذه الى بث روح التعاون بين الانسان والانسان وبين الفرد والمجتمع والمجتمع والسلطة، حيث ان العمارة تبقى ساردا كبيرا لحكايا البشر والحجر والمدر والشجر ومبدعا لقصائد البيان والبديع على ارض الوجود والخلود.

ويضيف الصقلاوي بأن المعمار العماني عبّر عن نفسه بصراحة وأصالة ولم يقطع الصلة الحضارية والثقافية المتداولة في تخطيطه وهيكله وعناصر واجهاته فقلعة بهلا تمتد في قلعة الرستاق وهذه تستمر في قلعة نخل التي تتناص في قلعة مطرح، لذا فإن المعمار العماني ارتكز على مقومات فلسفته المحلية المشبعة بأنوار العقيدة والشرائع والمملوءة بالتاريخ العماني طويل الأمد الذي تنتشر أوابده على كامل ربوع الجغرافيا العمانية من بات فبسياء ومن كبيكب فأم النار ومن شصر وسمهرم فرأسي الحد والجنز وغيرها من التجمعات الحضارية فوق التراب العماني، كما اتكأت فلسفته أيضا على الخبرة المتراكمة بفعل التواصل والتثاقف مع الآخر وكذلك بفعل مبادرة التجربة المستمرة ومثابرة التعلم المستديم للمجتمع العماني وبحكم المعرفة المتجددة بعلوم البناء وتقنياته وثقافة تصنيعه. الجدير بالذكر أن البرنامج البحثي الاستراتيجي للتراث الثقافي العماني بمجلس البحث العلمي يهدف إلى المساهمة في تعزيز الجهود المبذولة في السلطنة لدراسة ورصد التجليات المادية والمعنوية للإرث الثقافي بغية المحافظة عليه ودعمه من ناحية، والمساهمة في تطويره بما يتناسب والرؤية المستقبلية الوطنية، بما في ذلك تقديم نماذج للاستثمار في التراث الثقافي بوصفه مادة استراتيجية لها قيمة تنموية واقتصادية.