1424225
1424225
العرب والعالم

الفصائل المقاتلة تنشر الفوضى الأمنية وتثير غضب السكان في إدلب

21 أغسطس 2018
21 أغسطس 2018

السويداء تشكل لجنة للتفاوض مع «داعش» بشأن المخطوفين -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

تشهد محافظة إدلب في شمال غرب سوريا منذ أشهر عدة فوضى أمنية: اغتيالات، وتفجيرات، وعمليات خطف مقابل فدية، ما يثير غضب السكان المدنيين الذين يوجهون أصابع الاتهام إلى الفصائل المقاتلة المهيمنة على الأرض.

وفي وقت تتجه الأنظار الى إدلب في ظل استعدادات عسكرية تقوم بها القوات الحكومية لشن هجوم ضد أحد آخر معاقل الفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، يجد سكان إدلب أنفسهم في مواجهة خطر إضافي يتمثل في انعدام الاستقرار الداخلي. ويفيد المرصد السوري لحقوق الإنسان «المعارض» وناشطون في إدلب بشكل منتظم عن إطلاق مجهولين الرصاص على مقاتلين من فصائل مقاتلة، أو عن تفجير سيارات مفخخة أو عبوات ناسفة. وقد أسفرت بعض هذه العمليات عن مقتل مدنيين.

ويُعيد ناشطون ومحللون هذه الفوضى بشكل أساسي إلى اقتتال داخلي بين الفصائل أو إلى «خلايا خارجية» تستفيد من زعزعة الأمن وأخرى لتنظيم داعش.

ووثق المرصد المعارض منذ أواخر أبريل مقتل 270 شخصاً، بينهم 55 مدنياً، في عمليات اغتيال متنوعة، معظمها لا يتم تبنيها، واستهدفت قياديين ومقاتلين في هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى في إدلب وريفي حماة الشمالي (وسط) وحلب الغربي (شمال) المحاذيين لها.

واعتبر تقرير صادر عن مركز عمران للدراسات الاستراتيجية ومقره إسطنبول أن تزايد عمليات الاغتيال عام 2018 في إدلب يفضح «حالة الفوضى الأمنية».

وشهدت محافظة إدلب على مرحلتين في عام 2017 ثم بداية 2018 اقتتالاً داخلياً بين هيئة تحرير الشام من جهة وحركة أحرار الشام وفصائل متحالفة معها من جهة ثانية.

وطال «الفلتان الأمني» قطاع الأطباء. ففي يونيو أعلن أطباء وصيادلة في مدينة إدلب إضرابا عن العمل لثلاثة أيام احتجاجاً على «حالة الفوضى وانعدام الأمن»، وعددوا أسماء أطباء وعاملين في القطاع تعرضوا لحوادث أمنية، لافتين إلى «الكثير من حوادث الخطف».

ونفذت الهيئة وفصائل أخرى خلال الأيام الماضية مداهمات في إدلب اعتقلت خلالها عشرات الأشخاص بتهمة «التخابر مع النظام» مع اقتراب هجوم الأخير ضد إدلب، وفق المرصد.

كما شنّت مداهمات ضد خلايا نائمة لتنظيم داعش الذي تبنى حتى منتصف يوليو اغتيالات عدة ضد مسؤولين ومقاتلين في الهيئة والفصائل استخدم فيها إطلاق الرصاص أو العبوات الناسفة أو الكمائن أو قطع الرأس.

ويقول المسؤول في هيئة تحرير الشام خالد العلي لفرانس برس عبر تطبيق واتس أب: «لدى النظام خلايا تعمل على إثارة الوضع في إدلب، والقصد من ذلك أن تكون لديه ذريعة لشن عمل عسكري»، مشيراً إلى أن الهيئة «جادة في القضاء على ما تبقى من خلايا داعش والنظام».

من ناحية ثانية استقبلت مدينة السقيلبية في محافظة حماة حوالي 4 آلاف نازح رحلوا عن إدلب المجاورة التي لا تزال تحت سيطرة الجماعات المسلحة والإرهابية المختلفة في شمال غرب سوريا.

وأعربت الإدارة المحلية في السقليبية عن استعدادها لاستقبال المزيد من أهالي إدلب، وتؤكد على استقرار الوضع الأمني في المنطقة بعد توقف القصف.

وباشرت السلطات السورية في السقليبية إعادة بناء وتجهيز المنازل، بما يؤمن عودة أهل السقليبية أنفسهم، وإيواء النازحين عن إدلب بعد استتباب الوضع في ريف حماة.

وتعمل وحدات من الجيش السوري على حماية المدينة مدعومة بفصائل الدفاع الشعبي المحلية التي تضم 700 شخص.

وفي السياق، أفاد المرصد السوري «المعارض» أن شيوخا من الدروز بمحافظة السويداء السورية شكلوا لجنة للتفاوض مع داعش بشأن المختطفين والمختطفات من أبناء المحافظة السويداء والمحتجزين لدى التنظيم منذ 25 يوليو الماضي.

وذكر المرصد أن «كبار شيوخ العقل لدى طائفة الموحدين الدروز» أصدروا بياناً حول تكليف عدة أشخاص ضمن لجنة للتفاوض على أن «ينحصر عمل اللجنة بمتابعة أمور المخطوفين والمختطفات من أبناء المحافظة، والتواصل مع الجهات المعنية في سبيل تحقيق إطلاق سراحهم وعودتهم إلى أهلهم سالمين».

وكانت مصادر درزية قالت لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): إن «التنظيم يطرح شروطا تعجيزية لا نملك تنفيذها: أمور تتعلق بالدولة والجيش».

في الأثناء أدى الرئيس بشار الأسد صلاة عيد الأضحى المبارك في رحاب جامع الروضة بدمشق.

وأدى الصلاة مع الرئيس الأسد وزير الأوقاف والمفتي العام للجمهورية وعدد من كبار المسؤولين في الحزب والدولة وعدد من أعضاء مجلس الشعب ومجموعة من علماء الدين الإسلامي وجمهور من المواطنين مؤتمين بفضيلة الشيخ الدكتور خضر شحرور مدير أوقاف ريف دمشق.

وفي الخطبة قال شحرور: إن فرح العيد هذا العام واكبه «فرح النصر الذي لطالما انتظره السوريون».

وأشاد في هذا الصدد «بحكمة واقتدار» الأسد، وقال مخاطبا إياه: «لقد قدت السفينة إلى بر الأمان وكنت الربان الماهر».

من جهة أخرى، أكدت الأمم المتحدة أنها تدرس مسألة وجود مذكرة سرية حول منع إعادة إعمار سوريا، كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تحدث عنها.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك للصحفيين: «نحن ندرس هذه المسألة، والتوضيحات الإضافية قد تصدر في وقت لاحق».

وأضاف دوجاريك: «نركز اهتمامنا حاليا على التسوية السياسية. وليس لدي أي شيء جديد عن إعادة الإعمار».

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أعلن أن الأمانة العامة للأمم المتحدة وزعت على وكالاتها في أكتوبر الماضي مذكرة سرية، تمنعها من المشاركة في إعادة إعمار سوريا.

وأضاف لافروف أن موسكو وجهت استفسارا إلى الأمين العام للأمم المتحدة بهذا الخصوص.