1423266
1423266
عمان اليوم

الزيارات والتواصل الأسري أبرز مظاهر أيام العيد في ولاية الكامل والوافي

20 أغسطس 2018
20 أغسطس 2018

تجسد صورة التراحم والتعاون بين أفراد الأسرة -

متابعة ـــ سعيد بن راشد الراسبي -

لعيد الأضحى في محافظة جنوب الشرقية بشكل عام وفي ولاية الكامل والوافي بشكل خاص مظاهره ومباهجه حيث الاهتمام بالعادات والتقاليد الأصيلة التي يحافظ عليها الأهالي منذ القدم وإلى الآن، ومن أبرزها التزاور والتواصل الأسري الذي يجسد صور التلاحم والتراحم والتآخي والتعاون بين أفراد تلك الأسرة. والاستطلاع التالي يتناول مظاهر عيد الأضحى بولاية الكامل والوافي وأهم العادات والتقاليد التي يقيمها أهالي الولاية بمناسبة عيد الأضحى المبارك وانطباعاتهم وآراءهم حول فعاليات العيد وأهم التقاليد التي يمارسونها.

استقبال العيد

في البداية يحدثنا سعيد بن حمد الراسبي عن مظاهر العيد بولاية الكامل والوافي قائلا « إن الهبطة تعتبر من مظاهر الاستعدادات المبكرة وهي تقام قبل العيد بأيام كأسواق في ساحات مفتوحة ويذهب إليها الصغير والكبير وهي تزدحم بالناس الذين يتوافدون إليها منذ الصباح الباكر وهي مقصد للجميع من كل الولايات ومنها يتزود الأهالي بأضاحي العيد واحتياجاتهم من مستلزمات العيد المختلفة وتتميز بطابع جميل ولها تواريخ متعارف عليها بحيث لا تتعارض مع الهبطات الأخرى التي تقام في مختلف الولايات ».

وأضاف الراسبي « العيد في ولاية الكامل والوافي الماضي يختلف عن اليوم فهو يبدأ سابقا من القرية وتحديدا من مصلى العيد ويمر الجميع في مختلف الحارات التي كانت مبنية من الطين آنذاك وليس كما هو عليه اليوم من تطوير في عملية البناء والتشييد فقديما كانوا يقومون بتقديم الفنون العمانية المغناة بمختلف أنواعها مثل العازي والشلات الحماسية، كما يتخلل أيام العيد في الفترة المسائية سباقات للإبل العمانية وتقدم معها فنون عمانية معروفة مثل التغرود وباقي الفنون وكانت الأيام في تلك الفترة أياما جميلة وطيبة والسلطنة كلها أعياد ومسرات، ونحن اليوم نحرص رغم مظاهر الحياة المعاصرة على الحافظ على الماضي وموروثاته والتواصل والتراحم والتسامح وزيارة الأهل والجيران والأقارب ونزور المرضى وكل من نعرفه وهي فرصة طيبة لاستغلال أيام العيد السعيد» .

استعدادات العيد

وعن استعدادات العيد يحدثنا سيف بن خميس الراسبي فيقول « إن المسلمين جميعهم حريصون على الاستعداد للعيد وأفراحه حيث تبدأ الاستعدادات لاستقبال العيد قبل أيام عدة وأول ما يحرص المسلمون عليه هو شراء الأضاحي وتجهيز لباس العيد الجديد لهم ولأطفالهم وتقديم اللعب والهدايا ويقوم أهالي الولاية بتجهيز الأضاحي ومن عاداتنا العمانية الجميلة التي أصبحت عرفا وتقليدا متوارثا تجمع الأهل والأقارب مع بعضهم لقضاء يوم العيد كما أن الزيارات المتبادلة التي تتضمن التهاني ومشاركة الفرحة بالعيد شيء أساسي يقوم به الكثير في هذا اليوم فالجميع يحرص على صلة أرحامهم وتقديم التهاني بهذه المناسبة السعيدة كما يأخذ الصغار نصيبهم من الفرحة حيث يعتبرونها فرحة العيد للالتقاء ببعضهم وقضاء يوم مميز بصحبة الأهل بملابس العيد الزاهية، كما تقدم للأطفال العيدية وهي نوع من التقاليد المتوارثة في الأعياد» . وعن أول أيام العيد قال« يعتبر اليوم الأول من أيام العيد اليوم الرئيسي لكل عائلة حيث تلتقي الأسرة وتشترك في إعداد العرسية التي تعتبر من الوجبات المهمة خلال الأعياد وهي عبارة عن الأرز واللحم وبعض الأهالي يتناولون هذه الوجبة قبل صلاة العيد والبعض الآخر يتناولها بعد الصلاة ثم يتوجه الجميع لأداء صلاة العيد مهللين مكبرين داعين الله سبحانه وتعالى أن تتواصل هذه الأعياد على الأمة الإسلامية، ويتم هذا التهليل والتكبير حتى الوصول إلى مصلى العيد بالولاية أو القرية حيث توجد مصليات العيد بمعظم القرى بالولاية وبعد أداء الصلاة يتبادل الأهالي تهاني العيد فيما بينهم ثم يتوجهون إلى مركاض العيد لمشاهدة ركض العرضة سواء كان للجمال أوللخيل وهي من العادات الجميلة التي ما زالت تقام في أيام الأعياد وبعد الانتهاء من ركض العرضة بعضهم يتوجهون للسلام على سعادة الوالي والشيوخ والبعض يتوجهون إلى ذبح الأضاحي بعدها تبدأ مراسم الزيارات بين الأهالي والأسر ويستمر ذلك حتى الفترة المسائية ». وأضاف « أن اليوم الثاني من العيد مخصص بكامله للذبح وإعداد اللحوم ومختلف الأكلات المفضلة منها خاصة المضبي حيث يتم استكمال عملية تقطيع اللحوم في هذا اليوم بعد أن قام البعض بالذبح في اليوم الأول » . وعن إعداد لحم المضبي أوضح أنه « يتم تجهيز اللحم في شرائح يضاف لها الملح ثم يوضع في مكان بارد أو في البرادات الحديثة وتستخرج في ثاني أيام العيد إلى حفرة المضبي تتجمع حولها الأسرة لتضع الحصى بأحجام متوسطة ومسطحة يتم وضعها فوق الجمر الملتهب بعد أن يتم حرق حطب السمر ويوضع الحصى بطريقة متناسقة قبل ساعات قليلة من بدء عملية المضبي اللذيذ وتتجمع الأسرة بكامل أفرادها لهذه العملية التي تبدأ بوضع اللحم فوق الحصى ثم تقليبه عدة مرات وتشريحه من كافة الاتجاهات ثم تقوم الأسرة بتناول هذه الوجبة».

من جانبه قال جاسم بن محمد الراسبي عن آخر أيام العيد « إن البعض من الأهالي يواصلون عملية شواء المضبي والقليل منهم يجتمعون لاستخراج الشواء من التنور وعن عملية إعداد الشواء يقول جاسم إنها عملية جيدة حيث يتم إعداد الشواء بطرق خاصة بتخصيص قطع معينة من الذبيحة، ثم يتم إضافة التبزيرة ووضعها في الخصفة التي تصنع من سعف النخيل وإغلاقها بإحكام ويتم بعد ذلك دفن الشواء في التنور وبعد حوالي 15 ساعة يفتح التنور بمشاركة الصغار والكبار وهم يرددون بعض الأهازيج لاستخراج اللحم ثم يجتمع الأقارب في بيت واحد يتناولون فيه الغداء مع الشواء وقلوبنا جميعا تحمد الله تعالى على نعمه الظاهرة والباطنة وتدعوه سبحانه بأن يعيد هذه المناسبة السعيدة وأمثالها على الجميع وهم يتمتعون بالصحة والعافية ».