1421122
1421122
عمان اليوم

ندوة التماسك الأسري السابعة بصلالة تدعو إلى تفعيل دور المرأة في التنشئة الاجتماعية والأخلاقية

16 أغسطس 2018
16 أغسطس 2018

أوصت بتعزيز القيم الدينية والتركيز على دور الأسرة -

الجلسات تناولت تأثير الإعلام على السلوك والقيم الأخلاقية في المجتمع -

كتب - بخيت كيرداس الشحري -

أكدت ندوة التماسك الأسري السابعة التي اختتمت أعمالها أمس بمجمع السلطان قابوس الشبابي بصلالة برعاية معالي الشيخ محمد بن سعيّد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية على أهمية الاستمرار في تعزيز القيم الدينية وفقا للمنهج النبوي الشريف من خلال مؤسسات التنشئة الاجتماعية مع التركيز على دور الأسرة المهم في ترسيخ القيم الدينية والأخلاقية، وتفعيل دور المرأة في التنشئة الاجتماعية والأخلاقية والدينية بما يمكن النشء من تحصين نفسه ذاتيا ضد التحديات المعاصرة ويعزز تماسك الأسرة ويحفظ للمجتمع أمنه واستقراره.

وأوصت الندوة بإنشاء مساكن طلابية متكاملة الخدمات بالجامعات والكليات ملتزمة بضوابط وإجراءات محددة لإيجاد بيئة تساعد على تنمية القيم الأخلاقية بين الطلاب والتركيز على دور الأسرة في متابعة أبنائهم، وتفعيل دور العاملين في مجال الإشراف الطلابي بسكنات الجامعات والكليات بالتركيز على القيم الأخلاقية بين الطلاب والتشجيع على التمسك بها، وتكثيف الجهود للالتزام بالقيم الأخلاقية في بيئة العمل لتحقيق الخصوصية والاحترام المتبادل وفقا للقوانين والتشريعات الوطنية، بجانب تعزيز دور الجمعيات الأهلية في تكريس القيم الأخلاقية والعمل على تشجيع ونشر ثقافة العمل التطوعي في مجال تنمية التماسك الأسري، والتوسع في البرامج الإعلامية الموجهة وتقديمها لتفعيل القيم الأخلاقية بشكل دائم ومستمر بواسطة الوسائل الأكثر تأثيرا في المجتمع مع التأكيد على الهوية الوطنية، ووضع الخطط المناسبة في مجال التقنية التي تساعد على تحديد ضوابط الالتزام بوسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.

ودعت الندوة إلى تشجيع الباحثين على إجراء مزيد من الدراسات والبحوث العلمية حول أدوار ووظائف الأسرة، بما يحقق التكامل بين هذه الأدوار لتعزيز قيم التماسك الأسري. يذكر أن ندوة التماسك الأسري لهذا العام التي استمرت يومين، وعقدت تحت عنوان «راق بأخلاقي» تم خلالها التطرق إلى محورين أساسيين هما موجهات القيم الأخلاقية ومحور يتعلق بدور المجتمع في تعزيز القيم. وتوجه معالي وزير التنمية الاجتماعية بالشكر الجزيل لكافة الجهات المشاركة لاسيما جمعية المرأة العمانية بصلالة، مشيدا بالجهود التي بذلت وأدت إلى تحقيق النتائج الرائعة التي حرصت عليها أهداف الندوة، معربا عن أمله لكافة القطاعات بالتوفيق.

واستعرض الدكتور يحيى بن محمد الهنائي مدير عام المديرية العامة للتنمية الأسرية البيان الختامي للندوة قائلا: في ظل التحولات التي يشهدها العالم أجمع، والتأثير على منظومة القيم المجتمعية بها، جاءت ندوة التماسك الأسري السابعة رغبة من الوزارة ومؤسسات العمل الاجتماعي في المحافظة على القيم الأخلاقية المستمدة من الدين الإسلامي الحنيف وتاريخها الحضاري وعراقتها مستفيدة من التقدم العلمي والثورة المعلوماتية، وركزت الندوة على عدد من الأبعاد وطرحت بعض الإشكاليات لتضع مقترحات وحلولا تساعد الأفراد والأسر على المحافظة على منظومة القيم الأخلاقية، وناقش الشيخ عبدالله بن علي الشحري إمام وخطيب بمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم «أخلاقيات المعاملة»، واستعرض التجربة العمانية كنموذج يفتخر به، وتحدث الشحري عن العديد من الشخصيات العالمية عبر التاريخ التي لامست مؤلفاتهم وكتبهم الشيء الكثير من الأخلاق الحميدة لدى العمانيين في التعامل، وعرّج على مكانة المرأة العمانية منذ القدم، وكيفية مجابهة التحدي الذي يواجه الهوية العمانية الأصيلة. فيما ألقت أسماء بنت عامر الصواعية من جامعة السلطان قابوس ورقة عمل بعنوان «دور الإعلام في المحافظة على السلوك والقيم الأخلاقية» وتطرقت خلالها إلى الإعلام وأهميته ووظائفه، والقيم وأهميتها في توجيه السلوك، بالإضافة إلى كيفية تأثير الإعلام على القيم، وكيف يحافظ الإعلام على السلوك والقيم الأخلاقية في المجتمع.

حيث أفادت الصواعية أن تأثير وسائل الإعلام يكون في الأفراد والمجتمعات وفي مجرى تطور البشر بشكل عام، وهناك علاقة سببية بين التعرض لوسائل الإعلام والسلوك البشري، كما يختلف تأثير وسائل الإعلام حسب وظائفها، وطريقة استخدامها، والظروف الاجتماعية والثقافية، واختلاف الأفراد أنفسهم، وقد تكون سببا لإحداث التأثير، أو عاملا مساعدا ضمن عوامل عدة، وأضافت: تتعدد آثار وسائل الإعلام وتختلف في شدتها، فقد تكون قصيرة الأمد أو طويلة الأمد، ظاهرة أو مستترة، قوية أو ضعيفة، نفسية أو اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية. وخلال الجلسة الثانية والختامية للندوة قدمت وضحة بنت سالم العلوية مديرة مساعدة بدائرة الإرشاد والاستشارات الأسرية ورقة عمل بعنوان «دور المرأة في تعزيز التماسك الأسري» ناقشت خلالها واقع التغيرات المحيطة بالأسرة، وأدوار المرأة الوظيفية في تعزيز البناء القيمي والتماسك الأسري من خلال تدريب الأفراد على أدوارهم المستقبلية، ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع، وتلقينهم للقيم الاجتماعية والعادات والتقاليد والعرف السائد في المجتمع؛ لتحقيق التوافق بين الأفراد وبين المعايير والقوانين الاجتماعية مما يؤدي إلى إيجاد نوع من التضامن والتماسك في المجتمع، كما تطرقت العلوية إلى البرامج المعززة لدور المرأة في ترسيخ القيم والأخلاق. بعدها ألقى عبد الناصر الصايغ خبير الموارد البشرية وممارس في تقييم الأداء المؤسسي والتخطيط الإستراتيجي ورقة عمل بعنوان «القيم الأخلاقية في بيئة العمل»، تضمنت الفرق بين الأخلاق والأخلاقيات، ومصادر الأخلاق كمبادئ والأخلاقيات كقيم، إضافة إلى القيم الأخلاقية وعلاقتها بالسلوك، بجانب استعراض العديد من الشواهد المجتمعية العمانية في بيئة العمل. يشار إلى أن الندوة شملت الجلسة الافتتاحية وثلاث جلسات علمية وثلاث حلقات عمل تطبيقية من خلال محورين أساسيين الأول حول موجهات القيم الأخلاقية والثاني حول دور المجتمع في تعزيز القيم، وتناولت الجلسات العلمية موضوعات الحصانة الأخلاقية والرعاية الذاتية لدى الشباب، ومناهج التربية الأخلاقية، وأخلاقيات المعاملة «التجربة العمانية نموذجا» ودور الإعلام في المحافظة على السلوك والقيم الأخلاقية ودور المرأة في تعزيز التماسك الأسري، والقيم الأخلاقية في بيئة العمل، بينما شملت حلقات العمل التطبيقية أثر وسائل التواصل الاجتماعي على السلوك الأخلاقي، والقيم الأخلاقية في المساكن الطلابية، وأخلاقيات العمل التطوعي، وتم في ختام الندوة تكريم المشاركين من مختلف المؤسسات والجهات الداعمة والمشاركة.