tahira
tahira
أعمدة

نبـض الــدار :الدور الجديد القديم للصحافة

13 أغسطس 2018
13 أغسطس 2018

د.طاهرة اللواتية -

[email protected] -

إن الطفرة الرقمية، وظهور وسائل التواصل الاجتماعي جعل الإعلام التقليدي- الصحافة والإذاعة والتلفزيون- في حالة مراجعة لأدوارهم التي كانوا يمارسونها قبل هذه الطفرة الإعلامية وظهور وسائل الإعلام غير التقليدية، فلم يعد من أدوار الصحفي الآن أن ينقل الأخبار والمعلومات والمعارف، فقد أصبحت تنتقل بسرعة البرق إلينا قبل أن تطالعنا الصحيفة بها صباحا، أو نسمعها في برنامج إذاعي أو تلفزيوني وقت الأخبار، فقد تم سحب البساط من تحت أقدام الإعلام التقليدي في هذا الجانب. لكن حقيقة لم ينته دور الصحفي بل تعزز مع هذه الطفرة الإعلامية، فما يزال هو من يقوم بتحليل الخبر أو المعرفة أو المعلومة بخبرته الصحفية، ويصل إلى نتائج مهمة يقرأها أو يطالعها الجمهور بتركيز، فيفهم ما بين السطور ويدرك خفايا الخبر أو المعلومة.

وبقي للصحفي أهم دور، وهو الاستقصاء أو التقصي، فالصحافة الاستقصائية هي أساس العمل الصحفي ولا تزال، فالصحافة الاستقصائية تقوم بالتحقيق والقصة الاستقصائية للكشف عن خطأ ما، أو إظهار الجوانب غير المنطقية في قضية ما، ومثــل هــذه القصــص والتحقيقات تصــب فــي المصلحــة العامــة، ومــن أكثــر التعريفــات الدارجة لمفهـوم المصلحـة العامـة التعريــف الموجــود فــي ميثــاق الممارســة الصحفيــة للمحرريــن الصحفييــن، وجــاء فيــه: «تشــمل المصلحــة العامــة: الأمور العامة الآتية على سبيل المثال لا الحصر: الكشــف عــن الجرائــم أو المخالفــات الخطيــرة أو فضحهــا، وحمايــة الصحــة والسلامة العامــة، وحمايــة الجمهــور مــن التضليــل بفعــل أو بيــان مــن فــرد أو منظمــة». يقول مــوراي سـايل، وهـو صحفـي اسـتقصائي معروف جدا: إن هنــاك نوعيــن مــن التحقيقــات، فضــح الخطــأ، وكشــف الجوانــب غيــر المنطقيــة فــي القصــص.