1415695
1415695
العرب والعالم

الفصائل الفلسطينية توقف إطلاق الصواريخ وتبلغ «الوسطاء».. والسلطة تدعو لتدخل دولي

09 أغسطس 2018
09 أغسطس 2018

3 شهداء بينهم امرأة حامل وطفلتها وعشرات الجرحى في قصف إسرائيلي مكثف على القطاع -

رام الله (عمان) نظير فالح - (ا ف ب):-

استشهد ثلاثة مواطنين فلسطينيين، فجر امس، بينهم امرأة حامل، وطفلتها، فيما أصيب 12 آخرون بجروح، في قصف إسرائيلي مكثف استهدف مواقع متفرقة في قطاع غزة.

وأعلنت وزارة الصحة، استشهاد المواطنة إيناس محمد خماش (23 عاما) وطفلتها بيان (سنة ونصف)، وإصابة زوجها محمد خماش بجروح بين متوسطة وخطيرة، جراء استهداف طائرات الاحتلال لمنطقة الجعفراوي بالمحافظة الوسطى.

وحسب المصادر ما زالت الطواقم الطبية في مستشفى شهداء الأقصى تجري تدخلات طبية للمصاب خماش، فيما وصلت إلى مستشفيات القطاع 12 إصابة، وصفت اثنتان منها بالخطيرة.

كما استشهد منتصف الليلة قبل الماضية، الشاب علي الغندور (30 عاما)، في قصف إسرائيلي شمال غزة.

كما أصيب نحو عشرين فلسطينيا في غارة إسرائيلية جديدة استهدفت مركزا للثقافة والفنون عصر امس غرب مدينة غزة وأسفرت عن تدميره كليا، كما أفادت مصادر طبية وأمنية.

وقال أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في بيان «أصيب 20 مواطنا على الأقل اثر غارة جوية اسرائيلية عدوانية على مركز سعيد المسحال للثقافة والفنون في منطقة الرمال غرب مدينة غزة وجميعهم نقلوا الى مستشفى الشفاء بغزة لتلقي العلاج».

من جهتها طالبت حكومة التوافق الفلسطينية، المجتمع الدولي بتدخل عاجل لوقف العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي أسفر عن استشهاد امرأة فلسطينية حامل وابنتها الرضيعة وشاب.

وقال المتحدث باسم الحكومة، يوسف المحمود، في تصريح صحفي وصل «عُمان» نسخة منه، امس، «إن حكومة الاحتلال والإدارة الأمريكية يتحملان المسؤولية عن التصعيد الخطير الذي يشهده قطاع غزة، واستمرار الحصار منذ 11 عامًا».

وأضاف المحمود «استمرار حصار غزة فاقم الأوضاع وطال كافة مستويات الحياة، وما زال يدفع بأبناء شعبنا إلى مزيد من التوتر والمخاطر»، واعتبر أن «الخطر الشديد الذي يحدق بالقضية الفلسطينية برمتها يستوجب تحقيق المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية على الفور». وأكّدت حكومة التوافق الوطني على ضرورة تمكينها من أداء مهامها في قطاع غزة بشكل كامل.

من جهته، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس «المجتمع الدولي إلى التدخّل الفوري والعاجل لوقفه وعدم جرّ المنطقة إلى مزيد من الدمار وعدم الاستقرار»، كما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

ودعت الأمم المتحدة الى التهدئة معربة عن أسفها، ودعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف جميع الأطراف إلى «الابتعاد عن حافة الهاوية»، مذكّرا بأنه سبق له وأن حذّر من أن الأزمة الإنسانية والأمنية والسياسية في غزة «تنذر بصراع مدمّر لا يريده أحد».

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها «تدين» إطلاق الصواريخ وحضّت كل الأطراف على ضبط النفس. وقال مصدر مصري لفرانس برس إنّ «مصر والأمم المتحدة تجري اتصالات مع كافة الأطراف المعنية، وتبذل جهودا مكثفة لاحتواء التصعيد وإعادة الهدوء».

وتعقد الحكومة الأمنية الإسرائيلية اجتماعا لبحث القضايا الاستراتيجية، لكن أحد أعضائها وزير الطاقة يوفال شتاينيتز عكس أجواء تشاؤم.

وقال شتاينيتز في تصريح للإذاعة العامة «نحن على مفترق طرق، والسؤال هو معرفة ما اذا كنا نتجه نحو تسوية (مع حماس) او تصعيد او عملية عسكرية (إسرائيلية) كبرى؟ في الوقت الراهن يبدو اننا نتجه نحو الخيار الثاني».

وأعلنت الفصائل الفلسطينية امس أنها قررت وقف إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، وذلك بعد جولة التصعيد الأخيرة على حدود قطاع غزة.وأثار التصعيد الأخير بين إسرائيل وحركة حماس مخاوف من فشل الجهود الرامية لتجنّب اندلاع نزاع جديد.وقال مسؤول فلسطيني كبير في غزة لوكالة فرانس برس طالبا عدم نشر اسمه إن «الغرفة المشتركة للفصائل تعلن عن توقف كافة عمليات الردّ سواء إطلاق النار أو القصف بالصواريخ، حيث تعتبر الفصائل أن جولة التصعيد انتهت ردّاً على العدوان الإسرائيلي».

واستدرك قائلا «لكن الأمر مرتبط بسلوك الاحتلال. في حال ارتكب أياً من جرائمه ستدافع المقاومة عن شعبها ولن تقف مكتوفة الأيدي».من جهته، قال مسؤول آخر في الغرفة المشتركة لفرانس برس «نحن أوقفنا تماماً عمليات التصعيد في تمام الساعة 12 ظهراً (9:00 ت غ) وقد أبلغنا الوسطاء، الأخوة في مصر و(مبعوث الامم المتحدة نيكولاي) ملادينوف وقطر، بقرار الفصائل وبدورهم قاموا بإبلاغ الاحتلال الإسرائيلي، وأبلغنا الوسطاء أن سلطات الاحتلال ملتزمة بالتهدئة طالما كان هدوء في غزة».وأعلنت الغرفة المشتركة أنها أطلقت عشرات الصواريخ وقذائف الهاون باتجاه المواقع والبلدات الإسرائيلية الحدودية مع القطاع ردّا على «العدوان الإسرائيلي وآخره استهداف موقع للمقاومة (تابعة لكتائب القسّام في بلدة بيت لاهيا) شمال قطاع غزة» حيث قتل عنصران من الكتائب خلال «مناورة تدريبية».

وأفاد مراسل لفرانس برس في القطاع أن الغارات كانت من العنف بحيث اهتزت لها أرجاء القطاع وأعادت إلى الأذهان حرب 2014 الأخيرة.

وقال أستاذ العلوم السياسية جمال الفاضي لفرانس برس «لم ينم أحد. هذه الليلة كانت الأعنف من حيث قوة الضربات الجوية الإسرائيلية منذ حرب 2014».

وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي صباح امس لفرانس برس إنه «تم حتى الآن رصد نحو 150 صاروخاً أطلقت من قطاع غزة نحو إسرائيل»، وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق أن معظم هذه القذائف والصواريخ سقطت في مناطق غير مأهولة وتم اعتراض11منها.

ولكن صباح امس، نقلت امرأة تايلاندية في الثلاثين من عمرها إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع جنوب إسرائيل والذي قال مديره يوهانان بيزر إنها خضعت لعملية جراحية جراء إصابتها «بشظايا في البطن» وأضاف أن «حياتها في خطر». ومساء امس الاول، سقطت قذيفتان على مدينة سديروت حيث أصيب شخص بجروح طفيفة بالشظايا ونقل آخرون إلى المستشفى في حالة الصدمة، وفق الأجهزة الطبية الإسرائيلية. وعرضت قناة التلفزيون الإسرائيلية صور منزل وسيارات متضررة في سديروت في حين دوّت صافرات الإنذار في عدة بلدات قريبة من القطاع لدعوة السكان للنزول إلى الملاجئ. وأطلقت الصواريخ من غزة بعد غارة إسرائيلية قتل فيها عنصران من كتائب عزّ الدين القسّام التي توعّدت إسرائيل بـ«دفع الثمن». وذكرت عدة وسائل إعلام إسرائيلية أن قيادة الجيش أقرّت بأن الغارة تقرّرت بعد أن قدّر الجيش «من طريق الخطأ» أن إطلاق النار على جنوده صدر من ذاك الموقع. وأكدّت حماس ان العنصرين القتيلين كانا يشاركان في تدريب وأن الغارة وقعت في حين كان وفد من المكتب السياسي للحركة لا يزال في القطاع.

ويتصاعد التوتر منذ أشهر بين إسرائيل وحماس اللتين خاضتا منذ 2008 ثلاث حروب مدمرة في القطاع المحاصر منذ 2006 والذي يزداد سكانه فقراً مع معاناة يومية جرّاء البطالة والانقطاعات المتكررة في الماء والكهرباء.