abdullah
abdullah
أعمدة

رماد : أنتِ الخير

08 أغسطس 2018
08 أغسطس 2018

عبدالله المعمري -

الكتابةُ منبر للحديث مع الآخر، قريبا كان أو بعيدا، وهي أيضا منبر للحديث مع النفس، برمزية قلما نجد من يفهمها، غير أن هناك «أنتِ» التي تتربعين على قائمة السامعين لما أكتب، وتدركين فهم ما أرمي إليه من كل حرف كتبته، أو أكتبه.

ولكن، لم يكن لدي أمرٌ أصعبَ من أن أُسمعكِ حروفَ ما أكتب، وأن تصل إليكِ، بل أن أصلَ إلى أعماقكِ، فتستشعري مضامين ما أكتب، وتقرئي ما بين سطور عباراتي، تلك التي قد لا يفهما إلّاكِ، فتعلمين أشياء وأشياء لا يعلمها إلا أنتِ.

لم تكن الكتابة سوى فرع لذلك الأصل الذي يجمعنا، وهو الحب، وما يسري في الوريد من نبض، يشكل تفاصيل حياة مضت، وأخرى آتية إن لم نرحل عن هذه الحياة. وليكون لكل حرفٍ معنى، وهذا المعنى يختلف فهمه لدى الجميع إلا أنتِ، فأنتِ تعلمين الحرف والمقصد منه، ولمَ كتبته، ولمن أرسله، وماذا أبتغي من وراءه.

مع مرور الزمن، أدركتُ أن لحديث الكتابة عناوين محددة، لمضامين متفرعة، وحكايات متكررة وإن اختلف أبطالها، وشخوصها، فالرمزية فيها ذات بعدٍ تكهني، أنتِ فقط من كانت تعلم ماهيته، ربما لذات السبب الذي تشكلت منه قَرابة قلبينا، فجميعهم غرباء إلّاكِ.

الجميع يقرأ تلك الحروف، ويشكل منها الكلمات حيث ما يريد، إلا أنتِ. فأنتِ تسمعين الكلمات بعينيك، وتصورينها بلوحات تعبر عن أدق تفاصيل الحياة المحيطة بي، وتقدمين لي أعطر كلمات الثناء التي أستحقها، لا لأي غرض غير الخير الذي هو سر دعائك الدائم لي، فلكِ كل الحب، كل الخير دائما.