صحافة

أزمة حزب العمال مع معاداة السامية

06 أغسطس 2018
06 أغسطس 2018

تناولت صحيفة «الجارديان» الأزمة التي تضرب حزب العمال البريطاني المعارض وزعيمه جيرمي كوربين على خلفية الاتهامات بمعاداة السامية. وأبرزت الصحيفة الاعتذار الذي قدمه جيرمي كوربين خلال حضوره فعالية سياسية مناوئة لإسرائيل، إذ قال: «أعتذر عن القلق الذي سببه حضوري تلك الفعالية التي قورنت خلالها ممارسات إسرائيل بالنازية».

وقال كوربين: «في الماضي وخلال جهودي الرامية إلى إنصاف الشعب الفلسطيني وإرساء السلام في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، ظهرت أحيانا على منصات مع أشخاص أرفض آراءهم تماما، وأعتذر عما تسبب فيه ذلك من القلق والضيق».

وقد تصاعدت حملة الانتقادات الموجهة ضد كوربين تحت غطاء معاداته السامية وانتشار هذه الظاهرة داخل الحزب، رغم نفي كوربين مرارا وتكرار هذه الاتهامات منذ انتخابه زعيما للحزب، وتصاعد شعبيته في بريطانيا عموما، مما أثار مخاوف العديد من الجهات التي لا ترغب في عودة اليسار الى الحكم في بريطانيا.  صحيفة «ديلي تلجراف» نقلت ما صرح لها به روبن كاتز، احد الناجين من الـ(هولوكوست)، بأن كوربين في مشاركته الفعالية السياسية التي عقدت عام 2010 لإحياء ذكرى المحرقة، قام بتشبيه الممارسات الإسرائيلية في غزة بممارسات النازية، وانه حاول الرد على كوربين لكنه لم يسمح له بذلك، وقام كوربين بإسكاته. وفي هذا السياق، كتب هنري زافمان وسام كوتس، في صحيفة «التايمز» يقولان إن كوربين نفسه شبه ممارسات إسرائيل بممارسات النازية. ففي خطاب له عام 2010 عندما كان نائبا عن حزب العمال قال في حشد خارج السفارة الإسرائيلية في لندن: «كنت في غزة منذ 3 أشهر وشهدت الدمار النفسي لجيل كامل يرزح تحت حصار جاوز ذلك الذي خضعت له لينينجراد وستالينجراد.» ويوم الجمعة الماضي كتب كوربين، مقالا نشرته صحيفة «الجارديان» قال فيه ان معاداة السامية مشكلة حقيقية في الحزب وإنه سيقتلعها. ورد على انتقادات الصحف اليهودية التي وجهتها لحزب العمال باعتباره سيمثل تهديدا وجوديا للحياة اليهودية في بريطانيا إذا وصل إلى السلطة.

وقال كوربين في مقاله إنه لا يقبل أن تمثل حكومة حزب العمال أي نوع من التهديد للحياة اليهودية في بريطانيا، وأضاف «هذا نوع من العبارات النارية التي يمكن أن تظهر خلال مناقشات سياسية مفعمة بالمشاعر، لكن أقر بأن هناك مشكلة حقيقية يعكف حزب العمال على التغلب عليها».

وكانت صحيفة «ايفننج ستاندارد» من اكثر الصحف التي أبرزت الانتقادات الموجهة لجيرمي كوربين، حيث نشرت صورة له على كامل الصفحة الاولى مع عنوان يقول «ياللعار Shameful»، وقالت في تقرير كتبه نيكولاس سيسيل ان جيريمي كوربين تعرض لهجوم شخصي بسبب معالجته العاصفة المعادية للسامية المستعرة داخل حزب العمال، واتُهم كوربين بانتهاك «أي شكل من أشكال اللياقة العادية» باستضافته اجتماعا قيل فيه إن أعمال إسرائيل في غزة تماثل ما فعله النازيون. كما تمت إدانة كوربين أيضا بسبب الزعم بانه جلس صامتا تماما، عندما انفجر احد حلفائه في اجتماع ملقيا باللوم على اليهود ومطلقا عليهم «تعصب ترامبي» مما يؤدي إلى تغذية الخلاف في معاداة السامية. ونقلت الصحيفة عن النائب العمالي إيان أوستن، إنه يشعر بالخجل العميق من فشل قادة الحزب في معالجة معاداة السامية بين أعضائه بشكل صحيح. حتى أن حلفاء كوربين نفسه يحثونه الآن على السيطرة على الخلاف الذي تركه أحد أعضاء البرلمان في انفس كثيرين في المجتمع اليهودي، حيث يشعرون بأن حزب العمال قد «أعلن الحرب عليهم».