كلمة عمان

البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب

05 أغسطس 2018
05 أغسطس 2018

في الوقت الذي تحرص فيه مختلف الوزارات والعديد من المؤسسات الحكومية وفي القطاع الخاص أيضا على العناية بالشباب العماني، بمختلف السبل التي تساعده على شق طريق حياته، ونيل شرف الإسهام في جهود التنمية الوطنية في مختلف المجالات وكل القطاعات أيضا، فإنه تتعدد وتتنوع مظاهره على الصعيد العملي، وذلك استجابة لما يؤكد عليه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – من أهمية وضرورة للعناية بالشباب وتقديم كل ما يمكن من رعاية لهم، باعتبارهم قوة الحاضر وأمل المستقبل وقادته أيضا.

وفي هذا الإطار، فإن « البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب»، الذي تم تدشين النسخة الأولى منه، بمباركة سامية امس الأول، وذلك عبر مسار « الناشئة »، يمثل في الواقع نموذجا على جانب كبير من الأهمية والحيوية في هذا المجال. ليس فقط لأن البرنامج يقوم على أسس علمية مدروسة ومصممة على نحو يعزز معارف ومهارات وقدرات الشباب، وبما يعزز إمكانات الابتكار والإبداع لديهم ويضعهم على طريق الإسهام الفعال في جهود التنمية الوطنية، بمجالاتها المختلفة، ووفق معايير متطورة، ولكن أيضا لأن « البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب » يضع في اعتباره استقطاب ثلاثة آلاف من أبنائنا وبناتنا من الشباب العماني،من كل محافظات السلطنة، وفي الفئة العمرية بين 15 و29 عاما، على مدى العامين القادمين.

جدير بالذكر أن مسار « الناشئة « الذي تم تدشينه في إطار البرنامج أمس الأول، والذي يستمر حتى 17 أغسطس الجاري، يشكل باكورة العمل في إطار « البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب »، ويستهدف مسار الناشئة الذي يشارك فيه 150من الشباب من الفئة العمرية 15 إلى 17 عاما من مختلف محافظات السلطنة، تدريب هؤلاء الشباب تدريبا متطورا ومتكاملا أيضا لتنمية مهاراتهم الذاتية ووعيهم الاجتماعي حول التحديات والفرص التي توفرها التقنيات الحديثة، وكيفية الاستفادة منها لخدمة أهداف الوطن وأولوياته، وبما يسمح بتكوين وبناء جيل من الشباب العماني المتمكن من التقنيات الحديثة والمبدع والمنفتح على العالم والمتمسك في الوقت ذاته بقيمه وتقاليده وبالسمات المميزة للشخصية العمانية.

وبينما ينطلق المسار الثاني، مسار « الشباب » في منتصف الشهر الجاري، ويضم ألفا من أبنائنا وبناتنا من الفئة العمرية بين 18 و29 عاما، وذلك من خلال منصة « يوداسيتي » للتعليم الإلكتروني، حيث سيتمكن كل مشارك من دراسة أحد ثلاثة تخصصات هي علوم البيانات، والبرمجيات، والتسويق الرقمي، وبما يؤهلهم للحصول على شهادة النانو، فإنه من الأهمية بمكان أن اختيار الشباب المشاركين في مسار « الناشئة « والمشاركين في مسار « الشباب » قد تم عبر سلسلة من الاختبارات والمقابلات اتسمت بالشفافية والتنافسية والعدالة، وباستخدام أحدث الأدوات العالمية لقياس مستويات وقدرات المتقدمين، وعبر أكثر من مرحلة، لضمان اختيار أفضل القدرات، خاصة وأن أكثر من أحد عشر ألف شاب تقدموا لمسار « الشباب »، وأن ألف طالب وطالبة من الطلاب المجيدين في الصفين العاشر والحادي عشر في كافة المدارس الحكومية والخاصة في محافظات السلطنة المختلفة، تم اختيارهم ومروا بالاختبارات والمقابلات عبر الإنترنت، ليصل منهم 150 مشاركا في مسار « الناشئة »، وعلينا أن نشجع شبابنا ونشد على أيديهم ليقوموا بدورهم الوطني غدا وبعد غد.