nasser
nasser
أعمدة

في الشباك : واقع أنديتنا

05 أغسطس 2018
05 أغسطس 2018

ناصــر درويش -

*تعيش أندية السلطنة حالة من عدم الاستقرار بسبب غياب التخطيط السليم للمستقبل والنظرة قصيرة المدى التي تعتمدها مجالس إدارات الأندية المتعاقبة والتي دائما ما يكون همها مرحلة الأربع سنوات التي تقضيها دون النظر للمستقبل.

التوجه السائد بتجميد الأنشطة كما هو الحال في العديد من الأندية التي بلغت 10 أنديه بعد انضمام نادي بوشر إلى قائمة الأندية التي جمدت نشاط الفريق الكروي الأول يؤكد أن هناك خللا ما يحدث في الأندية ولابد من إيجاد الحلول المناسبة ومساعدة الأندية من أجل القيام بدورها وفق نظامها الأساسي الذي بكل أسف غير مطبق إلا في بعض الأندية التي تُعد على أصابع اليد وهي الأندية التي تمارس جميع الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية ، في المقابل فإن هناك أندية ليس لديها سوى نشاط واحد فقط.

وإذا نظرنا إلى الواقع ومن خلال إحصائيات نجد أن السبب الرئيسي الأول لإيقاف الأندية لأنشطتها يعود إلى عجزها المالي في المقام الأول وهناك أندية ترزح تحت طائلة الديون وليس بغريب أن نسمع عن أندية أخرى خلال الأيام القادمة تتوجه نفس التوجه بإيقاف أنشطتها.

*منذ أن أقرت الأندية تطبيق مبدأ الاحتراف الذي قيل عنه في بدايته إنه تجريبي والأندية تكابر في ارتكاب نفس الخطأ سنويا والمستفيدون من واقع الأندية يجوبون الأندية منتقلين من نادٍ لآخر سنويا ومن يدفع أكثر في بوصلة الاحتراف وغاب بذلك التخطيط السليم للأندية وكان الخاسر الأكبر قطاع المراحل السنية الذي لم يعد له مكانة حقيقية في قاموس الأندية التي همها حصد البطولات ولا تكترث بكم تصرف سنويا وهي تدرك تماما بأن قيمة جائزة بطل الدوري لا توازي 1% من قيمة المصروفات التي تصرف سنويا على كرة القدم من عقود لاعبين ومدربين وأجهزة إدارية وغيرها من التجهيزات التي يحتاجها الفريق طوال العام.

*وبنظرة للواقع الذي تعيشه الأندية نجد أندية مثل الطليعة والوحدة وبوشر لعبت في دوري المحترفين وجمدت نشاط اللعبة بعد أن وجدت نفسها غير قادرة على الإيفاء بالتزاماتها المالية.

ولو عملنا حسبة بسيطة منذ انطلاق دوري المحترفين (التجريبي) كما قيل يومها أن نجد أن الأندية صرفت طوال السنوات الماضية ما يقارب 100 مليون ريال عماني وهو مبلغ ليس بسيطا في ظل وضعية الأندية المالية والتي تحسب حسابها بأن الزمن يتغير وأن لغة الاحتراف هي اللغة السائدة.

*وبعد أن وقع الفأس في الرأس وهو ما حذرت منه مرارا وتكرارا منذ إطلاق دوري المحترفين أصبح من المهم إنقاذ ما يمكن إنقاذه وإيجاد الحلول الناجعة التي تسهم في إعادة الأمور إلى نصابها من خلال رؤية واضحة وصريحة تساهم فيها جميع القطاعات حتى لاتصل أنديتنا لمرحلة الإفلاس ولا يطبق عليها القوانين الدولية التي سيكون لنا حديث عنها غدا.