1410295
1410295
العرب والعالم

55 قتيلا و124 جريحا حصيلة قصف الحديدة والأمم المتحدة تعرب عن «صدمتها»

03 أغسطس 2018
03 أغسطس 2018

المشاورات اليمنية تنطلق بجنيف 6 سبتمبر -

صنعاء- عمان -جمال مجاهد-(أ ف ):-

أعلن وزير الصحة العامة والسكان «في حكومة الإنقاذ الوطني غير المعترف بها دولياً» الدكتور طه المتوكل أن حصيلة القصف الجوي الذي طال مساء أمس الأوّل بوّابة مستشفى الثورة وحراج السمك بمدينة الحديدة «غرب اليمن» ارتفع إلى 55 قتيلاً بينهم 3 نساء وطفلان و124 جريحاً إصابتهم حرجة.

وقالت منظّمة الصحة العالمية في منشور على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، «تتقدم منظّمة الصحة العالمية بالتعازي لأهالي الضحايا وتشاطر اليمنيين ألمهم بعد الهجوم على مستشفى الثورة في الحديدة أحد أكبر المستشفيات التي نقدّم لها الدعم في اليمن».

وقتل أمس قائد رفيع في قوات الحزام الأمني بمحافظة أبين «جنوب اليمن» وعدد من مرافقيه في هجوم مسلّح.

وقال مصدر أمني إن قائد قوات التدخّل السريع في قوات الحزام الأمني بمدينة المحفد جمال لكمح لقي مصرعه وآخرين في هجوم منسوب لتنظيم «القاعدة»، بالقرب من أحد مساجد مدينة عدن. وبحسب المصدر فقد قتل في الهجوم منفّذه.

من جانبها قالت الأمم المتحدة إن مستشفى الثورة في الحديدة، وهو أكبر مستشفيات اليمن، تعرّض إلى القصف الجوي أمس الأول ممّا أدّى إلى وقوع قتلى وجرحى وفق التقارير الأوّلية من السلطات وعاملي الإغاثة على الأرض.

وأعربت ليز غراندي منسّقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي في بيان أمس عن صدمتها، وقالت إن مستشفى الثورة واحد من المنشآت الصحية القليلة التي ما زالت تعمل في المنطقة.ويوجد بالمستشفى أحد أفضل مراكز علاج الكوليرا في مدينة الحديدة.

وذكرت المسؤولة الدولية أن مئات آلاف اليمنيين يعتمدون على هذا المستشفى للبقاء على قيد الحياة.وأضافت غراندي أن الأسبوع الحالي شهد حالات إصابة جديدة بالكوليرا بشكل يومي في الحديدة.

وحذّرت من أن كل الجهود المبذولة للتصدّي لأسوأ وباء للكوليرا في العالم، معرّضة للخطر.مشددة على أن أطراف الصراع ملزمة بفعل كل ما يمكن لحماية المدنيين وبنيتهم الأساسية.

وقالت إن هذا الالتزام ليس طوعياً، ولكنه إلزامي على كل الأطراف المتقاتلة.

ويشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ويحتاج 75% من سكانه إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة.

سياسيا :أعلن المبعوث الدولي لليمن مارتن غريفيث عزمه عقد الجولة الأولى من المشاورات في جنيف في السادس من سبتمبر المقبل، داعياً إلى الاستئناف المبكّر للعملية السياسية، بعد عامين من آخر جولاتها في الكويت.

وطلب من مجلس الأمن الدولي أن ينضم إليه في حثّ الأطراف على حل الصراع عبر المفاوضات بدلاً من السبل العسكرية.

وفي إحاطته إلى مجلس الأمن الليلة قبل الماضية قال غريفيث «بعد التشاور مع الأطراف، أعتزم دعوتها إلى جنيف في السادس من سبتمبر لإجراء الجولة الأولى من المشاورات التي ستتيح الفرصة للأطراف، من بين أمور أخرى، لمناقشة إطار عمل المفاوضات، وتدابير بناء الثقة، والخطط المحدّدة لدفع العملية إلى الأمام. وأطلب دعم المجلس في ذلك».

وأضاف المبعوث الدولي أن انخراطه مع المنظّمات النسائية والأطراف المعنية في الجنوب، مهم لنجاح المشاورات في المستقبل. ووفق قرار مجلس الأمن 2216 أكد غريفيث أنه يهدف إلى إجراء عملية جامعة بقدر الإمكان.

وأشار المبعوث الخاص للأمين العام لليمن إلى تضييق الفجوة بين الجانبين في اليمن على الرغم من استمرار التحديات.

وقال «مؤخّراً وعلى الرغم من كل جهودنا، زادت وتيرة الحرب. إننا نلتقي في وقت تركّز فيه الحرب على معركة الحديدة. ما يقوله لي المتخصّصون في المجال العسكري عن الحديدة هو أنها أصبحت مركز الجاذبية للحرب. إن البحر الأحمر الآن أصبح أيضاً مسرحاً للحرب. حاولنا إيجاد سبيل لتجنّب نشوب معركة على مدينة وميناء الحديدة. وما زلنا نحاول. ورغم أن متطلّبات مثل هذا الاتفاق لم تلبّ بعد، ولكن يجب الإشارة إلى أن جهودنا، مع دعمكم الموحّد، تمكّنت من تضييق الفجوة بين الجانبين، بشكل لم يتوقّعه أحد». وعبر مشاوراته مع كافة الأطراف المعنية في اليمن، قال غريفيث إنه على يقين بإمكانية التوصّل إلى الحل السياسي للحرب، بما يتوافق مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات الحوار الوطني.

وفي جلسة مجلس الأمن الدولي حول اليمن، تحدّث غريفيث عن الحديدة، وقال إن تقدّماً قد أحرز وخاصةً بالنسبة لدور الأمم المتحدة في الميناء، والذي وافقت عليه جماعة «أنصار الله» قبل أسابيع.

واستطرد «ولكن هذا لا يعني أن فجوة الخلاف قد أغلقت، لأنها لم تسدّ بعد. سنواصل جهودنا لإيجاد حل سلمي للحديدة. إن التقدّم يعود للتعاون الجاد من كل الأطراف، والدعم الفاعل من هذا المجلس».

وأكد مارتن غريفيث أنه يتمتّع بتعاون ودعم الحكومة اليمنية وقيادة التحالف. وذكر أنه عقد اجتماعات إيجابية مع القيادة العليا لجماعة «أنصار الله».

وقال إن هذه العلاقات رئيسية للغاية لتحقيق أي نجاح محتمل في مساعي التسوية السلمية.

وأوضح أنه ينظر بجدية إلى كل مقترحات تخفيف حدّة التوتّر في الحديدة، بما في ذلك العرض الأحادي من «أنصار الله» بشأن وقف كل الهجمات على حركة الشحن في البحر الأحمر. وشدّد على ضرورة تجنّب أي عمل يؤدّي إلى عواقب إنسانية وخيمة، ودعا الأطراف إلى خلق بيئة مواتية.

وأبدى غريفيث تفاؤله بشأن الرغبة المشتركة من الأطراف لإطلاق سراح أسرى الحرب.

واختتم مارتن غريفيث إحاطته إلى مجلس الأمن الدولي بتلخيص طلباته الموجّهة إلى المجلس «أولاً: دعم جهوده لبدء المشاورات اليمنية في سبتمبر في جنيف. ثانياً: دعم تهدئة الصراع في الحديدة، وإبقاء البحر الأحمر خارج الصراع. ثالثاً: دعم التدابير التي من شأنها إعادة الأمل لشعب اليمن. رابعاً: الانضمام إليه في الاعتراف بالشجاعة الفائقة لمنظّمات الإغاثة الدولية».

وفي الختام شدّد المبعوث الدولي على أهمية وحدة مجلس الأمن لحل الصراع في اليمن.

كما قالت منظمة الصحة العالمية أمس إن اليمن ربما يكون على شفا تفش جديد للكوليرا قد يزيد خلاله معدل الوفيات بسبب انتشار سوء التغذية.

وقالت المنظمة إن الأمم المتحدة تأمل في وقف إطلاق النار في شمال اليمن للسماح بالتطعيم ضد الكوليرا.

وقال بيتر سلامة المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في المنظمة «شهدنا موجتين كبيرتين من وباء الكوليرا في السنوات الأخيرة، وللأسف تشير البيانات التي اطلعنا عليها خلال الأيام والأسابيع الماضية إلى أننا ربما نكون على شفا موجة ثالثة كبيرة من وباء الكوليرا في اليمن».