1409796
1409796
العرب والعالم

روسيا تنشر قوات من الشرطة العسكرية في هضبة الجولان

02 أغسطس 2018
02 أغسطس 2018

الأردن يعيد فتح حدوده مع سوريا «عندما تتيح الظروف» -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن موسكو ستنشر قوات من الشرطة العسكرية في هضبة الجولان على الحدود بين سوريا وإسرائيل، وذلك بعد أسابيع من تصاعد التوتر في المنطقة.

وأثار هزيمة الرئيس السوري بشار الأسد لمقاتلي المعارضة في جنوب غرب سوريا قلق إسرائيل التي تعتقد أن ذلك قد يسمح لداعميه الإيرانيين بزرع قواتهم قرب الحدود.

وفي تأكيد على حجم التوترات، ذكرت إذاعة إسرائيل أن إسرائيل قتلت سبعة مسلحين الليلة قبل الماضية في ضربة جوية على الجزء الذي تسيطر عليه سوريا من هضبة الجولان.

وقال سيرجي رودسكوي المسؤول الكبير بوزارة الدفاع إن الشرطة العسكرية الروسية بدأت أمس الخميس القيام بدوريات في هضبة الجولان وتعتزم إقامة ثمانية مواقع للمراقبة في المنطقة.

وأضاف أن الوجود الروسي هناك يأتي دعما لقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وقال إن هذه القوة أوقفت أنشطتها في المنطقة عام 2012 لأن سلامتها باتت مهددة.

وتابع قائلا في إفادة صحفية في موسكو: «اليوم (أمس)، قامت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة برفقة الشرطة العسكرية الروسية بأولى دورياتها منذ ست سنوات في المنطقة الفاصلة».

وأضاف «لتجنب أي استفزازات محتملة ضد مواقع الأمم المتحدة على امتداد خط (برافو) من المزمع نشر قوات من الشرطة العسكرية التابعة للقوات المسلحة الروسية في ثمانية مواقع للمراقبة».

وقال إن الوجود الروسي هناك مؤقت وإن مواقع المراقبة ستُسلم لقوات الحكومة السورية فور استقرار الوضع. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية امس انتهاء العملية العسكرية المشتركة السورية - الروسية لتحرير جنوب سوريا. وقالت الدفاع الروسية في بيان لها إن «العملية العسكرية الفريدة لتحرير محافظات درعا والسويداء والقنيطرة التي استمرت شهراً انتهت».

هيئة الأركان الروسية بدورها أكدت أن الجيش السوري وبدعم من السلاح الجوي الروسي حرر محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة.

وأكد بيان الدفاع الروسية استسلام أكثر من 160 عنصراً من داعش في جنوب غرب سوريا، وأن الجيش السوري بات مسيطراً على الحدود السورية مع الأردن و(إسرائيل)، موضحاً أن القوات السورية تنتشر على امتداد خط وقف إطلاق النار في الجولان السوري المحتل. إلى ذلك أكدت الأركان الروسية أن العمليات القتالية في جنوب غرب سوريا جرت فقط ضد داعش والنصرة.

ولفتت إلى أن مناطق «المعارضة المعتدلة» في جنوب غرب سوريا تشهد مصالحات، موضحة أن غالبية قوات «المعارضة المعتدلة» انضمت إلى الجيش السوري في قتاله داعش والنصرة جنوب سوريا.

وفي سياق متصل، طالبت الدفاع الروسية، الولايات المتحدة بتقديم مساعدات إنسانية لمخيم الركبان قرب قاعدة التنف في أسرع وقت هناك حيث تسيطر القوات الأمريكية، مشيرة إلى أنه يوجد نشاط متزايد لعناصر داعش في التنف.

وأبرزت الأركان الروسية قلقها من تدهور الأوضاع في منطقة خفض التصعيد بإدلب.

ولفتت إلى تزايد حالات قصف مواقع القوات السورية ومنازل المدنيين في حلب وحماه من منطقة خفض التصعيد في إدلب، حيث سجلت 84 حالة في الأيام العشرة الأخيرة.

وأعلنت 5 فصائل بارزة في الشمال السوري اندماجها ضمن تشكيل «الجبهة الوطنية للتحرير» والتي تم تشكيلها قبل شهرين لتصبح 14 فصيلاً، ليكون هذا الاندماج هو الأكبر منذ بدء الحرب وفي الشمال السوري، حيث باتت هيئة تحرير الشام وحيدة إلى جانب الحزب الإسلامي التركستاني وتنظيم نصرة الإسلام. وفي السياق، تصاعدت عمليات الاغتيال التي تطال هيئة تحرير الشام خلال الأيام الماضية بشكلٍ كبيرٍ لتستهدف قيادات بارزة في صفوفها من بينهم المدرّب العسكري أبو إسلام الأوزبكي - القائد العسكري أبو بكر المصري - القائد الميداني أبو همّام اللاذقاني - القاضي الشرعي أبو البراء الحموي وآخرين. وقال مصدر محلي إن سيارة مفخخة انفجرت في الحي الشرقي من مدينة إدلب السورية، حيث استهدفت المفخخة مبنى البنك المركزي سابقا الذي يتخذه مسلحو «هيئة تحرير الشام» التابعة لتنظيم «القاعدة» (المحظورة في روسيا) مقرا لمحكمتها العسكرية.

وأضاف المصدر أنه وبحسب المعلومات الأولية، أدى الانفجار لمقتل وإصابة نحو 18 شخصا بينهم 4 مسلحين أجانب تابعين للهيئة، بالإضافة لوجود مدنيين صادف مرورهم بالمنطقة لحظة وقوع الانفجار. في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أمس ان بلاده ستعيد فتح حدودها مع سوريا «عندما تتيح الظروف السياسية والميدانية ذلك»، مشيرا إلى أن الموضوع نوقش «مع روسيا»، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان. وقال الصفدي «نحن حريصون كل الحرص على التوصل لحل سياسي ينهي الأزمة ويعيد الحياة الطبيعية الى الأشقاء ويوقف دوامة القتل والخراب».

وحول قضية اللاجئين السوريين، اكد الصفدي على ضرورة استمرار الدعم الدولي للأردن كي يستمر بتحمل مسؤولياته علما انه يستضيف نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدر عمان عدد الذين لجأوا إلى البلاد بنحو 1.3 مليون وتقدر كلفة استضافتهم بأكثر من عشرة مليار دولار.

من جهته، اكد لودريان الذي تفقد أمس مخيما للاجئين السوريين يضم نحو 35 ألف لاجئ على بعد نحو 100 كلم شرق عمان، «هذا الصباح زرت مخيم الأزرق وشاهدت الكرم الاستثنائي للشعب الأردني تجاه اللاجئين وخصوصا السوريين، ورأيت كيف أن الأردن رحب على أراضيه بهؤلاء الناس الذين ينتظرون شيئاً واحداً هو العودة الى بلدهم عندما تسمح عملية سلام بذلك».

وأوضح ان الهدف من زيارة المخيم «دعم منظمة الأمم المتحدة، في مساعدة النساء على التأقلم مع حياتهن الصعبة والحصول على التدريب الوظيفي».

من جانب آخر، بحث العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مع وزير خارجية فرنسا الى جانب «التطورات المرتبطة بالأزمة السورية»، «عملية السلام» بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث أكد الملك «ضرورة تكثيف الجهود المستهدفة إعادة إطلاق مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين استنادا إلى حل الدولتين وبما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».

وأعرب الملك عن «تقدير الأردن للدعم الذي تقدمه فرنسا للعديد من البرامج التنموية في المملكة، وللتخفيف من الأعباء الكبيرة التي سببتها أزمة اللجوء السوري على الاقتصاد الأردني».