العرب والعالم

الاحتلال يغلق شوارع في بلدة سلوان لتسهيل افتتاح مشروع استيطاني

02 أغسطس 2018
02 أغسطس 2018

900 مستوطن يقتحمون «قبر يوسف» شرق نابلس -

رام الله (عمان) نظير فالح:-

أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة قبل الماضية، شوارع في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، لتسهيل وصول المشاركين إلى حفل افتتاح مشروع استيطاني تهويدي جديد تحت مسمى «مركز تراث يهود اليمن»، في عقار تابع لعائلة «أبو ناب»، تم الاستيلاء عليه من جمعيات استيطانية، وبدعم رسمي، بحي بطن الهوى.

وذكر مركز معلومات وادي حلوة /‏ سلوان، أن قوات الاحتلال اقتحمت أحياء البلدة بالكامل بأعداد كبيرة، وتمركزت عند مداخلها، وانتشرت في حي بطن الهوى/‏ الحارة الوسطى، وحي البستان وعين اللوزة، واعتقلت قبل موعد الاحتفال بالمشروع التهويدي رئيس لجنة حي بطن الهوى/‏ الحارة الوسطى زهير الرجبي، ومدير المركز جواد صيام، خلال تواجدهما بالحي، واحتجزتهما عدة ساعات في مركزٍ تابع لشرطة الاحتلال في شارع صلاح الدين قُبالة سور القدس من جهة باب الساهرة، بتهمة محاولة تنظيم مظاهرة ضد افتتاح المركز التهويدي.

وأوضحت مصادر مقدسية، أن قوات الاحتلال أخلت شوارع الحي، وأجبرت السكان الدخول الى منازلهم، وأبعدت الطواقم الصحفية عن مكان المشروع الاستيطاني، كما أبعدت بعض النشطاء الأجانب الذين تواجدوا بالمكان، وخلال ذلك منعت أهالي بلدة سلوان التوجه الى الحي، أو الوصول الى منازلهم، حتى أنها طاردت الأطفال، ومنعتهم من اللعب والتواجد في شارع الحي الرئيسي.

وبيّن مركز معلومات وادي حلوة أن وزير «القدس والتراث» الإسرائيلي زئيف إلكين، ووزيرة الثقافة ميري ريغيف، في حكومة الاحتلال و«حاخام» القدس، وممثلين عن الجمعيات الاستيطانية شاركوا في حفل افتتاح المركز الثقافي التهويدي.

يذكر أن وزارتي القدس والثقافة في حكومة الاحتلال رصدتا مبلغ 4.5 مليون شيقل (ما يعادل مليون و200 ألف دولار أمريكي) لهذا المشروع، المقام على أرض مساحتها حوالي 700 مترا مربعا، والذي تم السيطرة عليه عام 2015، وكذلك افتتح فيه العام الماضي كنيسا، حيث تدعي سلطات الاحتلال أنه والعقار كان في أواخر القرن التاسع عشر عبارة عن كنيس ليهود اليمن.

وأصدر مركز معلومات وادي حلوة ولجنة حي بطن الهوى/‏ الحارة الوسطى مطلع الأسبوع بيانا أوضحا فيه أن مشروع «مركز تراث يهود اليمن» يعتبر مماثلا لما يسمى «مركز الزوار» في حي وادي حلوة بالبلدة، حيث تسعى سلطات الاحتلال والجمعيات الإسرائيلية لإيجاد قصة لليهود بمدينة القدس عامة وبلدة سلوان على وجه الخصوص، من خلال تزوير الحقائق والتاريخ.

وكانت محكمة الاحتلال العليا قد عقدت مؤخرا جلسة لبحث الالتماس المقدم من قبل 84 عائلة من حي بطن الهوى/‏الحارة الوسطى التي تسلمت بلاغات وإخطارات لإخلاء منازلها لصالح جمعية «عطيرت كوهنيم»، وطالبت المحكمة العليا النيابة العامة تقديم توضيحات مفصلة حول كيفية نقل «حارس أملاك الغائبين/‏القيّم العام» ملكية قطعة أرض في بلدة سلوان ومساحتها 5 دونمات و200 متر مربع الجمعية، خاصة وأن الأراضي المهددة تعتبر «أميرية» أي إنها حكومية منذ العهد العثماني، ولا يجوز وقفها حسب القانون العثماني، كما طالبت بتوضيح تفاصيل الإجراءات التي جرت قبل قرار نقل ملكية الأرض للجمعية.

وحسب البيان، تحاول الجمعيات الاستيطانية السيطرة والاستيلاء على عقارات في حي بطن الهوى بعدة طرق، حيث تدعي ملكية الأرض بأجزاء منها بينما تقوم بشراء عقارات من أصحاب النفوس الضعيفة، وأمام ازدياد البؤر الاستيطانية في الحي ازدادت الاعتداءات والاستفزازات من قبل المستوطنين وحراسهم.

وأكدت اللجنة والمركز أن وجود كنيس ومركز ثقافي في حي بطن الهوى في بلدة سلوان ذو أهداف سياسية بحتة لبسط السيطرة على الحي، واقتحامه من قبل المستوطنين والمسؤولين «الإسرائيليين»، علما أن هناك 8 بؤر استيطانية تقع في الحي أولها تمت السيطرة عليه عام 2004.

من جهة أخرى اقتحم 900 مستوطن يهودي، فجر أمس، مقام «قبر يوسف» الإسلامي الواقع شرقي مدينة نابلس (شمال الضفة الغربية المحتلة).

وقالت مصادر محلية،إن قوات عسكرية كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي دهمت في ساعة مبكرة من فجر الخميس، منطقة «بلاطة البلد» شرقي نابلس، وقامت بإغلاقها وفرض طوق أمني في محيطها، ومنع حركة المواطنين الفلسطينيين فيها، بغرض توفير الحماية للمستوطنين الذين اقتحموا «قبر يوسف».

وذكرت المصادر أن حافلات إسرائيلية تقل مئات المستوطنين قدمت إلى المنطقة، ترافقها مركبات عسكرية أمّنت للمستوطنين عملية الاقتحام التي استغرقت ساعات عدّة، ودامت حتى ساعات الفجر الأولى، وتخلّلها تأدية طقوس تلمودية في المقام الإسلامي.

وعلى إثر الاقتحام، اندلعت مواجهات عنيفة بين جنود الاحتلال ومجموعة من الشبان الفلسطينيين حاولوا التصدّي للاقتحام اليهودي؛ بإغلاق الطرق المؤدية للموقع الإسلامي بالإطارات المشتعلة؛ وهو ما ردّت عليه قوات الاحتلال بإطلاق الأعيرة المطاطية وقنابل الغاز والصوت.

وأثناء الاشتباكات أصيب صحفي فلسطيني يعمل لصالح قناة «القدس» بنيران الاحتلال، ما استدعى نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج الطبي.

من جانبه، تحدّث موقع «0404» الإخباري العبري عن اعتقال قوات الجيش لسبعة فلسطينيين، بدعوى العثور بحوزتهم على قنابل حارقة يدوية الصنع «مولوتوف».

ويقتحم المستوطنون بشكل متكرر «قبر يوسف»، والذي كان في السابق مسجدًا إسلاميًا، ويضم ضريح شيخ مسلم يدعى يوسف دويكات، من بلدة «بلاطة»، قبل أن تقوم سلطات الاحتلال بالسيطرة عليه وتحويله إلى موقع يهودي مقدس بعد احتلال الضفة الغربية في أعقاب حرب عام 1967.

ويشكّل المقام الذي يقع شرقي مدينة نابلس، بؤرة توتّر في المنطقة، على ضوء التواجد المستمر للمستوطنين وقوات الاحتلال في المكان، وما يتعرض له سكان الأحياء المجاورة للمقام من مضايقات واستفزازات باستمرار.