1406630
1406630
الاقتصادية

ندوة تناقش سلوك الاستهلاك وتخطيط الإنفاق لدى الأسرة

30 يوليو 2018
30 يوليو 2018

ضمن فعاليات المهرجان -

كتب – بخيت كيرداس الشحري -

انطلقت صباح أمس بفندق حمدان بلازا بصلالة أعمال ندوة “ الإدارة المنزلية بين الإنفاق والادخار” تحت رعاية سعادة المهندس محمد بن أبو بكر بن سالم الغساني نائب رئيس مجلس الشورى والتي تنظمها الجمعية العمانية لحماية المستهلك ضمن فعاليات مهرجان صلالة السياحي 2018 والتي تستمر مدة يومين.

وقال الدكتور أنور بن محمد الرواس نائب رئيس الجمعية العمانية لحماية المستهلك في كلمته: تتداخل مختلف التعريفات الخاصة بالإنفاق والإسراف ومع ذلك تبقى الأسرة هي المصنع المسؤول عن كل النتائج الإيجابية والسلبية كونها خلية فاعلة ومؤثرة في نسيج المجتمع بأبعاده الاقتصادية والنفسية والثقافية وتظل هي محور التطور والتغيير الاجتماعي في كل مراحل الحياة العصرية بتعقيداتها وإشكالاتها ونحن نعلم بأن ثقافة الإنفاق والادخار والإسراف ترتبط جذرياً وتاريخياً بالعادات والتقاليد التي في الغالب يصعب اختراقها وزحزحتها عن مسارها الاجتماعي الموروث ولهذا نجد ان الإنفاق والإسراف يختبئ خلف مفهوم الجود والكرم والتوسع في التعبير عن نعم الله دونما انتباه ومراعاة لأزمات المستقبل وتقلب الأحوال وفي جانب آخر يصبح الإنفاق في ظل تزاحم الأولويات الأسرية أشبه بالقارب العائم الذي يرفض ان يرسو على شط الأمان وحين تتعقد الحياة وتتضخم المسؤوليات تحتار الأسرة بين التنظير والتطبيق وبين القبول بواقع لا يخلو من الهموم والأحزان.

وأشار الدكتور أنور الرواس إلى أن عنوان هذه الندوة يعبر بشكل دقيق عن تفكير عصري متجدد وعن منهج عملي محدد فعندما نقول “إدارة منزلية” فكأنما نقول تخطيط وإدارة وتنفيذ وتقييم وتصحيح في كل الشؤون المنزلية. ولذلك فإنني أقول ان البحث ممكن ان يكون في الموارد المالية وكيفية استثمارها وإدارتها وليس استغلالها سواء في إنفاقها أو ادخارها وبما ان الصيغة الاستثمارية هي الأقرب لمواجهة تحديات الواقع من ارتفاع الأسعار إلى تزايد متطلبات المعيشة فإن التخطيط العلمي مهم في تحديد وتقييم وإصلاح ميزانية الإنفاق والادخار ولا يمكن للارتجالية أو العواطف العابرة ان تعالج مشاكل الإسراف وإهمال التخطيط في الادخار.

وأضاف الرواس: انه قد يظلم البعض المرأة يعاتبها باعتبارها مسؤولة عن شؤون المنزل وهذا إجحاف وتجاهل لدورها الإنساني الجبار في العناية والمتابعة والرعاية وتجريح الجهود التي تبذلها باستمرار لتنفيذ متطلبات الزوج وتحمل أعبائه وتسير شؤونه ومن ثم متابعة الأولاد وبقية الطقوس الاجتماعية التقليدية وفي اعتقادي ان المسؤولية مشتركة ويتحملها الزوج والزوجة ولا أقول بعد الزواج وتأسيس الأسرة بل حتى قبل الزواج يمكنهم وضع الآليات المناسبة وخلق التفاهمات المطلوبة لمستقبل أسري خال من التوترات والمفاجآت التي غالباً ما يكون الإنفاق والإسراف اعظم أبطالها.

واكد الدكتور أنور الرواس في كلمته أن الأسرة هي مؤسسة مستقلة بكامل أدواتها البشرية والفنية ولها مطلق الحرية في صناعة قرارها الاستثماري وطريقتها في الإنفاق ولكنها لا يمكن ان تتجاوز طموحات ومقاييس المجتمع لأنها المكون الرئيسي فيه ولو تمت إدارة مواردها المالية بكفاءة ونجاح فلسوف تسهم في منظومة التنمية المستدامة وتصبح جزءاً حيوياً في الإنفاق العام وتخفف من الكثير من آثار الغلاء والترفيه والإسراف وتتوالد بداخلها قيم ومبادئ إنسانية وأخلاقية محمودة لا تقبل التهور والمغامرة.

وأوضح في ختام كلمته: إننا نواجه مشكلة جذرية في التخطيط وفي غالب الأحيان يكون الجهد المبذول في التخطيط اقل بكثير من الجهد المبذول في التنفيذ ومع تقديرنا أقل بكثير من الجهد المبذول في التنفيذ ومع إيماننا بأن الله عز وجل هو الرازق الكريم فهذا لا يعني ان تنفتح رغبات الأسرة على كل ابتكار حديث واختراع ترفيهي جديد من اجل مواكبة العصر بحجة التكيف مع متغيرات الحياة، وإلا سنجد أن الأسرة مثقلة بالديون ويعلو الضجيج بداخلها ويتنافس أفرادها في اتخاذ قرارات متسرعة وطائشة.

أوراق العمل

قدمت الدكتورة مريم بنت عبدالله الوائلية مسؤولة التغذية العلاجية بالمستشفيات بوزارة الصحة الورقة الأولى في الندوة بعنوان “ سلوك المستهلك في الشراء والأثر النفسي”

وكما قدمت ليلى بنت سالم السلامية رئيسة قسم القبول والتسجيل بكلية التقنية العليا ورقة عمل بعنوان “أهمية إرشادات التخطيط في الإنفاق الأسري “.

والورقة الأخيرة في الجلسة الأولى قدمتها زبيدة بنت عبدالله العريمية مشرفة شؤون المرأة الريفية بالمديرية العامة للزراعة والثروة الحيوانية بمحافظة ظفار وكانت بعنوان “الزراعة وتأثيرها الإيجابي على الإدارة المنزلية” ثم فتح باب النقاش مع الحضور حول ما تم تقديمه في أوراق عمل الجلسة الأولى والتي ترأسها المهندس صالح بن محمود الزدجالي عضو مجلس إدارة الجمعية وأمين الصندوق.

وترأست الجلسة الثانية في اليوم الأول من أعمال الندوة فاطمة بنت سالم الحسنية من كلية عمان للسياحة وقدمت خلالها ثلاث أوراق عمل بدأت بورقة عمل بعنوان “ دور جمعيات حماية المستهلك في التنظيم المالي للأسرة” قدمتها المدربة والمحاضرة نجمة بنت سعيد السريرية.

والورقة الثانية قدمها الدكتور منصور القضاة رئيس قسم الالتزام الشرعي ببنك نزوى وكانت بعنوان “ ترشيد الاستهلاك وإدارة الإنفاق من منظور إسلامي”. وكانت ورقة العمل الختامية في الجلسة الثانية بعنوان “دور وسائل الاتصال والعصر الرقمي في الإدارة المنزلية والإنفاق والادخار وقدمها الدكتور سمير حمامي مدير مركز ريادة الأعمال بجامعة ظفار.

وقال حسان ملكاوي مستشار الجمعية العمانية لحماية المستهلك أن تنظيم هذه الندوة يأتي انطلاقا من دور الجمعية في التوعية والتثقيف والوصول إلى المستهلك في كافة أنحاء السلطنة حيث تقوم الجمعية للسنه الخامسة على التوالي في إقامة مثل هذه الندوة ضمن فعاليات مهرجان صلالة السياحي وتركز الندوة على محاور هامة في إدارة نفقات المنزل والدخل وأهمية التخطيط المدروس في الإنفاق الأسري وضرورة الاعتدال في الإنفاق والاستهلاك وضرورة عدم الإسراف في الموارد المالية أو الطبيعية للدولة وتبرز الندوة أهمية الإعلام وجمعيات حماية المستهلك في ذلك وتبين الندوة أيضا آليات التخطيط السليم في الإدارة والاستهلاك المنزلي بالإضافة إلى دور وسائل الاتصال والعصر الرقمي في الإدارة المنزلية وضرورة الابتعاد ومحاربه العادات السلوكية الخاطئة وضرورة انتشار مواثيق الشرف في تنظيم السلوك الاستهلاكي والعادات الخاطئة والابتعاد عن التكلف الزائد ،وتأتي هذه الندوة بدعم العديد من الجهات وتفاعل من المجتمع المجالي ومساهمة من الشركات لذا نتوجه بالشكر للجميع ونأمل من الشركات الأخرى دعم الجمعية العمانية لحماية المستهلك في دورها التثقيفي والتوعوي.