1406207
1406207
العرب والعالم

«أيقونة» المقاومة الشعبية خارج السجن الإسرائيلي وعباس يستقبلها

29 يوليو 2018
29 يوليو 2018

عهد التميمي تحث الفلسطينيين على مواصلة الكفاح ضد الاحتلال -

رام الله -عمان - وكالات: خرجت الفتاة الفلسطينية عهد التميمي التي أصبحت «أيقونة» للمقاومة الشعبية من السجن أمس بعد قضائها عقوبة لمدة ثمانية اشهر لصفعها جنديين إسرائيليين.

واستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله بالضفة الغربية الفتاة الفلسطينية بعد ساعات من خروجها من المعتقل.

وبعد الإفراج عنها حثت عهد الفلسطينيين على مواصلة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي. ومن جانبه قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) بعد لقائه مع عهد ووالدتها «إن نموذج المقاومة الشعبية السلمية الذي سطرته عهد وأهالي قرية النبي صالح وجميع القرى والمدن الفلسطينية، يثبت للعالم بأن شعبنا الفلسطيني سيبقى صامدا على أرضه ومتمسكا بثوابته، ومدافعا عنها مهما بلغ حجم التضحيات».

ونقلت عهد (17 عاما) ووالدتها ناريمان التي سجنت أيضا بسبب نفس الواقعة من سجن شارون في إسرائيل الى الضفة الغربية المحتلة حيث يقيمان، بحسب المتحدث باسم مصلحة السجون الإسرائيلية اساف ليبراتي.

وشكرت عهد التي وضعت على كتفيها كوفية باللونين الأبيض والأسود الحشد الذي أتى لاستقبالها وقالت «المقاومة مستمرة حتى انتهاء الاحتلال».

ورافق عهد ووالدتها جنود إسرائيليون حتى بلدتهما النبي صالح حيث سلمت الفتاة باكية على أقارب وأصدقاء أتوا للترحيب بها عند طريق صغير مؤد الى القرية. وتوجهت بعدها مع والديها الى منزل الأسرة وسط حشد يردد هتافات.

وبعد ذلك أحاط باسم التميمي والد عهد بابنته وزوجته في طريقهما الى منزل العائلة وسط هتافات للحشد «نريد أن نعيش أحرارا».

وزارت عهد أقارب لها فقدوا أحد أبنائهم ويدعى عز التميمي في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في البلدة في يونيو الماضي.

ووضعت بعدها باقة من الزهور على قبر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله قبل توجهها الى مقر السلطة الفلسطينية.

وقالت التميمي بعد الإفراج عنها: «فرحتي ناقصة، لأن كل أخواتي الأسيرات اللاتي عشت معهن لا زلن في الأسر» متمنيّة أن يتم الإفراج عنهنّ قريبًا.

ويبلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلية نحو 6500 معتقل، بينهم حوالي 350 طفلا، وفق إحصائيات فلسطينية رسمية.

وحرصت السلطات الإسرائيلية على الحد من التغطية الإعلامية لإطلاق سراح عهد التميمي ووالدتها من خلال نشر معلومات متناقضة حول المكان الذي ستعودان منه الى الضفة الغربية المحتلة.

وأوقفت السلطات الإسرائيلية إيطاليين اثنين وفلسطينيا بعد أن رسما لوحة جدارية لعهد على الجدار الفاصل الذي بنته إسرائيل في الضفة الغربية.

وكانت عهد أوقفت في 19 ديسمبر 2017 بعد أن تم تصويرها في تسجيل انتشر بشكل واسع على الإنترنت.

وظهرت عهد في التسجيل مع ابنة عمها نور التميمي تقتربان من جنديين إسرائيليين يستندان الى جدار صغير في باحة منزلها في بلدة النبي صالح الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ اكثر من خمسين عاما. وطلبت الفتاتان من الجنديين مغادرة المكان وقامتا بركلهما وصفعهما.

تنتمي عهد الى أسرة معروفة بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي وتصدت لجنود إسرائيليين في حوادث سابقة وانتشرت صورها في كافة أنحاء العالم. ويرى الفلسطينيون في عهد التميمي مثالا للشجاعة في وجه التجاوزات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويعتبر العديد من الإسرائيليين في المقابل أنها مثال على الطريقة التي يشجع الفلسطينيون فيها أولادهم على الحقد.

بالنسبة الى المدافعين عن حقوق الإنسان سمحت قضية التميمي بتسليط الضوء على ممارسات المحاكم العسكرية الإسرائيلية ومعدلات الإدانة المرتفعة جدا --99%-- للفلسطينيين. وبما أن إسرائيل تحتل عسكريا الضفة الغربية يحاكم الفلسطينيون المقيمون فيها أمام المحاكم العسكرية.

وقال عمر شاكر مدير مكتب هيومن رايتس ووتش في إسرائيل «سيفرج عن عهد التميمي لكن المئات من الأطفال الفلسطينيين لا يزالون وراء القضبان ولا احد يعيرهم أي انتباه» منددا بـ«سوء المعاملة المزمن» الذي يتعرض له القاصرون في هذه السجون.

وكانت عهد في الـ16 لدى اعتقالها وحكم عليها بالسجن ثمانية اشهر في 21 مارس بعد أن وافقت على «الإقرار بالذنب» وأمضت عيد ميلادها الـ17 في السجن. وأفرجت السلطات الإسرائيلية عن عهد ووالدتها قبل ثلاثة أسابيع على انقضاء عقوبتهما في تقليد سائد بسبب الاكتظاظ في السجون الإسرائيلية بحسب ما أفادت غابي لاسكي محامية عهد ووالدتها. ونالت المراهقة عقوبة قاسية --ثمانية اشهر-- مقارنة بتلك التي صدرت بحق الجندي الإسرائيلي ايلور عزريا --السجن تسعة اشهر-- لقتله الفلسطيني عبد الفتاح الشريف برصاصة في الرأس بينما كان ممددا أرضا ومصابا بجروح خطرة من دون أن يشكل خطرا ظاهرا، بعد تنفيذه هجوما بسكين على جنود إسرائيليين.