تطور متواصل في المجال اللوجستي

إذا كانت حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – تعمل جاهدة من أجل الاستفادة المثلى بالموقع الاستراتيجي الفريد للسلطنة، والعمل على جعل السلطنة مركزا لوجستيا إقليميا متقدما، وفق الخطط والبرامج التي تم وضعها في هذا المجال، حيث يحظى القطاع اللوجستي بأولوية وعناية كبيرة ضمن القطاعات الخمسة التي تم تحديدها لدفع عمليات التنويع الاقتصادي في إطار برنامج « تنفيذ »، فإنه من الواضح والملموس أيضا، أن تلك الجهود الحديثة بدأت تطرح نتائج إيجابية وبشكل متزايد على مختلف المستويات، خاصة مع تحقيق خطوات عملية متتابعة تزيد من جاذبية الموانئ العمانية.

وفي هذا الإطار فإن مما له دلالة مهمة أن تقرير البنك الدولي الصادر حول مؤشر الأداء اللوجستي العالمي للعام الحالي، والذي يتم حساب مراكز الدول فيه وفق مجموعة مؤشرات فرعية محددة تضم مختلف العناصر المكونة وذات الصلة بهذا القطاع، قد وضع السلطنة في المرتبة الثالثة والأربعين على المستوى العالمي، بعد أن كانت في المرتبة الثامنة والأربعين في عام 2016، وفي حين يعني ذلك أن السلطنة تسير بخطى وثيقة، وملموسة إقليميا ودوليا نحو أهدافها المحددة في هذا المجال، ومنها العمل على أن تكون ضمن أفضل ثلاثين دولة على مستوى العالم في قطاع اللوجستيات في عام 2020 وضمن أفضل عشر دول في العالم في عام 2040، فإنه من المأمول أن تساعد الخطوات العديدة والمتتابعة المبذولة الآن على أكثر من صعيد في تحقيق ذلك، خاصة وأن هناك مركز عمان للوجستيات للإشراف على تنفيذ استراتيجية السلطنة في قطاع اللوجستيات، كما أنه تم إنشاء المجموعة العمانية العالمية للوجستيات ( اسياد )، هذا فضلا عن عدد من الخطوات التي تم ويتم اتخاذها والتنسيق والتعاون بشأنها بين وزارة النقل والاتصالات وبين العديد من مؤسسات الدولة، لتعزيز قدرات القطاع اللوجستي في السلطنة، وتعظيم الاستفادة مما يتم إنجازه من مشروعات في مجالات النقل والطرق والموانئ، إلى جانب التخطيط لمشروعات تعزز الأهداف الوطنية في هذا المجال الحيوي، والذي يتم التعويل عليه إلى جانب القطاعات الأخرى.

جدير بالذكر انه في الوقت الذي تتعاون فيه السلطنة مع جمهورية كوريا، في مجال إنشاء المدن الذكية، في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، والذي تم التوقيع على مذكرة التفاهم الخاصة به خلال زيارة رئيس وزراء كوريا للسلطنة قبل ايام، فان شركة « مرافئ » وهي ذراع إدارة الموانئ بمجموعة ( أسياد ) وقعت في الأيام القليلة الماضية على مذكرة تفاهم مع مدينة «خزائن الاقتصادية»، لتطوير ميناء بريا في مدينة خزائن الاقتصادية، وذلك لتقديم الخدمات اللوجستية، والاستفادة بشبكات الطرق البرية والحديدية والموانئ البحرية والمطارات ومستودعات التخزين والإمكانات الكبيرة لمدينة خزائن الاقتصادية في محافظة جنوب الباطنة والتي ستكون مركز نشاط لوجستيا يربط بين الدقم ومسقط وصحار، وهو ما يعزز خطوات السلطنة واستراتيجيتها في هذا المجال الذي تزداد أهميته في الحاضر والمستقبل أيضا.