1404295
1404295
العرب والعالم

إصابة عشرات المصلين ومواجهات بعد اقتحام الاحتلال لباحات الحرم القدسي

27 يوليو 2018
27 يوليو 2018

وزير الأوقاف الفلسطيني: الأقصى يتعرض لأقسى هجمة منذ احتلاله عام 67 -

رام الله (عمان) نظير فالح - وكالات:-

اقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى المبارك عبر باب المغاربة، وألقت القنابل الصوتية بكثافة باتجاه المصلين عقب انتهاء صلاة الجمعة.

وأوضحت مصادر فلسطينية أن عشرات الجنود المدججين بالسلاح اقتحموا بصورة مفاجئة المسجد الأقصى عقب انتهاء صلاة الجمعة، وألقوا القنابل الصوتية باتجاه المصلين الذين كانوا يؤدون صلاة «سنة الجمعة»، وتمركزت في ساحة المغاربة وعلى الطريق المؤدي إلى باب السلسلة.

وأضافت المصادر أن حالة من التوتر الشديد سادت في ساحات الأقصى، واعتدت قوات الاحتلال على المصلين من النساء وكبار السن والفتية بالضرب والدفع لإخلاء ساحات المسجد الأقصى المبارك، ومنعت الدخول إلى الأقصى.

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أصيب عشرات المصلين الفلسطينيين بجروح وحالات اختناق، جراء إطلاق الشرطة الإسرائيلية الرصاص المعدني وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع تجاههم عقب اقتحامها لباحات المسجد الأقصى.

ونقلت الوكالة عن مصادر طبية فلسطينية أن 40 إصابة سجلت داخل المسجد الأقصى تعرض خلالها المصلون لشظايا قنابل الغاز والصوت الحارقة التي أطلقتها قوات إسرائيلية صوب المصلين.

وأوضحت دائرة الأوقاف الإسلامية أن جنود الاحتلال يتمركزون في ساحة المسجد القبلي وفي طرقات الأقصى ويلقون بين الحين والآخر القنابل الصوتية.

وقال وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني يوسف ادعيس: إن شرطة إسرائيل اعتدت أمس على المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى شرقي القدس.

وطالب ادعيس في بيان العالمين العربي والإسلامي والمؤسسات الدولية الإنسانية والحقوقية والسياسية بـ»العمل فوراً لإيقاف الهجمة المسعورة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى التي تبدت بشكل واضح من خلال اقتحام ساحاته ومحاصرة مصليه ومرتاديه من المؤمنين العزَّل بعد صلاة الجمعة».

وقال ادعيس: إن المسجد الأقصى «يتعرض لأقسى هجمة منذ احتلاله في العام 1967م، فمن اقتحامات يومية أصبح أعداد سوائب المستوطنين بها تزيد يوماً بعد يوم، إلى منع للمصلين وتضييق عليهم، وسجن واعتقال لحرائره من حراسه وحماته، إلى سرقة حجارته ومنعٍ من ترميم مرافقه وأسواره التي أصبحت تتداعى نتيجة لحفرياته ولمنع ترميمها وإصلاحها».

وأضاف أن «جرأة هذا الاحتلال على هذه الجرائم لم تكن لتكون لولا الغطاء السياسي من قبل الولايات المتحدة باعترافها المشؤوم بالقدس عاصمة له، وسكوت العالم أجمع على هذه الانتهاكات».

من جهته أشار فراس الدبس مسؤول العلاقات العامة والإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية إلى أن العديد من المصلين أصيبوا بشظايا القنابل الصوتية ووصفت إصابتهم بالطفيفة، كما أصيب حارس المسجد الأقصى حمزة خلف بقنبلة صوتية بقدمه، وأضاف أن قوات الاحتلال أغلقت جميع أبواب المسجد القبلي بسلاسل وقضبان حديدية.

ودانت الحكومة الأردنية أمس اقتحام قوات إسرائيلية المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة والاعتداء على المصلين، مطالبة بوقفها «فورا».

ودانت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات «الانتهاكات والاستفزازات الإسرائيلية المستمرة ضد المسجد الأقصى المبارك، خصوصاً اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك أمس واعتدائها على المصلين وموظفي إدارة أوقاف القدس».

وأضافت أن «مثل هذه الممارسات المُدانة والمرفوضة تنتهك حرمة هذا المكان المقدّس وتستفز مشاعر المُصلين فيه، والمسلمين في جميع أنحاء العالم، كما تمثل انتهاكاً لالتزامات إسرائيل، كقوة قائمة بالاحتلال في القدس الشرقية».

وحمّلت غنيمات «الحكومة الإسرائيلية كامل المسؤولية عن سلامة المسجد الأقصى المبارك والانتهاكات التي تُرتكب ضده»، وطالبت «بوقفها فوراً، والحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة».

في سياق متصل، تظاهر العشرات من المواطنين الفلسطينيين، ظهر الجمعة، على الشارع الاستيطاني المحاذي لقرية الخان الأحمر جنوب شرقي القدس المحتلة، بدعوة من هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وإقليم القدس ولجان المقاومة الشعبية إلى المشاركة الواسعة في صلاة الجمعة الكبرى في الخان الأحمر دفاعا عن القدس والمسجد الأقصى المبارك.

وانطلق العشرات من داخل قرية الخان الأحمر نحو الشارع الاستيطاني القدس أريحا، واعتصموا على الرصيف المحاذي للشارع الرئيسي، وهتفوا رفضاً للاحتلال وجرائمه المتواصلة.

ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية واللافتات التي تؤكد الموقف الواضح لشعب فلسطين وقيادته برفض «صفقة القرن»، واستمرار النضال الفلسطيني حتى التحرر من الاحتلال. وأدى المئات من الفلسطينيين صلاة الجمعة في القرية المهددة بالهدم والتهجير من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وقال إمام وخطيب الجمعة: إن فلسطين هي قضيتنا الأساسية التي لا ينبغي تجاهلها، مشيرا إلى الاعتداءات والانتهاكات التي تتعرض لها مدينة القدس المحتلة، وتعدي الاحتلال على مقدساتها، وأشار إلى سياسة التطهير العرقي التي تنتهجها قوات الاحتلال بحق قرية الخان الأحمر التي اعتبر أنها مقدمة لتنفيذ ما تسمى «صفقة القرن».

وقال: إن هذه الصفقة المزعومة ستكون صفعة على وجه الاحتلال وأعوانه، لأنها ستفشل بصمود الشعب الفلسطيني ورباطه على أرضه، داعيا لمزيد من الوحدة والتحدي لمواجهة كل المؤامرات والمخططات الإسرائيلية.

كما شدد على ضرورة رص الصفوف خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، والالتفاف حول القيادة الشرعية لمواجهات صفقات الاحتلال.