العرب والعالم

اليونان في حداد بعد حرائق أسفرت عن 74 قتيلا بينهم أطفال

24 يوليو 2018
24 يوليو 2018

دول أوروبية تعرض المساعدة وفرق الإنقاذ تبحث عن ناجين -

اثينا - (أ ف ب): ارتفعت حصيلة الحرائق حول اثينا امس إلى 74 قتيلا، كما أعلنت أجهزة الإطفاء، فيما تعيش اليونان صدمة بعد العثور على أكثر من 20 شخصا متفحما، بينهم أطفال.

وقالت المتحدثة باسم جهاز الإطفاء ستافرولا ماليري إن الحرائق خلفت 74 قتيلا موضحة أن هذه الحصيلة غير نهائية وما زال نحو مائة عنصر إطفاء يواصلون البحث عن ضحايا محتملين في الساحل الشرقي من منطقة اتيكي التي أتت عليها النيران مساء امس الأول. وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن ستين قتيلا.

وهذه الحرائق هي الأشد ضررا منذ تلك التي أسفرت عن 77 قتيلا في 2007. وبين القتلى والدة بولندية وابنتها، كما ذكرت وارسو التي لم تقدم مزيدا من التفاصيل.

وفي محطة ماتي البحرية التي تبعد حوالى أربعين كلم شرق أثينا، عثر على 26 شخصا متفحمين ومتشابكين مجموعات «في محاولة أخيرة لحماية أنفسهم»، كما قال أحد عناصر الإنقاذ فاسيليس اندريوبولوس.

وما زال مواطنون يتحدثون عن مفقودين، خصوصا لدى المراكز الثلاثة للصليب الأحمر التي فتحت في القطاع، كما أكدت لوكالة فرانس برس جورجيا تريسبيوتي المتحدثة باسم المنظمة، وأضافت «الناس مصدومون، ضائعون، وخسر البعض منهم كل شيء: الأطفال والأهل والمنازل».

وقال رئيس الوزراء اليكسيس تسيبراس «اليونان اليوم في حداد»، معلنا في رسالة تلفزيونية للأمة الحداد الوطني ثلاثة أيام.

وتتحدث روايات المسؤولين والمقيمين عن نيران شديدة انقضت بعد ظهر امس الأول على الساحل الشرقي للعاصمة، وحاصرت الضحايا في سياراتهم أو على بعد أمتار من الشواطئ التي كانوا يحاولون بلوغها.

وفي ماتي، أدى عنف الرياح التي فاقت 100 كلم في الساعة، إلى «تقدم مخيف للنيران في المناطق السكنية»، كما قالت المتحدثة باسم رجال الإطفاء ستافرولا ماليري.

وأكد رئيس بلدية مرفأ رافينا القريب، ايفانغيلوس بورنوس أن «ماتي لم تعد موجودة»، محصيا «أكثر من ألف مبنى و300 سيارة» لحقت بها أضرار، وما زالت النيران تنبعث منها. وأحصت الحكومة 172 جريحا بينهم 16 طفلا، منهم 11 في حالة خطرة.

ونقل حوالى 715 شخصا عبر البحر إلى رافينا. وتنظم السلطات والمتطوعون تحركاتهم لمساعدة المنكوبين، من خلال جمع وتوزيع الماء والمواد الغذائية والألبسة، فيما نقل المشردون إلى الفنادق.

وقضى خمسة أشخاص على الأقل في البحر حيث تتواصل عمليات البحث. وبدأت عملية التعرف إلى هويات الضحايا في هذه المنطقة التي يؤمها أيضا سائحون أجانب.

وعاود الحريق تمدده في المنطقة بعد تراجع في الصباح، كما ذكرت خلية رجال الإطفاء. وما زالت جبهة ناشطة أيضا في كينيتا التي تبعد حوالي خمسين كلم غرب العاصمة، حيث اندلع أول حريق صباح الاثنين.

ولم تتم الإشارة إلى سقوط ضحايا، لكن النيران التهمت عددا من السيارات والمنازل.

وحصلت اليونان التي استعانت بالآلية الأوروبية للحماية المدنية على المساعدة خصوصا عبر الوسائل الجوية من فرنسا وإسبانيا وإسرائيل وبلغاريا وتركيا وإيطاليا ومقدونيا والبرتغال وكرواتيا، فيما توالت رسائل التعزية من الخارج.

وكتب رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر إن «المفوضية لن تدخر جهودها لمساعدة اليونان»،

وفتحت نيابة المحكمة العليا تحقيقا حول أسباب الكارثة.

وقبل اندلاع جدل حول كيفية تعامل السلطات مع الكارثة، أشارت الحكومة إلى أنها اضطرت إلى مواجهة ظاهرة «غير مألوفة»، كما قال تسيبراس الذي اختصر زيارته إلى البوسنة.

وأشار المتحدث باسم الحكومة ديميتريس تزاناكوبولوس إلى «اندلاع 15 حريقا متزامنا على ثلاث جبهات مختلفة في أتيك»، ما حمل اليونان على طلب طائرات بدون طيار من الولايات المتحدة «لمراقبة أي نشاط مشبوه والكشف عنه».

وبسبب هذه الأوضاع، ألغت رئاسة الجمهورية الاستقبال السنوي المقرر امس لإحياء ذكرى استعادة الديمقراطية في اليونان في يوليو 1974.

وترافقت الحرائق مع موجة حر تشهدها اليونان وتترافق مع ارتفاع درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية.