الاقتصادية

قلق إزاء تقارير بلجوء البيت الأبيض إلى احتياطي النفط لخفض الأسعار

20 يوليو 2018
20 يوليو 2018

نيويورك- أ ف ب: أثارت تقارير صحفية بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمكن أن يلجأ قريبا الى الاحتياطي الاستراتيجي للنفط من أجل خفض الأسعار قلقا، من استغلال هذا المخزون المخصص لحالات الطوارئ لأغراض سياسية. بدأ تخزين هذا الاحتياطي إبّان الصدمة النفطية في عام 1972 وهو موجود في أربعة مواقع في ولايتي تكساس ولويزيانا في جنوب الولايات المتحدة وحجمه 660 مليون برميل محفوظة في كهوف ملحية تحسبا لأي خلل في إمدادات النفط. وتدرس الإدارة الحالية استخدام ما بين 5 و30 مليون برميل من النفط، بحسب ما نقلت وكالة بلومبورج عن مصادر لم تسمها. ويأتي التحرك قبل انتخابات منتصف الولايات المقررة في نوفمبر وبينما الضغوط تتزايد بعد ارتفاع أسعار المحروقات منذ عام نتيجة ارتفاع أسعار الخام.

ومع أن ارتفاع أسعار النفط مرده جزئيا الى الخلل مؤخرا في إنتاج النفط في ليبيا وكندا، إلا أن محللي السلع الأساسية يشيرون الى عوامل عدة من بينها قرار ترامب إعادة فرض العقوبات على إيران أحد مصدري النفط الرئيسيين. وبمجرد انتشار الشائعة بأن ترامب يمكن ان يلجأ الى الاحتياطي الاستراتيجي تراجعت أسعار النفط الأمريكي بأكثر من 4% أي نحو 3 دولارات للبرميل الاثنين الماضي. يقول المحللون: ان ظروف الإنتاج ليست صعبة بشكل استثنائي بينما يبدي آخرون شكوكا بان استخدام الاحتياطي مبرر. ويعلق فيل فلين المحلل لدى مجموعة «برايس فيوتورز»: «انه من المنطقي إزاء الخلل الذي يهدد الإنتاج العالمي استخدام هذا الاحتياطي بشكل طارئ»، مضيفا: «لكنني أخشى أن تبدأ الولايات المتحدة في استغلال الاحتياطي كسلاح للتلاعب بالأسعار وانه سيفقد تأثيره في حال حصول أزمة فعلية في الأسواق». ويشير آخرون الى جهود من أجل تخفيف ضغوط الإنتاج خصوصا من قبل منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» في يونيو الماضي من أجل دعم الإنتاج.

وتراجعت أسعار البنزين هذه السنة بعد ارتفاعها الى نحو 3 دولارات للجالون (3,7 لتر) خلال مايو. وبات المعدل الوطني الآن 2,86 دولارا للجالون بحسب الوكالة الأمريكية للسيارات. وصرح اندرو ليبو المساهم لدى مجموعة «كوموديتي ريسرتش»: «إن ارتفاع أسعار المحروقات الذي يحاول ترامب التصدي له قبل انتخابات نوفمبر تم حلّه جزئيا فقد تراجعت هذه الأسعار». وتقول وكالة الطاقة الدولية التي تمثل حكومات دول تستورد النفط انه لم تحصل مشاورات بين الدول الأعضاء من اجل التنسيق لاستخدام مخزونات الطوارئ.

لم تلجأ السلطات الأمريكية الى الاحتياطي الاستراتيجي إلا نادرا وتم ذلك بالتنسيق مع وكالة الطاقة الدولية ودول أعضاء أخرى. في عام 1991، اطلق الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي 17 مليون برميل في الأسواق خلال عملية «عاصفة الصحراء» بعد اجتياح العراق للكويت. كما ضخ 11 مليون برميل بعد الإعصار كاترينا في العام 2005 و30 مليون برميل في عام 2011 بعد إطاحة نظام معمر القذافي في ليبيا.

وكانت المرات الأخرى لاستخدام كميات أقل على غرار الصيف الماضي عندما استخدمت السلطات خمسة ملايين برميل بعد الإعصار هارفي.والمستوى الحالي للاحتياطي الاستراتيجي أدنى من ذروته ويدرس السياسيون فوائد تقليص وبيع النفط. ومثل هذا المسار قد ينطوي على مخاطر بالنظر الى الزيادة في إنتاج الولايات المتحدة بفضل ازدهار مصادر الطاقة الصخرية. وتعرض خطة للموازنة قدمتها إدارة ترامب تقليص احتياطي النفط الاستراتيجي الى 410 ملايين برميل بحلول 2027 ما سيتيح لوزارة الطاقة إغلاق اثنين من أربعة مواقع التخزين.