1397627
1397627
العرب والعالم

الجيش السوري يستعيد مناطق سيطرة المعارضة بـ«القنيطرة» بموجب اتفاق

19 يوليو 2018
19 يوليو 2018

انتهاء عملية إجلاء سكان بلدتي «الفوعة وكفريا» -

مسؤول: المهمة العسكرية الأمريكية في سوريا لم تتغير -

عواصم - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

توصلت روسيا والفصائل المعارضة إلى اتفاق يقضي بتسليم الأخيرة مناطق سيطرتها في محافظة القنيطرة جنوب سوريا إلى الجيش السوري، ما من شأنه أن ينهي عملية عسكرية معقدة في منطقة تتسم بحساسية بالغة لقربها من إسرائيل.

وتزامن ذلك مع الانتهاء من تنفيذ اتفاق آخر رعته روسيا أيضاً، وتمّ بموجبه فجر امس إجلاء جميع سكان بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للحكومة في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، بعد ثلاث سنوات على حصار فرضته فصائل مقاتلة وإسلامية عليهما.

وخلال السنوات الماضية، شهدت سوريا اتفاقات إجلاء عدة غالبيتها قضت بخروج المقاتلين المعارضين من مناطق كانت تسيطر عليها الفصائل المعارضة، آخرها في محافظة درعا جنوباً.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «توصلت روسيا والفصائل المعارضة الى اتفاق ينص على مغادرة رافضي التسوية الى الشمال السوري ودخول مؤسسات الدولة الى مناطق سيطرة المعارضة».

وأفاد الإعلام الرسمي السوري بدوره عن «أنباء عن التوصل لاتفاق... ينص على عودة الجيش العربي السوري إلى النقاط التي كان فيها قبل 2011»، عام اندلاع النزاع السوري.

وتسيطر الفصائل المعارضة منذ سنوات على الجزء الأكبر من محافظة القنيطرة وضمنه القسم الأكبر من المنطقة العازلة في هضبة الجولان المحاذية للجهة المحتلة من إسرائيل.

وينص الاتفاق، وفق عبد الرحمن، كما في اتفاقات سابقة بين قوات المعارضة والحكومة السورية، على تسليم الفصائل المعارضة لسلاحها الثقيل والمتوسط. ومن المفترض أن تدخل شرطة مدنية سورية إلى المناطق التي تتواجد فيها الفصائل في المنطقة العازلة.

وأكد أحد أعضاء وفد الفصائل المفاوض لفرانس برس التوصل إلى الاتفاق، مشيراً إلى أنه لم يحدد بعد موعد تنفيذه، وينص على أن ترافق الشرطة العسكرية الروسية قوات النظام في المنطقة العازلة.

ويستثني الاتفاق هيئة تحرير الشام (جهة النصرة سابقاً) التي تتواجد في تلال عند الحدود الإدارية بين القنيطرة ومحافظة درعا المحاذية.

وكانت قوات الحكومة بدأت الأحد هجوماً على مواقع سيطرة الفصائل المعارضة في محافظة القنيطرة بعدما استعادت أكثر من 90% من محافظة درعا المحاذية. وحذر محللون وقتها من عملية عسكرية معقدة في القنيطرة، اذ كان على القوات الحكومية أن تتقدم فيها من دون أن تتسبب بتحرك عسكري من إسرائيل التي استهدفت قبل أسبوع مواقع لقوات الحكومة فيها.

وبعد استعادة القنيطرة، يبقى التحدي الأكبر أمام قوات الحكومة في الجنوب السوري هو استعادة جيب صغير يسيطر عليه فصيل مبايع لتنظيم داعش في ريف درعا الجنوبي الغربي.

وتُعد روسيا اللاعب الأبرز في اتفاقات الجنوب السوري. فمنذ تدخلها في سوريا لصالح قوات الحكومة في عام 2015، لم تكتف موسكو بالدور العسكري بل لعبت أيضاً دور المفاوض وأبرمت العديد من الاتفاقات مع الفصائل المعارضة استعادت بموجبها قوات الحكومة مناطق واسعة.

وبالتزامن مع اتفاقات الجنوب، توصلت روسيا وتركيا، الداعمة للمعارضة، قبل يومين لاتفاق ينتهي بموجبه ملف بلدتي الفوعة وكفريا اللتين حاصرتهما هيئة تحرير الشام وفصائل اخرى في عام 2015 اثر سيطرتها على كامل محافظة ادلب.

وانتهت فجر امس عملية إجلاء جميع السكان من الفوعة وكفريا بخروج 6900 شخص من مدنيين ومقاتلين موالين للحكومة على متن 120 حافلة.

وكانت الفوعة وكفريا آخر بلدتين محاصرتين في سوريا بعدما استعادت قوات الحكومة خلال عمليات عسكرية وبموجب اتفاقات إجلاء المناطق التي كانت تحاصرها في سوريا.

ولم تعد هناك مناطق محاصرة من أطراف النزاع في سوريا، إلا أن معاناة المدنيين لم تنته، إذ لا يزال مئات الآلاف عالقين في محيط جبهات قتال او يخشون عمليات عسكرية ضد مناطقهم.

وطوال السنوات الماضية، شكلت البلدتان مطلباً أساسياً للحكومة السورية، كما استخدمتهما الفصائل كورقة ضغط لفرض شروطها خلال أي مفاوضات. وباتت الفوعة وكفريا خاليتين تماماً من السكان، وفق عبد الرحمن.

وقالت شيلان شويش (28 عاماً)، من سكان الفوعة، خلال وجودها في إحدى الحافلات لوكالة فرانس برس عبر الانترنت «إنها خسارة كبيرة جداً لنا، تركنا بيوتنا خلفنا، لكننا ارتحنا من الحصار. فلدينا أطفال لا يعرفون حتى ماذا يعني تفاحة».

وعند معبر العيس الواصل بين مناطق سيطرة الفصائل والحكومة في ريف حلب الجنوبي، شاهد مراسل فرانس برس حافلات المغادرين تخرج من مناطق الفصائل، فيما دخلت إليها عشرات أخرى محملة بمعتقلين تم الإفراج عنهم من سجون الحكومة. وينص الاتفاق على إجلاء سكان البلدتين مقابل الإفراج عن 1500 معتقل في سجون الحكومة. وأكد مصدر في «هيئة تحرير الشام» لفرانس برس إن «مقاتلي الهيئة دخلوا إلى البلدتين» بعد انتهاء عملية الإجلاء. وينص الاتفاق أيضا، وفق المرصد، على أن «تضمن روسيا عدم تنفيذ قوات الحكومة عملية عسكرية على إدلب» الواقعة بمعظمها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام.

ويرى محللون أن إدلب المحاذية لتركيا ستشكل عاجلاً او أجلاً هدفاً لدمشق. واعتبر البعض ان اتفاق الفوعة وكفريا قد يكون مدخلاً لعملية عسكرية في ادلب بعد ضمان الحكومة أمن الموالين له. وتخشى تركيا عملية عسكرية في إدلب تفتح مجدداً أبواب اللجوء إليها، علما أنها تستضيف حاليا حوالى ثلاثة ملايين لاجئ سوري.

من جهة اخرى، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الإرهاب العالمي تلقى ضربة قاضية في سوريا، مشيرا إلى أن عملية أستانا ومخرجات مؤتمر سوتشي، تؤسسان لعملية سياسية حقيقية في ذلك البلد. تصريحات بوتين جاءت في كلمته خلال اجتماع للسفراء الروس في موسكو امس، حيث أعرب عن تقييمه العالي لدور الدبلوماسيين في التسوية السورية، ودعا إلى تفعيل المساعدة في حل المشاكل الإنسانية في سوريا، مضيفا أن هذا الأمر «مهم لسوريا وللمنطقة ولعدد كبير من بلدان العالم أيضا، لأن من شأنه تخفيف ضغط الهجرة على الدول الأوروبية».

من جهة اخرى قال الجنرال الامريكي المشرف على العملية العسكرية في سوريا امس انه لم يتلق تعليمات جديدة للتعاون مع الروس منذ قمة الرئيس دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في فنلندا.

وقال الجنرال جو فوتيل الذي يترأس القيادة المركزية الامريكية للصحفيين «لم اتلق تعليمات جديدة اثر القمة في هلسنكي».

ويبدو ان القمة بين ترامب وبوتين شملت مباحثات حول سبل التعاون بين الروس والأمريكيين في سوريا حيث تشن الدولتان حملتين عسكريتين منفصلتين.

وهناك مؤشرات الى ترتيبات للعمل معا ومع إسرائيل لترسيخ وقف إطلاق النار في جنوب سوريا ما يشير إلى أن الإدارة الأمريكية تراجعت عن مطالبتها بتنحي الرئيس بشار الأسد حليف موسكو.

وقال ترامب انه وبوتين تحادثا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو «وهناك رغبة في اتخاذ بعض التدابير في سوريا لها علاقة بأمن اسرائيل». وقال بوتين «اود ان اؤكد ان روسيا مهتمة بهذا التطور وستتصرف وفقا لذلك» من دون ان يوضح اي من المسؤولين ما ستكون عليه الخطوات المقبلة.

واشار فوتيل الى ان اي تعاون مع الجيش الروسي في سوريا سيستلزم موافقة الكونجرس او تنازلا خاصا، واقر الكونجرس قانونا يحظر التعاون بين الجيشين بعد ان ضمت موسكو شبه جزيرة القرم في 2014.

وقال فوتيل «ان قانون إقرار الدفاع الوطني يمنعنا من التعاون والتنسيق مع القوات الروسية»، وأضاف ان المهمة الأمريكية في سوريا حاليا واضحة وهي الحاق الهزيمة بتنظيم داعش.

واورد فوتيل «لن أتكهن حول أمور أخرى نقوم بها خارج القيادة المركزية هنا، لكن بالنسبة الينا المهمة لم تتغير».