العرب والعالم

زعيم «أنصار الله» يؤكد استعداده وقف إطلاق الصواريخ مقابل وقف الغارات

18 يوليو 2018
18 يوليو 2018

سقوط 3 مدنيين بجنوب اليمن واعتراض صاروخ بالستي -

صنعاء- -عمان - جمال مجاهد (أ ف ب ) -

أعرب زعيم جماعة «أنصار الله» عبد الملك الحوثي عن استعداده لوقف إطلاق الصواريخ البالستية على السعودية، بشرط إيقاف الغارات الجوية على اليمن.

وقال الحوثي في مقابلة مع صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية نشرت نصّها أمس «وكالة الأنباء اليمنية» التابعة لجماعته، «نحن مستعدون لوقف القصف الصاروخي على السعودية والإمارات إذا أوقفتا القصف على بلدنا لأن موقفنا من الأساس هو الدفاع عن النفس».

وأكد أنه إذا تحقّق حل سياسي وتشكّلت حكومة شراكة، فستكون من مسؤوليتها جمع السلاح الثقيل والمتوسّط من جميع الأطراف، و«في ظل وضع يتأكد فيه وقف الاستهداف والحرب على شعبنا اليمني».

وفي معرض ردّه على سؤال حول الانسحاب من العاصمة صنعاء ومدينة الحديدة وتسليم السيطرة لحكومة يمنية مستقبلاً بمشاركة «أنصار الله»، أجاب الحوثي «الكلام عن انسحاب أهل اليمن من صنعاء أو الحديدة لصالح التحالف كما لو طلب أحد انسحاب الفرنسيين من باريس لصالح التحالف ألا يبدو ذلك غريباً وغير منطقي!؟ أما مسألة تشكيل حكومة يمنية ضمن حل سياسي على قاعدة الشراكة فهذا كان ممكناً من البداية بشهادة المبعوث الأممي السابق جمال بنعمر، والحرب على اليمن ليست من أجل ذلك بل هدفها الحقيقي السيطرة على اليمن أرضاً وإنساناً».

وحول الشروط والمقترحات الخاصة بوقف إطلاق النار والاتفاق على العودة إلى طاولة المفاوضات التي اقترحها مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث، أوضح الحوثي «المبادرة التي قدّمها إلينا وناقشها معنا المبعوث الأممي مارتن غريفيث تتعلّق بميناء الحديدة من حيث نقل الرقابة المباشرة إليه وكذا مسألة الإيرادات وتفاعلنا بإيجابية، وأيضاً نقل لنا مطالب التحالف التي يتفاعل معها نائبه كما يبدو وذكرنا له أن الذي يعنينا معه مبادرته وليس مطالب التحالف».

وأضاف «منذ أيام ولد الشيخ أحمد كمبعوث أممي آنذاك لم نمانع في دور رقابي ولوجستي للأمم المتحدة في الميناء بشرط وقف الحرب على الحديدة، ولم نمانع في جمع إيرادات الموانئ بما فيها ميناء الحديدة وإيرادات النفط والغاز في مأرب وشبوة وحضرموت وتخصيصها للمرتّبات بإشراف أممي على أن تصرف من صنعاء مرتّبات المناطق الحرّة التي لم يتمكن السعودي والإماراتي من احتلالها».

من جهة أخرى اعترضت المملكة العربية السعودية امس صاروخا بالستيا جديدا اطلق من مناطق يسيطر عليها أنصار الله في اليمن حيث تقود المملكة تحالفا عسكريا دعما للحكومة المعترف بها دولياً في مواجهة أنصار الله ، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء السعودية.

ونشرت الوكالة بيانا أصدره «تحالف دعم الشرعية في اليمن» أعلن فيه رصد قوات الدفاع الجوي التابعة له «إطلاق صاروخ بالستي من قبل أنصار الله من داخل الأراضي اليمنية من مدينة صعدة (شمال) باتجاه أراضي المملكة».

وأوضح البيان أن الصاروخ «كان باتجاه مدينة (نجران) وأطلق بطريقة مُتعمدة لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان، وقد تمكنت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي من اعتراضه وتدميره، ولم ينتج عن اعتراض الصاروخ أية إصابات».

وفي الأشهر الأخيرة صعّد أنصار الله وتيرة هجماتهم الصاروخية ضد المملكة، والصاروخ الذي أطلق أمس هو الثاني في أقل من أسبوع بعدما اطلق السبت صاروخا مماثلا باتجاه نجران أيضا.

ميدانيا أيضا قتل ثلاثة مدنيين وأصيب 9 آخرون في قصف أصاب مبنى في سوق مزدحم في مدينة تعز جنوب غرب اليمن ، حسب ما أفادت أمس منظمة «أطباء بلاد حدود» في تغريدة على حسابها في تويتر.

ولم تحدّد المنظمة الجهة المسؤولة عن القصف، لكن وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، المتحدثة باسم الحكومة المعترف بها دوليا، قالت إن انصار الله يقفون خلف عملية القصف التي وقعت الثلاثاء.

وتسيطر القوات الحكومية على الجزء الأكبر من مدينة تعز، في حين يسيطر انصار الله على مناطق عدة في محيطها.

ودعت «أطباء بلا حدود» إلى «حماية السكان المدنيين» في مدينة تعز من النزاع وتمكينهم من «الحصول على الرعاية الصحية دون عوائق». ويشهد اليمن منذ 2014 حربا بين انصار الله والقوات الحكومية تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس 2015 دعما للحكومة بعدما تمكن انصار الله من السيطرة على مناطق واسعة من البلاد بينها العاصمة صنعاء.

وقتل في اليمن، نحو عشرة آلاف شخص بينهم أكثر من 2200 طفل منذ تدخل التحالف العسكري.