1394043
1394043
الرياضية

الشانزيليزيه تعيش فرحة لقب المونديال في استقبال تاريخي للأبطال

17 يوليو 2018
17 يوليو 2018

(أ ف ب): يحتفل منتخب فرنسا المتوج بكأس العالم لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه بإحراز اللقب مع مئات الآلاف من مشجعيه بعد وصوله إلى جادة الشانزيليزيه في باريس، على أن يستقبله الرئيس مانويل ماكرون في الإليزيه.

واحتشد مئات الآلاف قبل ساعات في «أجمل جادة في العالم»، للترحيب بأبطال العالم، الذين استقلوا حافلة مكشوفة وشقوا طريقهم بين الحشود.

وحطت الطائرة التي تقل المنتخب الفرنسي في المطار الرئيسي قرب باريس قبيل الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي الفرنسي (18:00 ت ج).

وكان قائد المنتخب الحارس هوجو لوريس، وإلى جانبه المدرب ديدييه ديشان، أول الخارجين من الطائرة حيث قام برفع الكأس الذهبية الشهيرة قبل أن يتجه إلى السلالم ثم يعبر سجادة حمراء.

وتوجت فرنسا الأحد الماضي بطلة لكأس العالم للمرة الثانية في تاريخها بعد فوزها على كرواتيا 4-2 في المباراة النهائية في موسكو. وكان منتخب «الديوك» توج للمرة الأولى على أرضه عام 1998 حين تغلب في النهائي على البرازيل بثلاثية نظيفة.

وسينال لاعبو المنتخب الفرنسي وسام الشرف بسبب «الخدمات الاستثنائية» التي قدموها لفرنسا، كما حصل مع لاعبي المنتخب الفرنسي عقب تتويجه بكأس العالم للمرة الأولى عام 1998.

لكن قصر الإليزيه أكد أن تسليم هذه الأوسمة سيحصل بعد أشهر عدة.

ويستقبل الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون وزوجته بريجيت بعثة المنتخب في قصر الإليزيه بعد ظهر اليوم، حيث دعي نحو 3 آلاف شخص لحضور الحفل في حدائق المقر الرئاسي، منهم العديد من الشباب من أندية كرة القدم في العالم، ومنها بوندي حيث بدأ نجم المنتخب الحالي كيليان مبابي.

ويعود اللاعبون إلى بلادهم حاملين الكأس الذهبية التي يبلغ وزنها 6,175 كلج، منها 4,9 كلج من الذهب الخالص، في مشاهد تعيد التذكير باحتفالات زين الدين زيدان وزملائه بالكأس نفسها يوليو 1998.

وبعد الاحتفال تحت الأمطار الغزيرة لملعب لوجنيكي، درة تاج الملاعب الروسية الـ12 التي استضافت المونديال منذ 14 يونيو، يتوقع أن يكون الاحتفال الفرنسي تحت الشمس الساطعة للعاصمة الفرنسية التي غصت شوارعها، من الشانزيليزيه إلى شان-دو-مارس ومحيط قوس النصر، بعشرات الآلاف من الفرنسيين الذين رقصوا على إيقاع النصر.

وسيكون للاحتفال مع المشجعين طعم مختلف، بحسب ما أكد اللاعبون أنفسهم بعدما تمكنوا من رسم النجمة الثانية على قميصهم الأزرق.

وقال المدافع لوكاس هرنانديز بعد الفوز الأحد الماضي «ما زلنا لا ندرك ما حققناه، إنه أمر كبير جدا، عندما نصل إلى باريس، أعتقد أننا سندرك جميعا ما فعلناه، أريد الاحتفال مع كل الفرنسيين».

وأضاف «أتمنى شيئا واحدا فقط، هو الوصول إلى باريس ورؤية هؤلاء الناس في الشارع والصراخ «تحيا فرنسا»»، بينما اعتبر زميله كورنتان توليسو أن الفوز باللقب «كان حلما، حلم طفل، نحن فخورون جدا جدا، مثل كل الفرنسيين، الموجودين في جادة الشانزليزيه، في (مدينة) ليون في كل مكان، نتلهف لملاقاتهم من أجل الاحتفال، نحن أبطال العالم».

وعلى امتداد المدن الفرنسية، طغت الاحتفالات باللقب على كل ما عداها منذ إطلاق الحكم الارجنتيني نستور بيتانا صافرة النهاية، وتحقيق المنتخب الفرنسي فوزا كبيرا على كرواتيا الصغيرة التي كانت تمني النفس بتحقيق أول لقب في تاريخها، بعد بلوغها المباراة النهائية للمرة الأولى أيضا.

وغصت شوارع باريس والمدن الفرنسية الأخرى، اضافة الى المقاهي والحانات والشرفات، بالمحتفلين على وقع أبواق السيارات والمفرقعات النارية وترداد هتافات «لقد فزنا! لقد فزنا!»، و»(نحن) أبطال، أبطال العالم!». وكان أبرز المحتفلين في الشوارع، الجيل الفرنسي الشاب الذي لم يختبر فرحة مونديال 1998 بنفسه، ولم ير وجوه ديشان وزيدان وغيرهم ترسم على قوس النصر، وهو ما تكرر الأحد الماضي مع وجوه كيليان مبابي الذي اختير أفضل لاعب شاب في البطولة، وانطوان جريزمان وبول بوجبا وزملائهم.

وسيكون أمام الجيل فرصة الاحتفال بالتشكيلة الشابة للمنتخب، ومدربها ديشان الذي أصبح ثالث شخص فقط في تاريخ كرة القدم، يتمكن من إحراز لقب كأس العالم كلاعب (1998) ومدرب.

خيبة وفخر لكرواتيا

وقال ديشان «انه انجاز جميل جدا ورائع جدا. أنا سعيد حقا بهذه المجموعة، لأننا بدأنا من بعيد، ولم يكن الأمر سهلا دائما، ولكن بفضل العمل، والاستماع... ها هم هنا على قمة العالم لمدة أربع سنوات».

وكان أبرز المهنئين للمنتخب الرئيس ماكرون الذي لم يخف فرحته في المنصة الرسمية لملعب لوجنيكي، ونزل الى أرض الملعب برفقة نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والكرواتية كولينا جرابار-كيتاروفيتش لتسليم اللاعبين ميداليتهم. وغرد ماكرون بكلمة كافية ووافية عبر «تويتر»، «شكرا».

وصمد المنتخب الفرنسي في مباراة الأحد امام الضغط الهجومي للمنتخب الكرواتي المدجج بالمواهب، لاسيما قائده لوكا مودريتش الذي اختير أفضل لاعب في مونديال 2018، واعتمد كعادته على الهجمات المرتدة التي سجل منها هدفين في الشوط الاول قبل ان يضيف ثنائية في الثاني مستغلا الاندفاع الهجومي لكرواتيا.

وكانت نتيجة مباراة الأحد، الأكبر في نهائي لكأس العالم منذ مونديال انجلترا 1966، حين فاز المضيف على ألمانيا الغربية بالنتيجة نفسها.

وكان مواطنو كرواتيا البالغ عددهم نحو أربعة ملايين نسمة، يمنون النفس بالتتويج باللقب للمرة الأولى، والافادة من تواجد مواهب لافتة في تشكيلة المنتخب، يتقدمهم مودريتش وايفان راكيتيتش وماريو ماندزوكيتش. الا ان المنتخب الفرنسي الذي أقصى الكرواتي من نصف نهائي مونديال 1998 عندما كان الأخير يحقق أفضل انجاز له في كأس العالم (قبل 2018) وذلك في المشاركة الأولى له كممثل لدولة مستقلة، قضى على الأحلام الكرواتية، وان لم يمح بذلك فخر المشجعين الكرواتيين بلاعبيهم.

وأبدى المشجعون فخرهم بما حققه اللاعبون الذين عادون أمس الاول أيضا الى بلادهم. وقال المعلق التلفزيوني دراجو كوسيتش عبر قناة «اتش ار تي» الرسمية الأحد الماضي «يمكن لكرواتيا ان تكون فخورة، علينا ان نصفق لشباننا».

تحية الابطال

وحيث الصحف الفرنسية الابطال الذين «وحدوا البلاد». «أمس، اليوم وغدا (نأمل ذلك) نحن فخورون كوننا فرنسيين، من خلال هذا الفريق الذي يجمعنا ويمثلنا»، عبارة هلل بها دانيا ميراز في صحيفة «كورييه بيكار». اما في «ليبيراسيون»، فقد حيا لوران جوفران المدرب ديدييه ديشان «صاحب السياسة العظيمة في كرة القدم على المستطيل الاخضر وخارجه»، الذي «أعد (الفريق) جيدا، وقاده بحنكة، ومكن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم من الاحتفال، وخصوصا في يوم العيد الوطني الفرنسي في 14 ‏‏يوليو، بإطلاق الألعاب النارية بألوان العلم الفرنسي».