1392560
1392560
المنوعات

مهرجان أدنبرة الدولي للكتاب يستضيف الروائية العمانية جوخة الحارثية

15 يوليو 2018
15 يوليو 2018

أعربت عن سرورها بالمشاركة بين أكثر من ألف كاتب وكاتبة -

كتبت - بشاير السليمية -

يستضيف مهرجان أدنبرة الدولي للكتاب من الحادي عشر إلى السابع والعشرين من أغسطس القادم الكاتبة والروائية العمانية جوخة الحارثية بصفتها أول كاتب/‏‏‏‏‏كاتبة من عمان يستضيفها المهرجان في تاريخه.

وأتت الدعوة بمناسبة صدور رواية «سيدات القمر» عن دار نشر بريطانية بعنوان «Celestial Bodies» والتي عملت الدكتورة مارلين بوث على ترجمتها، وتعد «سيدات القمر» العمل الروائي الثاني لجوخة الحارثية والتي صدرت طبعتها الأولى عام 2010.

«سيدات القمر»، رواية تعج بالناس، بالأم، والأب، والبنات، والمحبوب، والعجوز، والمتدين، والقاضي، والمثقف، والتاجر، والمريض، والمهاجر، والفنان. تزدحم بعمانيي ذلك الزمان في كل صورة وشكل.

تتقدم الرواية في الزمن وتسير إلى الأمام ثم تعود لتروي تفاصيل متنوعة، عن الأحرار والعبيد، وزيجات البنات، والبحر المغيِّب كما في كثير من حكايات العمانيين، وعما يشغل نساء ذلك الزمان، والحب المخبوء، والاحتضار، والموت، وحكايا الجن، حلقات تتداخل وتتناسل، فكما تكاد تنغلق واحدة إلا لتبدأ أخرى، فصول قصيرة يصلح كل واحد منها أن يكون قصة قصيرة مستقلة، رغم أنها تشد بعضها بعضا، وتتفاعل في فضاء مكاني واحد «العوافي»، يتشابك أحيانا مع فضاء «مسكد».

وفي حديث خاص لـ($ الثقافي) مع جوخة الحارثية سألناها عما تمثله لها الدعوة في المهرجان كونها أول كاتب/‏‏‏‏‏كاتبة من عمان يستضيفه المهرجان قالت: «كنت دوما مغرمة بحضور فعاليات مهرجان أدنبرة للكتاب، ولطالما لفت انتباهي الشغف الذي يتعامل به الناس مع الأدب، حين يصطفون طوابير طويلة ليدخلوا جلسة أدبية يناقشون فيها كاتبا أو كاتبة، هذه الطوابير منظر مألوف في المهرجان على الرغم من أن الجلسات تعد بالمئات وليست مجانية، فمع هذه الجدية والاحترام للكتابة تشكل الدعوة سعادة لي لانضمامي إلى أكثر من ألف كاتب وكاتبة عبر العالم يصنعون هذا الحدث».

وعن أهمية أن يكون السارد العماني في مواجهة القراء الغربيين قالت الحارثية: «حين يكون الكتاب العماني مترجما ومنشورا في الغرب فإنه يتيح الفرصة لصوت السارد العماني أن يسمع لمدى أوسع بطبيعة الحال، وهذا التفاعل مهم لأنه يفتح الآفاق لتلقٍ أكثر فهما للأدب العماني، ويؤشر لحضور الكاتب العماني في المشهد العالمي للأدب».

وعن تجربة ترجمة كتاب لها، لا سيما رواية غنية بمفردات محلية كـ«سيدات القمر» قالت جوخة الحارثية: «ترجمة سيدات القمر كانت تجربة غنية بالنسبة لي، لا سيما أن المترجمة أستاذة للأدب العربي في جامعة أكسفورد وهي الدكتورة مارلين بوث، لقد قامت بعمل رائع لنقل روح الرواية وأجوائها المغرقة في المحلية إلى اللغة الإنجليزية، وقد أثمرت النقاشات الكثيرة بيننا إلى الوصول إلى صيغة نرتضيها معا، أتذكر مثلا أني أرسلت لها صورًا للمندوس والروزنة ..الخ، ولكن الحصول على ناشر يرغب في نشر رواية من عمان وليس من منطقة حروب في الشرق الأوسط كان تحديا آخر، وحتى بعد الاتفاق -عن طريق وكيلي الأدبي في مؤسسة ويلي- على نشر الرواية في «ساندستون برس» كان عليّ مراجعة الرواية مرات عدة بسبب عمليات التدقيق والتحرير لديهم».

أما علاقتها الخاصة بمدينة أدنبرة وصفتها لنا بقولها: «أدنبرة هي المدينة الأولى للأدب في العالم حسب اليونيسيف، جزء من هذا يعود لنجاح مهرجانها للكتاب، وبالنسبة لي فهي متاحف العلوم وبيوت الكتاب وجاليريات الفن والمسارح والمعمار المدهش والجامعة العريقة والصداقات الحميمة».

وحسب ما جاء في موقع المهرجان على الإنترنت، فإن مهرجان أدنبرة الدولي للكتاب يقام في قرية بقلب أدنبرة، يجتمع فيها القراء والكتاب معا، حيث يستضيف المهرجان ما يقارب 1000 مؤلف في أكثر من 900 حدث للكبار والأطفال كل عام، بما في ذلك الروائيون والشعراء، والعلماء والفلاسفة والرياضيون، والرسامون والمبدعون، والمؤرخون والموسيقيون، وكتّاب السير الذاتية والبيئيون والاقتصاديون، وحائزو جوائز نوبل وبوكر.

والجدير بالذكر أن جوخة الحارثية روائية وكاتبة وأكاديمية عمانية من مواليد 1978م، تعلمت في عمان والمملكة المتحدة، وحصلت على درجة الدكتوراه في الأدب العربي الكلاسيكي من جامعة أدنبرة، لها مجموعتان قصصيتان «صبي على السطح»، و(مقاطع من سيرة لبنى إذ آن الرحيل)، وكتاب حوى نصوصا أسمته «في مديح الحب»، وثلاث روايات «منامات»، و«سيدات القمر»، و(نارنجة) والتي حصلت من خلالها جوخة الحارثية على جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب عام 2016، كما رُشحت روايتها «سيدات القمر» لجائزة زايد عام 2011، كما جمعت وحققت ديوان أبي الحكيم الشيخ أحمد بن عبدالله الحارثي، وعن أدب الطفل صدرت لها قصة «السحابة تتمنى» عن دار مسعى للنشر والتوزيع.