برنامج « صيفي مواطنة مسؤولة» وأهمية توسيعه

إذا كانت فترة الإجازة الصيفية ، لأبنائنا وبناتنا في كل مراحل التعليم ، تتيح لهم فترة للراحة والتغيير والاستعداد أيضا للعام الدراسي الجديد ، فإنها تتيح في الوقت ذاته فرصة مهمة لأنشطة طلابية مفيدة ، ليس فقط للطلاب ، ولكن للمجتمع وللوطن ككل ، من منطلق ان أبناءنا وبناتنا ، وإن كانوا على مقاعد الدراسة الآن ، فإنهم قوة الوطن وبناة التنمية والرخاء بعد تخرجهم ونيلهم شرف الانضمام الى الأجيال التي سبقتهم في العمل لبناء حياة افضل لهم وللوطن ككل . ولذا فإن الاستفادة من فترة الإجازة الصيفية لصقل وعي ومهارات أبنائنا وبناتنا وتنمية اهتماماتهم وربطهم بالمجتمع المحلي وخدمته ، وتنمية قيم المواطنة لديهم ، تظل على جانب كبير من الأهمية ، ومسؤولية أيضا تشارك في تحملها جهات عدة ، منها وزارتا التربية والتعليم ، والتعليم العالي ، والمجالس المحلية في المحافظات ، ومختلف الجهات المعنية وذات الصلة ، بما في ذلك وزارات الإعلام ، والتراث والثقافة ، والأوقاف والشؤون الدينية ، وكذلك شرطة عمان السلطانية وغيرها.

وامس الأحد انطلقت فعاليات البرنامج الصيفي لطلبة المدارس 2018 ، وهو البرنامج الذي يشارك فيه مجموعات من طلاب المدارس - بنين وبنات- من الصفوف 6 - 11 ، على مستوى السلطنة ، ويتم تنفيذه في كل محافظة ، وفقا لبرامج يتم إعدادها بواسطة مديريات التربية والتعليم في المحافظات ، وبالتنسيق مع اللجنة الرئيسية لتنظيم وإدارة البرنامج الصيفي لطلبة المدارس بوزارة التربية والتعليم ، وهذا العام هو العام التاسع لهذا البرنامج الذي يتم تنفيذه سنويا .

وفي ظل الإدراك العميق لأهمية مثل هذه البرامج الصيفية ، بالنسبة للطلاب ، سواء في مرحلة التعليم العام ، أو في مرحلة التعليم العالي أيضا ، نظرا لأن مثل هذه البرامج الجماعية تترك آثارا مفيدة وتستمر لوقت طويل في فكر ووعي أبنائنا وبناتنا ، وفي تجربة صقل المهارات والاقتراب من العمل التطوعي والمشاركة في أعمال جماعية لخدمة البيئة ، والنهوض بالمجتمع المحلي ، فإن مما له دلالة طيبة ، ان تنطلق فعاليات البرنامج الصيفي لطلبة المدارس 2018 تحت شعار « صيفي مواطنة مسؤولة « وهو شعار على جانب كبير من الأهمية والمعنى والدلالة كذلك ، خاصة وان بناء الأبناء والبنات في هذه المرحلة العمرية هو أمر بالغ الأهمية ، خاصة على صعيد تنمية وتقوية قيم المواطنة والعمل التطوعي وخدمة المجتمع ، وممارسة ذلك عمليا خلال مثل تلك البرامج .

وفي هذا الإطار فإنه إذا كان يشارك في هذا البرنامج ، الذي بدأ امس ويستمر حتى 26 من الشهر الجاري ، نحو 3100 طالب وطالبة يستضيفهم 44 مركزا صيفيا على مستوى السلطنة ، ويمارسون أنشطة ثقافية وعلمية ورياضية لبناء وتنمية الشخصية الإيجابية للأبناء ، فإنه من الأهمية بمكان ، أن يتم التوسع في مثل هذا البرنامج ، والتفكير في برامج مناظرة لطلاب الجامعات ، والعمل على استيعاب أعداد اكبر منهم في أفواج متتابعة ، لا تستمر لمدة 12 يوما فقط ، بل تستمر لعدة أسابيع ، يتم خلالها استفادة عدة آلاف من أبنائنا وبناتنا في مختلف المحافظات من هذه البرامج التي تفيدهم وتشغل فراغهم ، وتفيد المجتمع أيضا ، ولعل العام القادم تكون هناك فرصة لاستيعاب ليس 3100 طالب وطالبة فقط ، بل عشرة آلاف على الأقل ، ومثلهم أو اكثر منهم في فعاليات مناظرة ومناسبة بالطبع بالنسبة لطلاب الجامعات والإعداد لذلك منذ الآن من جانب مختلف الجهات المعنية .