العرب والعالم

نواز شريف يطعن على عقوبة السجن - حداد في باكستان بعد اعتداء استهدف تجمعا انتخابيا وأوقع 128 قتيلا

14 يوليو 2018
14 يوليو 2018

إسلام آباد - ماستونج (باكستان) - (د ب أ): سادت حالة من الصدمة في باكستان أمس غداة اعتداء انتحاري دموي استهدف تجمعا انتخابيا وأوقع 128 قتيلا في بلوشستان تزامنا مع توقيف رئيس الوزراء السابق نواز شريف بتهمة الفساد، ما ألقى بثقله على حملة الانتخابات التشريعية المقررة في 25 يوليو الجاري والتي يشوبها توتر شديد أساسا.

وعنونت صحيفة «اكسبرس تريبيون» أمس على صفحتها الأولى «مذبحة في ماستونج» فيما عنونت صحيفة «ذي نيوز» «مجزرة».

وبدأ أقرباء ضحايا الاعتداء، الأكثر دموية في باكستان منذ الهجوم على مدرسة في بيشاور الذي أوقع أكثر من 150 قتيلا في ديسمبر 2014، أمس تشييع الضحايا في مدينة ماستونغ الواقعة على بعد أربعين كلم من كويتا عاصمة إقليم بلوشستان في جنوب غرب البلاد.

وأعلن ناصر الملك رئيس حكومة تصريف الأعمال التي تتولى التحضير للانتخابات، حدادا في باكستان اليوم.

والاعتداء الذي تبناه تنظيم داعش هو الثالث الذي يستهدف تجمعا انتخابيا خلال أسبوع في باكستان.

وأوقعت أعمال العنف هذه 150 قتيلا في خلال أربعة أيام بينهم مرشحان للانتخابات.

وتعيد هذه الأحداث إلى الأذهان شبح عدم الاستقرار وتجدد العنف في بلاد شهدت تحسنا في الوضع الأمني في السنوات الماضية وفيما كانت الحملة الانتخابية بمنأى حتى الآن من أعمال العنف مقارنة مع حملة 2013.

وإثر هذه الاعتداءات ارتفعت أصوات أمس لتذكير القوات المسلحة بواجباتها الأساسية.

وكتب المحلل مشرف زيدي على تويتر «على المؤسسة الأمنية التركيز على الأمن لا السياسة، وهذا الأمر جلي اليوم أكثر من أي وقت مضى». ويشتبه عادة بأن الجيش يتدخل ضمنيا في الحياة السياسية الباكستانية وهو ما ينفيه.

واعتبر بيلاوال بوتو زرداري زعيم حزب الشعب الباكستاني، أحد أبرز الأحزاب المتنافسة في الانتخابات، أن الاعتداءات «تثبت أن العمل المطلوب لم ينفذ» مضيفا إن «هذه الأحداث ستتواصل طالما لم يتم القضاء على الإرهاب».

ورأى المحلل رحيم الله يوسفزاي أن البلاد «تشهد موجة جديدة من الإرهاب» يمكن أن تتواصل حتى موعد الانتخابات وما بعده.

وقال إن هذه الاعتداءات «تم التخطيط لها بشكل جيد وحتى منسقة بين مختلف المجموعات المتمردة». وأكد أن الجيش يواجه «انتقادات بالتركيز على السياسة».

ودعت صحيفة دون (فجر) الناطقة بالإنجليزية السلطات إلى «أن لا تعزز الأمن فحسب بل تحرك جهاز الاستخبارات بكامله للقيام بالمهمة التي يتعين عليه أساسا الاضطلاع بها، أي منع وقوع هجمات».

من جهته حذر الناطق باسم الجيش الجنرال آصف غفور على تويتر من أن «محاولات القوات المعادية لإخراج الأنشطة الديموقراطية المهمة عن مسارها، لن تنجح».

«توتر شديد»

في بلوشستان، وضعت المستشفيات في حالة «طوارئ» بعدما استقبلت بالأمس 150 جريحا، إصابات كثير منهم بالغة، كما أعلن وزير داخلية إقليم بلوشستان آغا غمر بونغالزاي.

وأضاف مساعد الوزير حيدر شاكو إنه تم نشر عناصر أمن إضافية في «مناطق حساسة» ودعا السياسيين إلى «التيقظ».

ومن بين القتلى سراج ريساني، الذي كان مرشحا لمقعد في الولاية عن الحزب الجديد «عوامي بلوشستان». وعلق الحزب الفعاليات المرتبطة بالحملة الانتخابية أمس ودعا أنصاره للحداد ثلاثة أيام.

وقال مساعد ريساني، شمس منغال إن الانتحاري «كان موجودا في الصف الأمامي» مضيفا «وقف وفجر نفسه ما إن بدأ ريساني خطابه».

وأشار شهود إلى مشاهد «مرعبة» بعد الانفجار.

فقد تم نقل القتلى والجرحى إلى حد كبير في الظلام نظرا لانقطاع الكهرباء بحسب مراسل وكالة فرانس برس في المكان.

وبلوشستان هو أفقر إقليم في باكستان وأكثر الأقاليم انعداما للاستقرار.

في غضون ذلك ذكر الفريق القانوني لرئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف أنه سيطعن في عقوبة بالسجن عشر سنوات صدرت ضده وسيسعى للإفراج عنه بكفالة الأسبوع المقبل.

وقال أمجد برفيز، أحد أعضاء الفريق القانوني لشريف لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) «سنقدم استئنافا وسنسعى للإفراج عنه بكفالة يوم الاثنين(غدا)».

ومنذ عودة نواز شريف وابنته مريم نواز إلى باكستان من لندن أمس الأول يحتجز شريف، الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات وابنته في سجن شديد الحراسة في مدينة روالبندي، حيث يمكن أن يواجه المحاكمة في قضيتي فساد أخريين.

وقال المشرع والمتحدث باسم حزب «الرابطة الإسلامية-جناح نواز» مشاهد الله خان لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) «إنهما يريدان أن تبقى إجراءات المحاكمة بعيدة عن أعين وسائل الإعلام».

شريف ليس «إرهابيا»

وأضاف خان أن شريف ليس «إرهابيا» وأن المحاكمة لا يتعين أن تقام في السجن.

يتعين أن يكون الناس على علم بالإجراءات، على الرغم من أننا لا نتوقع عدالة».

وحكم على شريف وابنته بالسجن 10 سنوات وثماني سنوات على التوالي من قبل محكمة محاربة الفساد الأسبوع الماضي بتهم تتعلق بالفساد تتعلق بالمعلومات الواردة في تسريبات أوراق بنما في عام 2016.

ووصل شريف أمس الأول إلى باكستان، قادما من لندن لمواجهة السجن فيما اشتبك أنصاره مع قوات الأمن.

وقد عزز القرار، الصادر قبل أسابيع من الانتخابات الوطنية، الشكوك التي أثارها الكثيرون بأن الجيش الباكستاني القوي تواطأ مع السلطة القضائية لمنع حزب شريف من السعي لولاية أخرى.

واحتشد عشرات الآلاف من أنصار شريف في لاهور في محاولة للوصول إلى المطار للترحيب بزعيمهم، لكن القليل منهم فقط تمكن من ذلك، بسبب الانتشار المكثف لقوات الأمن.