1390176
1390176
الاسبوع السياسي

أقـدم الصــراعات الإفـريقية «انتهـت»!

13 يوليو 2018
13 يوليو 2018

إعداد وتحرير: عبد الوهاب الهنائي -

بعد عقدين من الصراع الإريتري الإثيوبي، أعلن الجانبان إنهاء حالة الحرب بينها، في اتفاق سلام تاريخي، وقع في أسمره، بحضور الرئيس الإريتري إسياس أفورقي ورئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد، وأعلن الطرفان في بيان مشترك، عن انتهاء الحرب القائمة بين البلدين وبداية عصر جديد من السلام والصداقة.

والنزاع بين الجارين الإفريقيين، له جذور تاريخية وممتد حتى قبل الإعلان عن استقلال إريتريا عن إثيوبيا في عام 1993، ففي فترة الاستعمار الإيطالي للمنطقة، في العام 1896، تم توقيع معاهدة أديس أبابا التي رسمت الحدود بين البلدين، وجعلت إريتريا كيانا سياسيا مستقلا، إلا أن هذا الاتفاق لم يتم تنفيذه آنذاك.

ثم خضعت إريتريا للحكم البريطاني عام 1942، لتصبح محمية بريطانية حتى العام 1951، أما إثيوبيا فقد استطاعت استعادت مناطقها المستعمرة من إيطاليا.

وفي عام 1952 أعلنت الأمم المتحدة، عن قيام الاتحاد الإثيوبي الإريتري الفيدرالي، بعد توصية من إيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة، وهو ما لاقى غضبا ورفضا إريتريا، حيث كانوا يطمحون للاستقلال الكامل عن إثيوبيا.

وفي عام 1962، قرر الإمبراطور الأثيوبي هايلي سلاسي، وبشكل أحادي، إلغاء النظام الفدرالي بين البلدين، وضم إريتريا قسرا إلى إثيوبيا، وهو ما أشعل ثورة مسلحة في إريتريا والتي استمرت لثلاثة عقود، حتى استطاع الثوار بقيادة أسياسي أفورقي من دخول العاصمة أسمره وتحرير كامل الأراضي الإريترية من القوات الأثيوبية في 24 مايو 1991.

وفي أبريل 1993، اختار الإريتريون الاستقلال بعد تنتظم استفتاء شعبي، وتم انتخب إسياس أفورقي رئيسًا، واعترفت إثيوبيا سريعا، بسيادة واستقلال جارتها، إلا أن الخلافات على ترسيم الحدود، أدت إلى إشعال الصراع بين الجانبين مرة أخرى، في 6 مايو 1998.

وخلفت الحرب قرابة 100 ألف قتيل، وآلاف الجرحى، وضخ البلدين ملايين الدولارات للإنفاق العسكري خلال فترة الحرب، والتي انتهت بتوقيع اتفاق الجزائر في 18 يونيو 2000، الذي نص على وقف الأعمال القتالية وإحالة النزاع إلى التحكيم الدولي.

إلا أن إثيوبيا، رفضت في ما بعد الحكم الصادر من اللجنة الدولية لترسيم الحدود بين البلدين، ونشرت الآلاف من جنودها على الحدود، فيما طالبت إريتريا بتنفيذ قرار اللجنة، وهو ما استمر حتى التاسع من يوليو 2018، حيث تعانقت أسمره وأديس أبابا وأعلنتا انتهاء الحرب بينهما.

وبعد انتهاء أقدم الصراعات الإفريقية المسلحة، قد تكون الطريق ممهدة أكثر من أي وقت مضى، لبداية حقبة جديدة في القارة السمراء، وإنهاء صراعات إفريقية أخرى.