العرب والعالم

يمنيون يواجهون مشاعر عداء في كوريا الجنوبية

11 يوليو 2018
11 يوليو 2018

جيجو - (كوريا الجنوبية) - (أ ف ب): يعيش مجتمع كوريا الجنوبية غير المعتاد على الاختلاط موجة غير مسبوقة من العداء للأجانب منذ وصول بضع مئات من طالبي اللجوء اليمنيين، وعندما وصل نحو 550 شخصا فقط من اليمن الذي تدمره الحرب خلال بضعة اشهر إلى كوريا الجنوبية، كانت ردود الفعل غاضبة.

وأحد اكثر التعليقات انتشارا على الإنترنت كان «هل أصيبت الحكومة بالجنون؟ هؤلاء مسلمون سيغتصبون بناتنا». وحظي التعليق بآلاف الإشادات على «نيفر» اكبر بوابات الإنترنت في كوريا الجنوبية.

وتظاهر المئات في سيول الشهر الماضي داعين السلطات إلى «طرد المهاجرين المزيفين»، فيما وقع قرابة 700 ألف شخص عريضة على الموقع الإلكتروني للرئاسة تدعو لتشديد قوانين هي في الأساس من اشد قوانين اللجوء في العالم.

وجاء في العريضة «قد تكون أوروبا ارتكبت خطأ تاريخيا مع دول هي مستعمرات سابقة، غير أن ليس لدى كوريا الجنوبية مثل ذلك الواجب الأخلاقي». والكوريون الجنوبيون غير معتادين على وجود مهاجرين في مجتمعهم إذ أن 4% فقط من السكان أجانب، غالبيتهم من الصين وجنوب شرق آسيا. والتمييز ضدهم منتشر على نطاق واسع. وكثيرون يتعرضون للسخرية علنا في وسائل النقل وينعتون بـ«الوسخين» و«كريهي الرائحة» ويمنعون من الدخول إلى مطاعم أنيقة.

وأظهر استطلاع حكومي عام 2015 أن 32% من الكوريين الجنوبيين لا يريدون أجنبيا جارا لهم، ما يتجاوز بكثير نسبة 14% في الولايات المتحدة و12,2 في الصين. واستفاد اليمنيون من أماكن الوصول إلى جزيرة جيجو السياحية بدون تأشيرة دخول. وهذا المكان المقصود منه تعزيز السياحة، تم إغلاقه بوجه يمنيين آخرين في مواجهة الغضب. واظهر استطلاع للرأي اجري مؤخرا أن نحو نصف الكوريين الجنوبيين يعارضون قبول طالبي لجوء يمنيين، مقابل 39% من المؤيدين و12% لم يحسموا رأيهم. والطالبة بارك سيو-يونغ البالغة من العمر 20 عاما من دايجيون، من المعارضين. وقالت لوكالة فرانس برس أخشى أن تصبح الجزيرة اكثر خطرا وان ترتفع نسبة الجرائم». وأضافت طالبة أخرى هي هان اوي-مي «لماذا يعبرون كل هذه المسافة وصولا إلى كوريا فيما هناك عدة دول مجاورة». ويقيم نحو 40 من طالبي اللجوء في فندق بسيط في مدينة جيجو.

ويعيش كل أربعة منهم في غرفة واحدة لتوفير المال. ويتناوبون على إعداد الوجبات اليمنية التقليدية في مطبخ مشترك في الطابق السفلي. واستضافت أسرة محلية، محمد سالم دهيش وزوجته وطفلهما البالغ 8 أشهر. كان دهيش يعمل في مطار صنعاء الدولي وفر بعد أن قام مسلحون بنسف قاعدة جوية مجاورة. وقال لوكالة فرانس برس «كانت الجثث في كل مكان مع معارك وإطلاق نار وقنابل». وتمكن دهيش من التوجه إلى ماليزيا حيث عمل لثلاث سنوات بشكل غير قانوني. والرجل البالغ من العمر 33 عاما كان يأمل في الأساس في الوصول إلى الولايات المتحدة حيث لديه العديد من الأقارب. لكنه عدل عن الفكرة عندما أصبح ترامب المعادي للهجرة، رئيسا. وبدلا من ذلك قرر التوجه إلى كوريا الجنوبية. وقال دهيش انه تعرف إلى البلد من المسلسلات التلفزيونية الكورية التي تبث في أنحاء آسيا مضيفا «نريد أن تقبلنا الحكومة الكورية والشعب الكوري وأن تتم معاملتنا كأشخاص بحاجة للمساعدة».

والعديد من الوافدين الآخرين إلى جيجو أمضوا سنوات في ماليزيا، ما يثير تساؤلات حول ما إذا سنحت لهم الفرصة لطلب اللجوء.

وكتبت صحيفة (كيونغهينغ) اليسارية أن طريقة معاملة أشخاص مثل محمد ستكون اختبارا رئيسيا لحقوق الإنسان في كوريا الجنوبية. ويعتقد أن ملايين الأشخاص فروا من شبه الجزيرة الكورية خلال الحكم الاستعماري الياباني لها بين 1910 و1945 وأثناء الحرب الكورية في 1950-1953.

وقالت الصحيفة «جميع الأحداث الأليمة في تاريخنا الحديث أجبرت عددا هائلا من الأشخاص على مغادرة البلاد رغما عن إرادتهم والاعتماد على النوايا الحسنة لآخرين في دول أخرى». وأضافت «أن احتضان هؤلاء اللاجئين فرصة لنا لتسديد ديننا للأسرة الدولية».