tahira
tahira
أعمدة

نبـض الــدار : البحث العلمي والحرارة !

09 يوليو 2018
09 يوليو 2018

د. طاهرة اللواتية -

[email protected] -

نقرأ كثيرا عن الأبحاث العلمية التي يقوم بها الباحثون العمانيون تحت مظلة مجلس البحث العلمي وعمادة البحث العلمي بجامعة السلطان قابوس، وهو جهد جيد وجميل.

عندما تجتاحنا الحرارة الشديدة كل عام ، وتبدأ بنفث هباتها الحارة مع شهر مايو ، ولا تغادرنا إلا مع أواسط نوفمبر من كل عام ، نشعر بأننا بحاجة إلى بحوث علمية في هذا المجال ، بحوث علمية لأدوات وملابس وآليات وأجهزة خفيفة متحركة تخفف الحرارة عنا عندما نغادر منازلنا ومكاتبنا ، وتخفف الحرارة عن العاملين تحت الشمس لساعات طويلة. لا أعتقد أن القريحة البشرية يمكن أن تتوقف عن الابتكار، فالحاجة أم الاختراع ، والتطور في المجال النانوي يرفد الباحثين للعمل على تطوير ملابس ومعدات وأجهزة خفيفة محمولة تخفف الحرارة وضربات الشمس القوية . ولا أعتقد أنه من اللائق أن ننتظر من يخترع لنا هذه الابتكارات،  كما ابتكر غيرنا لنا المكيفات والثلاجات. وأظن أننا مع البنية التحتية القوية للبحث العلمي في بلدنا نستطيع أن نكون نحن المخترعين للتخفيف من آثار الحرارة ليس على الإنسان فقط، وإنما الحيوانات في المراعي، والنباتات في المزارع ، وكذاك الأبنية والجمادات التي تهترئ سريعا بفعل الحرارة الشديدة نهارا والرطوبة الكبيرة ليلا. فكل شيء يذوب ويهترئ بفعل قوة الحرارة.

ربما لا نطمح بأن تكيف المدن كاملة أثناء الصيف ، لكن استثمار التقنية في ملابس وأدوات وأجهزة محمولة وخفيفة ورخيصة السعر وسهلة الصيانة تخفف الحرارة اللاهبة لهو أمر جميل. توجد في البلاد الباردة صناعة ألبسة وأحذية وأدوات تتناسب مع انخفاض درجات الحرارة ، فهناك ما يتناسب مع الحرارة بين صفر إلى عشر درجات ، وهناك ما يتناسب مع ما بين سالب عشرة إلى الصفر، وهناك ما يتناسب مع ما بين سالب عشرين إلى سالب عشرة وهكذا ...

إنها دعوة لتخصيص مرصد لبحوث الأدوات والألبسة والأجهزة المحمولة التي تخفف الحرارة ، وهي لن تفيدنا نحن فقط وإنما جميع سكان الجزيرة العربية والدول العربية ، وإذا تم تصنيعها فستكون مصدر دخل عظيم لأصحابها.