صحافة

غـاز «نوفـوتشـوك» يعـود مجـددا

09 يوليو 2018
09 يوليو 2018

تحت عنوان «موسكو تستخدم بريطانيا كمكان لاغراق اراضيها بالسموم» نشرت صحيفة «الجارديان» تقريرا قالت فيه إن وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد، اعلن أن بلاده ستتشاور مع حلفائها بشأن رد محتمل على روسيا، على خلفية الحادث الأخير لتسمم شخصين بغاز الأعصاب الذي استخدم في حادثة سكريبال، مؤكدا أن موسكو عليها تقديم تفسير لما حدث.

وذكرت الصحيفة أن الوزير جاويد أطلع النواب في مجلس العموم البريطاني على المستجدات في القضية، عقب ترأسه اجتماعا أمنيا طارئا للحكومة لبحث الحادث، مؤكدا على أن الشخصين الذين يعالجان في المستشفى يبدو أنهما تعرضا لغاز (نوفوتشوك) السام في موقع آخر غير موقع حادث تسميم ضابط المخابرات الروسي السابق سيرجى سكريبال وابنته يوليا في مارس الماضي، وبعيدا عن المواقع التي كانت جزءا من عملية التطهير والتعقيم التي أعقبت الحادث.

وحث جاويد روسيا على توضيح الكيفية التي تعرض بها الزوجان للغاز قبل أن يفقدا الوعي، مشيرا إلى أن حادثة سكريبال -التي اتهمت بريطانيا روسيا بالوقوف خلفها- أثارت رد فعل دولي عنيفا تضمن طرد دبلوماسيين روس، وكما حدث في السابق ستتشاور الحكومة البريطانية مع شركائها وحلفائها الدوليين عقب هذه التطورات الأخيرة.

ومساء الأحد توفيت دون سترجيس (الزوجة)، في المستشفى الذي نقلت إليه، بعد إصابتها بأعراض مرضية حادة في 30 يونيو الماضي نتيجة التعرض لغاز الأعصاب (نوفيتشوك) في مقاطعة ويلتشير غرب إنجلترا. وعلى الفور شرعت الشرطة في إجراء تحقيق وفحص الطب الجنائي على جثة المرأة، مع إبلاغ عائلتها. وقالت رئيسة الوزراء تريزا ماي انها صُدمت بموت سترجيس.

ونشرت صحيفة «آي» تقريرا بعنوان «سباق لمعرفة مصدر غاز نوفوتشوك» أشارت فيه إلى أن أكثر من مائة ضابط شرطة يعلمون جاهدين للعثور على مصدر غاز الأعصاب «نوفوتشوك»، وان وزير الداخلية ساجد جاويد اتهم روسيا باستخدام المملكة المتحدة على انها «أرض لإغراق السموم فيها»، فيما نفت السلطات الروسية تورطها.

وتحت عنوان «النوفوتشوك على أعقاب السجائر» نشرت صحيفة «مترو» تقريرا على صفحتها الأولى قالت فيه: إن الزوجان البريطانيان اللذان تعرضا للتسمم بالغاز الكيميائي «نوفوتشوك» ربما تعرضا له من خلال النفخ في أعقاب السجائر، حيث إن الضحيتين، دون ستورجيس وتشارلي رولي، كانا معروفا عنهما التقاط أعقاب السجائر من الأرض واستخدامها.

وأشارت الصحيفة إلى بيان الشرطة الذي جاء فيه: «بعد اختبارات إضافية على عينات من المريضين، نعلم الآن أنهما تعرضا لغاز الأعصاب بعد أن تعاملا مع شيء ملوث»، وأضافت: «المحققون يعملون بأقصى سرعة ودقة ممكنة للتعرف على مصدر التلوث». وصرح متحدث باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماى للصحفيين إن «بريطانيا أبلغت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بواقعة التسمم الأخيرة التي حدثت في انجلترا وشملت التعرض لغاز الأعصاب نوفيتشوك»، وأضاف «أبلغنا منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بما يتعلق بالظروف الحالية». وقالت افتتاحية صحيفة «ديلي تلجراف» بعنوان «بريطانيا في مواجهة روسيا»: إن الاستخدام المتهور المثير للغضب لغاز الأعصاب لشن محاولة اغتيال على أراض بريطانية كان أمرا سيئا عندما كان قاصرا على جاسوس روسي سابق وابنته. ولكن غاز نوفيتشوك، الذي يرجع للحقبة السوفييتية، عاد للظهور في ويلتشر في إنجلترا مرة أخرى ليتسبب في تسمم شخصين آخرين. واعتبرت الصحيفة هذا الحادث بأنه لم يعد محاولة اغتيال بل اصبح تهديدا للأمن العام. وأن هناك الكثير من الأسئلة عن القضية، فإذا كان قد تم التخلص بصورة تامة من التلوث الناجم عن حادث تسمم الجاسوس السابق وابنته، ما مصدر التلوث الذي تسبب في تسمم جديد في ويلتشر؟

وتقول الصحيفة إن ذلك يشير إلى أن بعض المناطق الأخرى في بريطانيا قد تكون تأثرت بالتلوث بغاز الأعصاب، وتضيف إنه سيكون أمرا مطمئنا إذا تخلت السلطات عن السرية البالغة التي تحيط بها قضية الجاسوس الروسي السابق وابنته.