1385572
1385572
العرب والعالم

بومبيو يؤكد إبقاء العقوبات على كوريا الشمالية حتى نزع السلاح النووي بالكامل

08 يوليو 2018
08 يوليو 2018

الرئيس الكوري الجنوبي يبدأ جولة آسيوية تشمل سنغافورة -

سول - طوكيو - (وكالات)-

أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أمس في طوكيو أنّ العقوبات المفروضة على بيونج يانج ستبقى سارية حتى إخلاء كوريا الشمالية من السلاح النووي بالكامل.

وقال بومبيو في مؤتمر صحفي إثر محادثات مع نظيريه الياباني والكوري الجنوبي إنّ العقوبات ستبقى سارية على كوريا الشمالية حتى «نزع السلاح النووي بالكامل وعلى نحو يُمكن التحقق منه بشكل تام».

وأضاف بومبيو الذي وصل إلى طوكيو بعد زيارة لبيونج يانج استمرت يومين أنه «بالرغم من أننا نرى التقدم الذي تحقق خلال هذه المحادثات مشجعا، فهو لا يمكن أن يبرر وحده تليين نظام العقوبات القائم».

وشدد بومبيو على أهمية مراقبة إتمام نزع السلاح النووي. وتجاهل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو اتهامات كوريا الشمالية له باتباع دبلوماسية «رجال العصابات» خلال المفاوضات في بيونج يانج، قائلا أمس إنه سيواصل محادثات نزع السلاح النووي بعد لقاء مع نظيريه من اليابان وكوريا الجنوبية.

وقال بومبيو في طوكيو إنه لا يزال هناك عمل كثير يتعين القيام به لكنه واثق من أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون سيلتزم بتعهده بالتخلي عن الأسلحة النووية الذي قطعه خلال قمة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سنغافورة الشهر الماضي.

وجاء اجتماع بومبيو مع وزير الخارجية الياباني تارو كونو ووزيرة الخارجية الكورية الجنوبية كانج كيونج-هوا بعد يومين من المحادثات في بيونجيانج انتهت أمس الأول.

وأضاف بومبيو في مؤتمر صحفي «عندما تحدثنا إليهم بشأن نزع السلاح النووي لم يقدموا ردا سلبيا... ينتظرنا طريق صعب وينطوي على تحديات ونعرف أن المنتقدين سيحاولون التقليل من العمل الذي أنجزناه».

وتحدث بومبيو بعدما قالت كوريا الشمالية في بيان نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية بعد مغادرة بومبيو لبيونجيانج إن المحادثات التي انعقدت على مدى يومين مع وزير الخارجية الأمريكي «وضعتنا هذه المرة في موقف خطير ربما تتزعزع فيه إرادتنا الثابتة من أجل نزع السلاح النووي بدلا من تعزيز الثقة بين جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية والولايات المتحدة».

وكان كيم قطع تعهدا في سنغافورة «بالعمل صوب نزع السلاح النووي» لكنه لم يقدم تفاصيل بشأن كيفية وموعد تفكيك برنامج كوريا الشمالية النووي. وقدم ترامب بدوره ضمانات أمنية لبيونج يانج وتعهد بوقف المناورات العسكرية الواسعة النطاق مع كوريا الجنوبية.

وتُذكر أحدث تصريحات لكوريا الشمالية، والتي جاءت بعد أن قال بومبيو إن المحادثات حققت تقدما، بالصعوبات التي واجهتها الإدارات الأمريكية السابقة في التفاوض مع بيونج يانج وتشير إلى أنها ربما ترفض أي عملية سريعة لنزع السلاح النووي. وأشارت نتائج مسربة توصلت إليها أجهزة المخابرات الأمريكية إلى أن كوريا الشمالية لا تعتزم التخلي عن برنامجها النووي بالكامل.

وتعهد ترامب بأنه لن يسمح لكوريا الشمالية بتهديد الولايات المتحدة بصواريخها الباليستية وأسلحتها النووية. وجاءت قمته مع كيم في سنغافورة بعد أشهر من تبادل التصريحات الحادة والتهديدات.

وقال بومبيو إنه لم يلتق بكيم في زيارته الأخيرة لبيونج يانج مثلما فعل في زيارتيه السابقتين لكوريا الشمالية. ويقول ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية، على تويتر إن خطر القيام بعمل عسكري قائم إذ أن ترامب قد يزعم الآن أنه أعطى الدبلوماسية فرصة لكن كيم خانه. وأضاف «لكن عقد قمة على عجل وطرح مطالب لكوريا الشمالية بنزع السلاح النووي في فترة قصيرة وإلا (ستواجه العواقب) ليس اختبارا جادا للدبلوماسية».

ووجه وزير الخارجية الياباني الشكر لبومبيو وقال إن الدول الحليفة الثلاث أكدت مجددا التزامها بإبقاء العقوبات على كوريا الشمالية لحين تخليها عن الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية على اختلاف مداها.

وقال كونو «أكدنا على تقديم ضمانات أمنية لكوريا الشمالية مثلما تم الاتفاق عليه في القمة. وفي ذات الوقت أكدنا مجددا على أن المجتمع الدولي سيواصل التطبيق الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة».

وأشاد رئيس الوزراء الياباني قبل ذلك بوزير الخارجية الأمريكي في مقر إقامته في طوكيو.

وقال لبومبيو «أود أن أشيد بالقيادة القوية التي أظهرتموها في التفاوض مع كوريا الشمالية... هذا يوضح حقا الرباط الوثيق لتحالف اليابان مع الولايات المتحدة».

وقالت وزيرة خارجية كوريا الجنوبية إن بلادها لا تعتقد بأن الولايات المتحدة خففت مطالبها من بيونج يانج.

وأضافت كانج «زيارة الوزير بومبيو لبيونج يانج هذه المرة مثلت الخطوة الأولى... نتوقع أن يلي ذلك المزيد من المفاوضات البنّاءة والمثمرة».

وقال بومبيو على تويتر بعد أن التقى بكونو إنه ذهب إلى طوكيو لمناقشة التحالف الأمريكي مع اليابان ومواصلة «الضغوط القصوى» على كوريا الشمالية وهو تعبير كانت إدارة ترامب قد تخلت عنه بعد قمة سنغافورة.

وقبل أن يغادر متوجها إلى بيونج يانج قال بومبيو إنه يسعى لاستكمال التفاصيل الخاصة بالتزامات كوريا الشمالية والحفاظ على القوة الدافعة من أجل تطبيق اتفاق سنغافورة بين ترامب وكيم.

وكان مسؤولون من المخابرات الأمريكية ذكروا لرويترز في وقت سابق أن بومبيو أراد الاتفاق في أضعف الأحوال على قائمة مبدئية من المواقع النووية يمكن مراجعتها وفقا للمعلومات المخابراتية المتاحة.

وقال بومبيو في طوكيو «لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لنحدد ما هو الجدول الزمني بالضبط». وأضاف أنه حث كوريا الشمالية أيضا على تنفيذ وعد متعلق بتدمير موقع لاختبار محركات الصواريخ وأن الولايات المتحدة تريد أن يحدث ذلك «قريبا».

وقال بومبيو إن المحادثات أسفرت عن اتفاق على تشكيل «مجموعة عمل» للإشراف على التواصل اليومي بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.

ومن المقرر أن يلتقي مسؤولون من الجانبين الأسبوع المقبل في بانمونجوم على الحدود بين الكوريتين لمناقشة عودة رفات نحو سبعة آلاف جندي أمريكي مفقودين منذ الحرب الكورية في الخمسينيات.

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن الشمال عرض أيضا مناقشة إعلان انتهاء الحرب بالتزامن مع ذكرى توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الشهر المقبل لكن الجانب الأمريكي لم يبد اهتماما يذكر بالأمر محددا «شروطا معينة وأعذارا». وقال بومبيو لآبي إنه طرح أيضا موضوع اليابانيين الذين خطفهم عملاء من كوريا الشمالية في الستينيات والسبعينيات لتدريب جواسيسها.

وأصر آبي على أن عودة أي مخطوفين لا يزالون في كوريا الشمالية أو الكشف عن مصيرهم بالكامل هو شرط لتقديم أي مساعدات اقتصادية كبرى بالإضافة إلى موافقة كوريا الشمالية على التخلي الكامل على أسلحتها النووية بشكل يمكن التحقق منه ولا رجعة عنه. والتقى بومبيو أيضا بنظيرته الكورية الجنوبية كانج في اجتماع منفصل في طوكيو قبل أن يغادر إلى فيتنام في المحطة التالية من جولته الآسيوية والأوروبية. وقال بيان من حكومة سول إن الوزيرين بحثا العلاقات بين الكوريتين وتحقيق السلام ونزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية. في الأثناء توجه الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن أمس إلى الهند في إطار جولة آسيوية تشمل أيضا سنغافورة. وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء أن زيارة جاي إن لنيودلهي سوف تستمر أربعة أيام وتعد الأولى له منذ أن تولى منصبه في مايو2017.