1384558
1384558
العرب والعالم

بيونج يانج تندد بمطالب واشنطن «المبالغ فيها» بعد محادثات بومبيو

07 يوليو 2018
07 يوليو 2018

الكشف عن «التكلفة الباهظة» للتدريبات الأمريكية- الكورية الجنوبية -

بيونج يانج - (أ ف ب): نددت كوريا الشمالية أمس بمطالب الولايات المتحدة «المبالغ فيها» خلال محادثات حول نزع الأسلحة النووية أجراها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في بيونج يانج وكان وصفها في وقت سابق بانها «بناءة».

ووصفت وزارة الخارجية الكورية الشمالية الموقف الأمريكي خلال الاجتماع بأنه «مؤسف للغاية» معتبرة انه يخرق روحية الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج اون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قمة سنغافورة التاريخية الشهر الماضي.

وأوردت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء نقلا عن بيان لوزارة الخارجية الكورية الشمالية أن «السلوك الأمريكي والمواقف التي اتخذت خلال المحادثات العالية المستوى كانت مؤسفة للغاية».

وهاجمت الخارجية الكورية الشمالية «مطالب نزع السلاح النووي الأحادية والمبالغ فيها» من قبل الولايات المتحدة.

ضمانات أمنية

ويأتي ذلك بعيد وصف وزير الخارجية الأمريكي الاجتماع بانه ناجح بدون تقديم توضيحات بشأن كيفية التزام كوريا الشمالية بنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية في مقابل ضمانات أمنية.

وقال بومبيو «إنها مسائل معقدة، لكننا حققنا تقدما شمل كافة القضايا الرئيسية تقريبا، تقدم كبير في بعضها في حين يحتاج بعضها الآخر إلى مزيد من العمل».

وجاءت تصريحات بومبيو في ختام زيارة إلى كوريا الشمالية استمرت يومين وتخللتها محادثات لأكثر من ثماني ساعات في دار الضيافة في بيونج يانج مع كيم يونج شول، المسؤول الثاني في النظام الكوري الشمالي.

وتأتي المحادثات بعد قمة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكيم جونج اون في سنغافورة وقعا خلالها وثيقة تعهدا فيها «العمل نحو نزع السلاح النووي بشكل تام من شبه الجزيرة الكورية».

ولم يُقدم البيان الصادر بعد قمة ترامب وكيم أي التزامات محددة، اذ أعاد كيم تأكيد «التزامه الثابت نحو إخلاء شبه الجزيرة الكورية التام من السلاح النووي»، وهو تعبير غامض خيّب تطلعات الخبراء خصوصا وأنه لم يشمل أن العملية «يمكن التحقق منها ولا رجوع فيها»، كما تطالب بذلك الولايات المتحدة.

وقد كُلّف بومبيو بالتفاوض على برنامج من أجل التوصل إلى خطة تأمل واشنطن منها أن يعلن كيم حجم برنامجه للأسلحة النووية ويوافق على جدول زمني لتفكيكه.

وقال بومبيو «لقد أجرينا محادثات حول ما يقوم به الكوريون الشماليون وكيفية تحقيق ما اتفق عليه الزعيم كيم والرئيس ترامب ألا وهو نزع كوريا الشمالية للسلاح النووي بشكل كامل».

وتابع وزير الخارجية الأمريكي «لم يتنصل احد من ذلك، لا يزالون ملتزمين مثلنا تماما» وذلك قبل ساعات من إصدار كوريا الشمالية تقييمها الخاص، والأقل تفاؤلا للمحادثات.

وعلى صعيد الخطوات العملية اكتفى بومبيو بالإشارة إلى عقد اجتماع بين مسؤولين من الطرفين في 12 يوليو لمناقشة تسليم الولايات المتحدة رفات جنود أمريكيين قتلوا خلال الحرب الكورية التي دارت بين 1950 و1953.

وقال بومبيو: إنه تم تحقيق تقدم نحو الاتفاق على «إجراءات» لقيام كوريا الشمالية بتدمير منشأة صواريخ.

كوريا الشمالية تسعى إلى «تعزيز موقفها»

وأورد البيان الكوري الشمالي أن مسؤولين حملوا بومبيو رسالة شخصية لترامب يعربون فيها عن آمالهم بتعزيز «العلاقات الرائعة ومشاعر الثقة» بين الزعيمين في محادثات مستقبلية.

وقال البروفسور سانج مو جين في جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول لوكالة فرانس برس إن بيونج يانج «تفصل بين البيروقراطيين الأمريكيين وبين الرئيس ترامب، وتبدي ثقتها به».

وأوضح البروفسور أن «ذلك لا يهدف إلى نسف المحادثات.كوريا الشمالية تسعى إلى تعزيز موقفها في المفاوضات المقبلة».

وتابع البروفسور أن «كوريا الشمالية انتظرت من بومبيو تقديم اقتراح ملموس لضمانات أمنية لكنها أصيبت بخيبة بعد إصرار الجانب الأمريكي على المطلب القديم بنزع كوريا الشمالية السلاح النووي قبل تقديم الولايات المتحدة أي شيء في المقابل».وهي الزيارة الثالثة التي يجريها بومبيو إلى بيونج يانج وكان زار كوريا الشمالية عندما كان لا يزال مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية واستمر بالتفاوض بعد الكشف عن إجراء محادثات أمريكية-كورية شمالية وتوليه منصب وزير الخارجية.

مسار معاكس

ويبدو أن المحادثات بين واشنطن وبيونج يانج حول تفكيك الترسانة النووية الكورية الشمالية تجري في مسار معاكس مقارنة مع مفاوضات سابقة.فبدلا من تتويج الزعيمين سنوات من التفاوض المضني بلقاء قمة بينهما، جاءت قمة سنغافورة لتطلق مسارا دبلوماسيا طويلا سارع ترامب من خلاله إلى إعلان انتهاء الأزمة ما أثار انتقادات المراقبين وخبراء منع انتشار السلاح النووي.

ويقع على عاتق بومبيو، الساعي للحصول على إعلان من كوريا الشمالية حول حجم برنامجها النووي وجدول زمني لذلك، مهمة تنفيذ برنامج نزع السلاح النووي وتتويجه بعمليات تحقق وتفتيش دولية.وتأمل واشنطن بأن يبدأ النزع التام للأسلحة النووية في غضون عام، لكن العديد من المراقبين المختصين ومنتقدين لترامب يحذرون من أن تعهدات القمة مع كيم لا تعني الكثير وأن العملية يمكن أن تستغرق سنوات حتى لو بدأت.

في الأثناء قال مسؤولون أمريكيون لرويترز: إن مناورة عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أُلغيت بعد أن شكا الرئيس دونالد ترامب من المناورات العسكرية «الباهظة التكاليف» كانت ستتكلف نحو 14 مليون دولار.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)الشهر الماضي إنها ستوقف لأجل غير مسمى تدريب (فريدم جارديان) العسكري دعما لقمة سنغافورة بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون.

وأشاد ترامب مرارا بتوفير النفقات الذي سينجم عن قراره بوقف «التدريبات الحربية» في تنازل مفاجئ لكيم خلال اجتماع القمة بينهما.

وقال ترامب في تغريدة على تويتر الشهر الماضي «نوفر ثروة من خلال عدم القيام بمناورات حربية ما دمنا نتفاوض بنية طيبة .. وهو أمر متوافر لدى الجانبين».

ولم يعط المسؤولون الذين تحدثوا شريطة عدم نشر أسمائهم تفاصيل بشأن تكلفة المناورات.

ولم يكشف البنتاجون إجمالي تكلفة التدريبات التي تنظمها القوات الأمريكية والكورية الجنوبية سنويا.