hamed
hamed
أعمدة

عين على الثقافة المرورية : يأتي المطر فيعود على البعض بالخطر

07 يوليو 2018
07 يوليو 2018

حمد بن سالم العلوي/خبير مروري -

[email protected] -

الناس يستبشرون خيراً بهطول المطر، وخاصة في بلادنا حيث تتباعد فترات نزول الأمطار، وذلك بحكم الجغرافيا وطبيعة المناخ، ففي المناطق الجبلية التي تتركز فيها زراعة النخيل، وبعض المحاصيل الموسمية المتنوعة، حيث يعتمد ريها على هطول الأمطار، بذلك القدر القليل التي تخزنه الجبال، فلا يكفي لفترات طويلة، وهنا يكون مكمن الفرحة، والاستبشار بنزول الغيث، فيسرُّ الناس لرؤية المطر والأودية، ويحزنون في الوقت نفسه، لأن ليس لها ما يؤخر انسلالها بعيداً عنهم، أما باتجاه البحر، أو باتجاه صحراء الربع الخالي، فلا أحد يستفيد منها الاستفادة الكاملة.

ولكن ما يزيد من الحسرة والندم، إن هذه الأودية التي تجري في مجاريها المعتادة، تكون مصيدة لبعض نفر من (البُغمان)، الذين يظنون أن سياراتهم أقوى من الأودية الجارفة، فيكدّرون فرحة المستبشرين بنزول الغيث، فيجعلوهم ينصرفون لنجدتهم، فالإنسان بفطرته يهبُّ لمساعدة الملهوف، حتى وإن كان هو نفسه أوجد نفسه في ذلك الموقف العصيب، وقد يكون معه غيره من الناس في مثل تلك الورطة، وقد يذهب بعضهم غرقاً ضحية نخوتهم وشجاعتهم، وللأسف الشديد هذه الحوادث تتكرر كلما أمطرت السماء، ورغم نشر مقاطع فيديو عبر وسائل الاتصال، إلا أن هناك أناسا ما زالوا يظنون، أنهم هم ومركباتهم أكثر قوة من قوة الماء الجارف.

وتظهر (البغومية) في هذا البعض، عندما تجرفه المياه، وتعكس بمركبته نتيجة خفة وزنها من الخلف، فيظل يعاند ويكابر الوادي حتى يتوقف المحرك، وكان بإمكان هذا البعض السير مع اندفاعة الوادي، حتى يخرج بها إلى الضفة الأقرب، فإذا كانت مؤخرة السيارة باتجاه الاندفاع، فيغير مسيره إلى الخلف، ولكنهم يقفون كالجحش الذي دار به الماء، وعجز عن التصرف، وهناك تصرفات أخرى تفرضها طبيعة الموقف، وإن كانت محدودة ولكنها لا تستغل، وأعظمها عدم دخول الأودية من أساسه. إن الحالات التي تتكرر رغم خطورتها، وتصبح تشكل ظاهرة مقلقة، عندئذ يتوجب على السلطة، أن تشرّع نظم لقمع فاعليها، وردع مقلديهم عن الإتيان بمثل أفعالهم، وأن تكون العقوبة رادعة ومؤثرة، وإلا سيظل التمادي مستمراً، وذلك حتى يكون الناس كلهم عقلاء، وهذا مستحيل، وإن جهود الإنقاذ ستتضاعف، وهي مكلفة في النفس والمال.

إضاءات من قواعد وآداب المرور:

{المادة 92 من اللائحة}{.. فعلى سائق المركبة التي تسير ببطء لزوم المسار الأيمن وترك المسار الأيسر والأوسط منه لحالات التجاوز ومرور مركبات الطوارئ، وفي جميع الأحوال لا يجوز شغل المسار الأيسر بمركبات تسير بأقل من الحد الأقصى المقرر للسرعة}.

(*) - خبير جدول معتمد في تخطيط حوادث المرور مؤسس مركز طريق الأمانة لخدمة السلامة المرورية.