1384100
1384100
الرياضية

منتخبات أمريكا الجنوبية تخلي الساحة لنظيرتها الأوروبية .. من جديد

07 يوليو 2018
07 يوليو 2018

كازان (روسيا) (د ب أ) : ودع المنتخبان البرازيلي والأوروجواني منافسات بطولة كأس العالم 2018 لكرة القدم بروسيا، أمس الأول من دور الثمانية، ليحسم غياب منتخبات أمريكا الجنوبية عن الدور قبل النهائي للمونديال من جديد، وتفرض القارة الأوروبية هيمنتها على المربع الذهبي بالبطولة.وخسر منتخب الأوروجواي أمام نظيره الفرنسي صفر /‏‏‏ 2 ، كما سقط المنتخب البرازيلي صاحب الألقاب الخمسة في المونديال أمام نظيره البلجيكي 1 /‏‏‏ 2 .ومنذ مونديال 1986 لم تشهد أي نسخة من كأس العالم غياب منتخبات أمريكا الجنوبية عن المربع الذهبي سوى نسخة 2006 بألمانيا ، التي شهدت أربعة منتخبات أوروبية أيضا في الدور قبل النهائي.وفي عام 2006 ، عندما توجت إيطاليا باللقب إثر الفوز في النهائي على فرنسا، تعادلت أوروبا مع أمريكا الجنوبية برصيد تسعة ألقاب لكل منهما، والآن باتت أوروبا بصدد التقدم 12 /‏‏‏ 9 حيث توجت إسبانيا بلقب مونديال 2010 وتوجت ألمانيا في 2014 بالبرازيل، وسيحسم لقب المونديال الحالي لمنتخب أوروبي.ووصل منتخبا البرازيل وأوروجواي إلى دور الثمانية للمونديال الحالي بأقوى خطي دفاع ، وبآمال كبيرة في التتويج بكأس العالم على أرض أوروبية للمرة الثانية، لكن آمالهما تبددت وودعا البطولة سويا خلال ساعات قليلة.وبعد أن عانى المنتخب البرازيلي من مرارة هزيمة مهينة على ارضه أمام ألمانيا 1 /‏‏‏ 7 في مونديال البرازيل 2014 ، سقط أمس الأول أمام نظيره البلجيكي 1 /‏‏‏ 2 على ملعب «كازان أرينا».ولا يزال المنتخب البرازيلي هو الوحيد من أمريكا الجنوبية الذي توج بلقب المونديال خارج القارة، حيث أحرز اللقب في نسختي 1958 بالسويد و2002 باليابان.وانضمت الأوروجواي أمس الأول إلى قائمة ضحايا فرنسا من قارة أمريكا الجنوبية، حيث ودع منتخب بيرو المونديال من الدور الأول بعد أن انتزعت فرنسا والدنمارك بطاقتي التأهل من المجموعة ، ثم أطاحت فرنسا بمنتخب الأرجنتين من الدور الثاني. كذلك خرج المنتخب الكولومبي من دور الستة عشر على يد نظيره الإنجليزي الذي حسم تأهله بضربات الجزاء الترجيحية.ورغم تواجد النجم ليونيل ميسي، الذي يعتبره الكثيرون الأفضل في العالم ، ضمن صفوف المنتخب الأرجنتيني، لم ينجح نجم برشلونة الإسباني في إنقاذ الفريق من دفع ثمن التفكك الدفاعي في صفوفه.وإلى جانب خروج مجموعة من أبرز المواهب في العالم وأبرز المنتخبات، يودع المونديال الروسي أيضا جماهير أمريكا الجنوبية التي أضفت أجواء مميزة في البطولة عبر الاحتفالات التي شهدتها شوارع روسيا.

الأوروجواي الباكية تودع

وكان لاعبو منتخب أوروجواي قد اجهشوا بالبكاء عقب الخسارة في مباراة دور الثمانية لنهائيات كأس العالم لكرة القدم أمام فرنسا لكنهم غادروا ورؤوسهم مرفوعة عاليا عقب انضمامهم لكبار اللعبة في العالم. وعلى الرغم من قلة عدد سكانها البالغ 3.3 مليون نسمة، صعدت الاوروجواي من دور المجموعات في آخر ثلاث نسخ وبلغت الدور قبل النهائي في عام 2010 ودور الثمانية هذه المرة. وفي روسيا، فازت الأوروجواي بمبارياتها الثلاث بدور المجموعات بدون ان تتلقى شباكها أي هدف قبل ان تطيح بالبرتغال بقيادة كريستيانو رونالدو بفوزها عليها 2-1 في دور 16. وخسر الفريق 2-صفر أمام فرنسا امس الأول لكنه سيظل يتساءل دوما عما كان سيحدث لو لم يكن ادينسون كافاني غائبا عن المباراة بسبب الإصابة. وأدى غياب كافاني، الذي سجل هدفين رائعين أمام البرتغال وتسبب في ابعاد المدافعين عن لويس سواريز زميله في الهجوم، لخلل في خطة لعب أوروجواي ومنح فرنسا فرصة خوض مباراة سهلة باستثناء تصدي الحارس هوجو لوريس لفرصة وحيدة بشكل رائع. وقال سواريز الذي بدا عليه الإحباط وهو يتحسر على خروج فريقه بعد فشله على نحو يثير الدهشة في لمس الكرة ولو لمرة واحدة داخل منطقة جزاء فرنسا «لم أسدد ولو لمرة واحدة». لكن الفريق غادر وسط هتافات مدوية «أوروجواي!» من قبل الجماهير الروسية إضافة لتحية جماهير أوروجواي ذاتها وأحضان من لاعبي فرنسا وعبارات إشادة من المدرب. وقال أوسكار تاباريز مدرب الأوروجواي: «سنواصل الحلم. ولن ينتهي الأمر عند هذا الحد. كأس العالم تأتي كل أربع سنوات» مؤكدا ان فريقه تفوق على مجموعة من الدول الكبرى في عالم اللعبة مثل ألمانيا والأرجنتين ببلوغ دور الثمانية.

لا يوجد سبب للوم

وفي الأوروجواي، شعر المواطنون بالحزن لكن بدا عليهم الفخر بفريقهم. وقال القائد السابق دييجو لوجانو: «لا يوجد أي سبب يدعو للوم اللاعبين. أشكرهم ثانية لأنهم كانوا أبطالا في كأس العالم وأدوا لشعور المواطنين بالسعادة». وكان هناك الكثير من التعاطف من مواطني الاوروجواي مع المدافع خوسيه خيمنيز الذي التقطته عدسات الكاميرات وهو يبكي قبل دقائق على النهاية بعد ان أدرك انه من المتأخر للغاية قلب نتيجة اللقاء. ووصف احد المعلقين البريطانيين المشهد بانه «محرج» لكن سكان الاوروجواي يرون ان هذا يمثل إثباتا لمدى الشغف الذي وصل إليه الفريق ودفعه لتقديم ما يفوق قدراته منذ فوزه بأول لقب لكأس العالم عام 1930. وبمجرد أن تهدأ المشاعر، فان أمام الأوروجواي الكثير من العمل الجاد لتنشئة جيل جيد يمكنه المنافسة بالنظر إلى ان الدعائم الأساسية مثل القائد دييجو جودين والثنائي الهجومي المؤلف من كافاني وسواريز باتوا في مطلع الثلاثينات من عمرهم.