1383423
1383423
عمان اليوم

المشاركون في برنامج التعامل مع « كبار الشخصيات» يشيدون بالمحتوى المعرفي ويؤكدون تعزيز مرونة السلوك في الحياة العامة

06 يوليو 2018
06 يوليو 2018

تطبيقات عملية عكست الفوارق الجوهرية بين « الاتيكيت» و« البروتوكول» -

التطور الملحوظ في مختلف ميادين الحياة يفرض مراعاة هذه البرامج -

استطلاع وتصوير ـ عيسى بن عبدالله القصابي -

نظمت محافظة مسقط خلال الفترة من الأول وحتى الخامس من يوليو الجاري برنامج الاتكيت والبروتوكول الدولي في التعامل مع كبار الشخصيات، للمحاضر الدكتور أحمد بن محمد بن سالم الصوافي “المدرب والمحاضر الدولي في التنمية البشرية وفن الاتيكيت والبروتوكول في القصور الملكية”، بمشاركة عدد من موظفي وموظفات ديوان عام المحافظة ومكاتب أصحاب السعادة الولاة، إضافة إلى مشاركين من بعض الوزارات والجهات الحكومية الأخرى. و حقق البرنامج تفاعلا كبيرا من قبل المشاركين لكونه يناقش جانبا من أهم الجوانب في الحياة العملية والخاصة المتمثل في البروتوكول والاتيكيت حيث تطرق البرنامج إلى العديد من المحاور والمرتكزات منها (مكونات الشخصية الإنسانية) إضافة إلى تقديم تعريف عن الاتيكيت والبروتوكول في القصور الملكية والفرق بين البروتوكول والاتيكيت وتطور مفهوم البروتوكول والمراسم على مستوى العلاقات الدولية و المصطلح القانوني لمفهوم البروتوكول وأهم قواعده ومجالات تطبيقه.

«عمان» التقت بعدد من المشاركين والمشاركات في هذا البرنامج حيث عبروا عن ارتياحهم وسعادتهم بما جاء في مضمون البرنامج من محاور تهم حياتهم العملية والاجتماعية، وتحدث في البداية الشيخ عبد الملك بن مهنا الهنائي نائب والي بدبد حيث قال: إن البرنامج شامل في أهدافه ومعانيه، فقد تم التعرف على ماهية الاتيكيت والبرتوكول، وهو ما نحن في حاجة إلى تطبيقه في حياتنا المعاصرة سواء في محيط بيئة العمل أوحتى في البيئة البيتية والمجتمعية.

ولا شك في أن ما جرى في البرنامج من تطبيقات عملية لكل البنود هو بحد ذاته غرس المفهوم وسياقه لافتا إلى الأهمية في عملية تطوير الذات لدى المشاركين، والخروج بمفاهيم جديدة شاملة لما يجب التحلي به من أخلافيات وأدبيات فن وخصال التعامل وهي مستلزمات لربما تكون أوجدتها البيئة أو الغريزة الإنسانية في سياق الشخصية التي يتصف بها بعض الناس ولا يعني ذلك بأنها تقتصر على فئة دون أخرى ولكن يمكن تطويرها وبرمجة النفس البشرية عليها .. قد يظن البعض أن الاتيكيت والبروتوكول مرتبطان بالسياسة أو الدبلوماسية، وهذا خطأ بينما ذلك يكون مرتبطا أكثر بالمحيط الأسري أو بمعنى آخر بالحياة اليومية المتطورة علميا وإداريا وفكريا، وحيث إننا نعلم أن أول ظهور للبروتوكول في فرنسا ثم في البلاط الملكي البريطاني، فقد أوجدت اتفاقية فيينا عام 1961 قيما وأساسيات تلك العلوم ونظمت مبادئها دوليا بحيث لا يتعارض مع سياسات الدول فيما بينها من أعراف وقيم ومواثيق. وبكل تأكيد فإن هذا البرنامج سيكون له مردود إيجابي وصقل معرفي كبير لدى جميع المشاركين الذين يمثلون مختلف الجهات الحكومية، وما التفاعل الذي لمسناه وعايشناه خلال فترة البرنامج إلا تأكيدا ودليل على مدى استيعاب المشاركين لما أثير من نقاط ونقاش بينهم والمحاضر.

البرنامج وأماطة اللثام

الدكتور خالد بن عبدالله العبري نائب والي بوشر قال: عمدت محافظة مسقط إلى تأهيل موظفيها بما يتناسب وطبيعة عملهم وبما يتواءم والتطور الملحوظ في مختلف ميادين الحياة على أرض السلطنة الحبيبة، وقد شمل البرنامج على السرد التاريخي لتطور نظام البروتوكول منذ نشأته وما الأسباب التي أدت إلى ظهوره وتبوءه هذا الاهتمام العالمي وما أسفرت عنه اتفاقية فيينا عام 1961 م كل ذلك يغيب عن الكثير من المهتمين رغم تطبيقهم لما ينص عليه من تنفيذ التفاصيل والالتزام بها.وبطبيعة الحال كان البرنامج ثرياً بأصول وقواعد الدول بين بعضها البعض في السكنة واللكنة في الهمسة والحركة في النظرة والبسمة، وما يترتب عليها من تطبيق للأعراف والتقاليد المميزة لكل دولة وما ينطبع من عادات تحظى باحترام الدول التي تتعامل معها كل هذا زاد من فكر واطلاع كل من شارك في هذا البرنامج وأماط اللثام عن كل مبهم لديهم، وإيجاد رؤى جديدة واثقة تعينهم على تأدية الواجب تنم عن دراية بما يقوم به وبكل أريحية يتعامل مع معطيات كل مناسبة أو اجتماع أو مقابلة وغيرها من فنون الذوق وصياغته.

خلال أيام البرنامج

أما مارية بنت حمد الهنائية مدققة لغوية بمحافظة مسقط فقد أبدت سعادتها بهذا البرنامج وقالت: سعيدة جدا بمشاركتي في البرنامج التدريبي حول الاتيكيت والبروتوكول الدولي في التعامل مع كبار الشخصيات، حيث قدم لنا الدكتور الصوافي الركائز الأساسية فيما يخص ذلك وأثرانا بالمادة النظرية حول تاريخ صناعة البروتوكول الدولي، والقواعد الدولية المعتمدة في هذا الشأن، بعدها أتى الجانب التطبيقي داعمًا لما سبقه من جانب نظري. هذا وقد أوقد لي البرنامج رغبتي للتبحر أكثر حول الموضوع حيث أن النقاشات التي دارات خلال أيام البرنامج فتحت لنا أفاقا كبيرة للبحث عن هذا المجال.

شمولية المادة وقوة الحوار

فيصل بن حمدان الخنبشي من مجلس الشورى قال: لقد استمتعت واستفدت كثيرا بمشاركتي في الدورة التدريبية المقامة بمحافظة مسقط، والتي نظمتها دائرة الموارد البشرية مشكورة؛ حيث تحققت لنا مكتسبات كثيرة من هذه الدورة و إضافة للتعارف بين إدارات الحكومة للتعاطي بينهم وتبادل الخبرات البسيطة واكتسابات جديدة من المحاضر وقال: إن ما يميز هذا البرنامج شمولية المادة، وقوة الحوار بين المشاركين والمحاضر، إضافة إلى تنوع الأفكار في الطرح من قبل الحضور لكونهم يمثلون عدة جهات.

المعرفة والمهارات اللازمة

وتحدثت ريم بنت محمد جعفر اللواتية مديرة دائرة العلاقات العامة بوزارة الخدمة المدنية حيث قالت: إن البرنامج اشتمل على العديد من المواضيع المهمة التي نتعامل بها في حياتنا اليومية وأيضا في مجال عملي كمديرة في دائرة العلاقات بوزارة الخدمة المدنية، وأيضا إكساب المشاركين المعرفة والمهارات اللازمة والمتعارف عليها دوليا في التعامل مع كبار ‏الشخصيات والضيوف الرسميين وفي مختلف المناسبات والفعاليات والمحافل المحلية والدولية. إضافة إلى تبسيط مفاهيم الاتيكيت والبروتوكول واستكشاف علاقتها العضوية بالسلوكيات الفردية اليومية وتوضيح مدى العلاقة بين قواعد الاتيكيت والبروتوكول الدولية ومبادئ وأساسيات كل من الثقافة ‏الإسلامية، والعادات والتقاليد والأخلاق العربية.

مردود إيجابي

فيما قال عبد الحميد بن عبد الرحمن الخروصي مساعد والي مسقط: إن هذا البرنامج سيكون له مردود إيجابي وصقل معرفي كبير لدى جميع المشاركين الذين يمثلون مختلف الجهات الحكومية، مشيدا بفكرة المشاركة في البرامج التدريبية التي تقيمها الوحدات الحكومية وقال الخروصي: إن محتوى هذا البرنامج التدريبي أخذ طابع الشمولية في كل ما تتطلبه الحياة العملية والاجتماعية من إتيكيت وبروتوكول في التعامل مع الطرف الآخر، وقد وفق الدكتور المحاضر في توصيل المعلومة للمشاركين.

وبدا ذلك واضحا من خلال التفاعل الكبير الذي كان حاضرا طيلة أيام الدورة حيث أتاح لنا هذا البرنامج مفاتيح التعامل مع المجتمع.أما رئيس قسم تنمية الولاية بمكتب والي مطرح عيد بن غريب الجابري قال: هذه الدورة علمتنا كيف نستطيع أن نسير النظام لإدارة نهج الحياه من خلال الاتكيت والبروتوكول بحيث يكون نهجا أساسيا في التعامل بين أفراد الأسرة خاصة والمجتمع بصفة عامة من خلال القواعد المنهجية والأساسيات والشروط التي ترشدنا للالتزام بالإتكيت؛ مما يحقق الاحترام والتميز والثقة ويجعلك راقيا في أسلوب التعامل مع الآخرين

الفلسفة الراقية

فايزة بنت مبارك الرئيسية رئيسة قسم العلاقات بدائرة العلاقات العامة بمحافظة مسقط قالت: إن الاتكيت والبروتوكول يشمل الفلسفة الراقية في فن الحياة بأنماطها المختلفة التي تخدم المجالات المختلفة بكل تفاصيلها والعلاقات العامة بأنواعها و الاتكيت والبروتوكول وجهان لعملة واحدة وهما من المهارات الضرورية التي يجب على الإنسان أن يتعلمها؛ حيث أن قواعد البروتوكول تختلف عن مرونة السلوك في الحياة العامة والخاصة وأهداف و احترامها قد يكون له التأثير المباشر في تفادي جميع العلاقات السلبية في المجالات المختلفة وقد تعلمنا في هذا البرنامج العديد من المجالات في محافل الحياة العلمية والعملية وأتاح لنا البرنامج التدريبي مزيدا من المعرفة والاطلاع على المستجدات في هذا العلم.

تعزيز السلوك الإنساني

وفي الختام تحدث الدكتور أحمد بن محمد بن سالم الصوافي خبير الاتيكيت والبروتوكول في القصور الملكية والذي حاضر في هذا البرنامج حيث قال: كان شرفاً لي بأن أحظى بتقديم برنامج الاتيكيت والبروتوكول وفن التعامل لكبار الشخصيات لموظفي ديوان عام محافظة مسقط، وولاتها بمشاركة بعض المختصين من الجهات الأخرى، حيث كان له الأثر الطيب لي و كان الحوار رائعا بين المشاركين، وان دل على شيء فأنما يدل على حبهم ورغبتهم لما هو حديث لتعزيز السلوك الإنساني الذاتي ويعكس رؤيته فيما بعد سواءً بالأسرة والمجتمع أوالمنظمة، وان علاقات الاتيكيت هي علاقة هامة لمواكبة الحداثة العصرية وللانسجام حول كل ما هو جديد في العالم والبشرية، كما أن العلاقة بين الاتيكيت والبروتوكول مثل المجمل والتفصيل و فن الاتيكيت والبروتوكول يحتاج إلى جل اهتمام حتى ترقى المجتمعات في مجالاتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية وغيرها ولا نبتعد عن الإرث الحقيقي لفن الاتيكيت والبروتوكولات فأساسه الدين الحنيف والسنه النبوية الشريفة وكذلك موروث الأجداد والآباء فهو أكبر وأعظم دليل للبشرية، وقدم الدكتور احمد الصوافي شكره إلى معالي السيد وزير الدولة ومحافظ مسقط، وسعادة السيد نائب المحافظ وإلى كافة المنسقين والمنظمين لإنجاح هذا البرنامج الراقي والذي هدفت من ورائه محافظة مسقط إلى دفع وتيرة عجلة التنمية المستدامة نحو موردِ بشري ذي كفاءة عالية.