oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية

06 يوليو 2018
06 يوليو 2018

من المؤكد أنه ليس من المبالغة في شيء القول بأن هذه الفترة ، وبحكم طبيعة الظروف والتطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية ، والمخاطر التي تتعرض لها الحقوق الوطنية الفلسطينية ، في ظل ما يدور من تحركات على مستويات عدة ، هي من أكثر الفترات التي تحتم ضرورة العمل الجاد والمسؤول والمخلص كذلك ، من جانب جميع الأطراف دون استثناء ، من أجل تحويل المصالحة الفلسطينية إلى واقع عملي على الأرض الفلسطينية ، والانتقال من الانقسام الحالي ، وما صاحبه ويصاحبه من ممارسات ومواقف غير بناءة ، على هذا الجانب أو ذاك ، إلى واقع جديد يتطلع إليه الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية وعلى امتداد المنطقة والعالم ، كما يتمناه كل عربي محب للشعب الفلسطيني الشقيق وقلق على مستقبل القضية الأم بالنسبة للعرب على امتداد العقود السبعة الأخيرة .

ففي ظل التهديدات الإسرائيلية المتزايدة ، والتي اتخذت شكل اقتطاع مخصصات المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية من مخصصات الضرائب الفلسطينية ، وهي أموال فلسطينية في النهاية ، ومشروع القانون الذي يناقشه الكنيست الإسرائيلي الآن ، والذي يجرم مساعدة المعتقلين الفلسطينيين لدى إسرائيل من ناحية ، وقيام بلدية الاحتلال في القدس بتحريك ملفات أربعة مواقع استيطانية شرق الخط الأخضر ، أي في القدس الشرقية المحتلة ، تمهيدا للتوسع فيها من ناحية ثانية ، وهو ما كانت إسرائيل قد جمدته خلال حكم الرئيس ترامب تفاديا لمعارضة الإدارة الأمريكية السابقة ، وفي ظل ما يتم تسريبه بالنسبة لما يعرف بـ« صفقة القرن» من ناحية ثالثة ، فإنه من الأهمية بمكان ، ولصالح القضية الفلسطينية وحاضر ومستقبل الشعب الفلسطيني الشقيق ، بل ولصالح التوصل إلى تسوية عادل وشاملة يتم خلالها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية في إطار حل الدولتين ، فإن القيادات الفلسطينية جميعها ، سواء في رام الله أم في غزة ، تقف أمام مسؤوليتها الوطنية ، التي تقتضي العمل من أجل استعادة المصالحة الفلسطينية وتجاوز عقد التمزق والخلاف والشقاق القائم منذ عام 2007 ، حتى يمكن التوصل إلى توافق فلسطيني ، يتم من خلاله الانضواء تحت لواء حكومة وحدة وطنية فلسطينية تشارك فيها مختلف الفصائل الفلسطينية ، حسبما يتم الاتفاق بشأنه بين الأشقاء الفلسطينيين ، وبما يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والشتات أيضا .

واذا كانت استعادة المصالحة الفلسطينية ، ورأب الصدع الفلسطيني هي أهم ركائز دعم الموقف الفلسطيني ، في مواجهة ما يحاك خلف الأبواب المغلقة ، فإن دعوة الشقيقة مصر لكل من حركتي فتح وحماس لإجراء مفاوضات في القاهرة ، بغرض العمل على تفعيل جهود استعادة المصالحة الفلسطينية والسعي إلى تنفيذها عمليا ، ولعل ما يبعث على التفاؤل بشكل حقيقي ، أن هناك من المؤشرات ما يدعم تحقيق هذا الأمل العزيز فلسطينيا وعربيا ، وإن غدا لناظره قريب .