1383132
1383132
العرب والعالم

لندن تطالب روسيا بتقديم توضيحات حول قضية التسمم بغاز «نوفيتشوك»

05 يوليو 2018
05 يوليو 2018

موسكو تدعو الشرطة البريطانية إلى عدم التورط في «ألاعيب سياسية» -

لندن- موسكو- (وكالات): طالب وزير الأمن البريطاني روسيا بتقديم تفاصيل بشأن الهجوم بغاز الأعصاب نوفيتشوك الذي استهدف العميل الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته، وذلك بعد تسمم بريطانيين بنفس المادة السامة. ويرقد الاثنان، وهما امرأة عمرها 44 عاما ورجل عمره 45 عاما، في حالة صحية حرجة بعد ما يبدو أنه تعرض عرضي للمادة السامة على مقربة من موقع هجوم مارس على سكريبال وابنته يوليا. واتهمت بريطانيا روسيا بتسميم سكريبال وابنته بالنوفيتشوك، وهو غاز أعصاب طوره الجيش السوفييتي خلال الحرب الباردة، في أول استخدام معروف لهذا السلاح الكيماوي على أراض أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. ونفت روسيا، التي تستضيف حاليا مباريات كأس العالم لكرة القدم، أي دور في هجوم مارس ولمحت إلى أن أجهزة مخابرات بريطانية نفذت الهجوم لتؤجج مشاعر مناهضة لموسكو. وقال وزير الأمن البريطاني بن والاس: «يمكن أن تصوب الدولة الروسية هذا «الخطأ»، بإمكانهم إخبارنا بما حدث وما فعلوه وملء بعض الفجوات الكبيرة التي نحاول سدها»، وأضاف: «أنتظر المكالمة الهاتفية من الدولة الروسية». وأصيب الرجل والمرأة بالإعياء، وكان الاعتقاد السائد في البداية أنهما تعاطيا جرعة زائدة من الهيروين أو الكوكايين، لكن فحوصا أجراها مركز بورتن داون العسكري للأبحاث أظهرت أنهما تعرضا لمادة نوفيتشوك. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن فلاديمير شامانوف رئيس لجنة الدفاع في البرلمان قوله: إن على بريطانيا طلب المساعدة من الخبراء الروس في التحقيق بشأن واقعة التسمم.ودعت موسكو الشرطة البريطانية أمس إلى عدم التورط في «ألاعيب سياسية قذرة» و«التعاون أخيرا» مع روسيا بعد تسمم شخصين بمادة نوفيتشوك التي استخدمت قبلا لتسميم عميل روسي سابق وابنته.وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي «ندعو قوات الأمن البريطانية إلى عدم التورط في ألاعيب سياسية قذرة بدأتها بعض الجهات في لندن والى التعاون أخيرا مع قوات الأمن الروسية حول التحقيق». وليس واضحا كيف تعرض الرجل والمرأة للسم الذي تتفكك عناصره ببطء. ولا يوجد في تاريخهما ما يشير إلى أي علاقة بعالم الجاسوسية أو بالاتحاد السوفييتي السابق. وقال والاس: «الفرضية التي نعمل على أساسها هي أنهما ضحيتان إما لتبعات الهجوم السابق أو لشيء آخر ولكن ليس على اعتبار أنهما استُهدفا مباشرة». وورد استدعاء للمسعفين إلى منزل في إيمزبري بعد سقوط المرأة التي يقول الإعلام إن اسمها دون ستيرجيس. وعادوا في وقت لاحق في نفس اليوم عندما سقط الرجل الذي يدعى تشارلي راولي مريضا أيضا. وتقع إيمزبري على بعد 11 كيلومترا إلى الشمال من سالزبري حيث عُثر على الكولونيل السابق في المخابرات العسكرية الروسية سيرجي سكريبال، الذي أبلغ جهاز المخابرات البريطاني (إم.آي 6) عن عشرات العملاء الروس، وابنته فاقدي الوعي يوم الرابع من مارس. وقال مسؤولون بقطاع الصحة: إن الخطر على العامة ضئيل. لكن تعرض الرجل والمرأة لهذه المادة السامة الخطيرة سيؤجج المخاوف من أن هناك آثارا من مادة نوفيتشوك ما زالت متبقية في مواقع مختلفة بمدينة سالزبري في إنجلترا. وقالت أندريا سيلا أستاذة الكيمياء غير العضوية في كلية لندن الجامعية: إن غاز الأعصاب نوفيتشوك مصمم ليظل عالقا لمدة طويلة ولا تتحلل العناصر الداخلية في تركيبه سريعا، وأضافت: «يعني ذلك أن تلوث عبوة أو سطح بهذه المادة يجعلها مصدر خطر لمدة طويلة». وتسبب هجوم مارس في أكبر عملية طرد لدبلوماسيين روس من الغرب منذ الحرب الباردة مع تأييد حلفاء لبريطانيا لرأي رئيسة الوزراء تيريزا ماي بأن موسكو مسؤولة عن الهجوم أو فقدت السيطرة على مخزون لغاز الأعصاب.وردت موسكو بطرد دبلوماسيين غربيين وشككت في استنتاج بريطانيا بأن روسيا هي المسؤولة عن الهجوم، وقدمت تفسيراتها الخاصة التي شملت كونها مؤامرة من أجهزة مخابرات بريطانية.