yesra
yesra
أعمدة

ربما: هـذا هـو الحب

04 يوليو 2018
04 يوليو 2018

د. يسرية آل جميل -

[email protected] -

مدخل:

بعض الحب ينبغي ألا يعيش طويلا

• البعض يعتقد أن علاقات الحب

‏لملء فراغات بين مسامات القلوب

أو سد أفواه الظنون

والحب بريء من ذلك مطلقا

الحب ليس لعبة

والعلاقات ليست تسلية

أو مضيعة وقت

فحين تلجأ إليك فتاة

فاعلم بأنها قد وثقت بك حد السماء

وأنها قد استندت إليك بكامل قواهـا القلبية

وأنهـا على يقين تام

بأنك الأقرب.. والأجدر

وبأنك الأكثر أمنا وأمانا

وبأنك ظل الرجل الذي انتظرته طويلا

وتقبّلته بكل حالاته

وأنك اختيارها الأصدق

بين قلوب البشر جميعا

وبأنك و أنك وأنك

فلا تخذل

هذا هـو الحب

• كان يملك ألف سبب للرحيل.. ولم يرحل

وألف سبب للتضحيةِ بهـا

فضّحى لأجلهـا

وألف سبب لهزيمتها

فرمّم انكسارات قلبهـا

وألف أنثى غيرها

ولم يكن لغيرها

فكان رجلا لها.. لا عليها

لا زال حتى اليوم يذكّرها

بأوّل فنجان قهوة صنعته له

لا زال يذكرها وهي تذيب قطعة السكر

بنعومتها الطاغية

وهي تعاهـده أن تجعل حياته سكّرا

وهي ترتدي ذلك الثوب المجنون

والشعر الغجري المنثور

ذلك اليوم الذي صنع الحب منهما

واحدا في صورة اثنين

يعشق كل منهما تفاصيل الآخر

عن ظهر قلب

يحبه بكل عيوبه

وعلى الرُغم من كل شيء

هذا هـو الحب

• حين كان يتركها وحيدة بين الزحام

كان يعلم أنها مكتفيةً به

فهـو الوفي.. الأنيق.. الصديق.. الرقيق

وهـو حنان الأب

وعزوة الأخ

ورحمة الزوج

وبّر الولد الصالح

هـو كل هؤلاء الرجال في قلب واحد

‏هو ميلاد حياة في الحياة

هـو قلبٌ يحافظ على قلب من عبث الأحزان

هـو من يُشعرها بأنها الاستثناء الوحيد

بين زحمة كل هؤلاء النساء

وبأنه مُمتنٌ جدا للأقدار التي جمعتهما معا

وبأنها كانت خبيئة دعوة حدّث الله بها في كل صلاة

فقال لها كوني.. فكانتْ

وبأنهـا التي لا حضورهـا يشبهه حضور

ولا غيابها يشبهه غياب

هي شيءٌ مختلفٌ تماما

كتلك الصدفة المدهشة

والفرصة الثمينة

التي لن يأتيك بها الزمن مرتين

• إليه حيثما كان

‏حبي لك حبٌ أبناء الأصول

لا يطفئه حرمان

ولا يقتله فراق

ولا يغيره بُعد