1381196
1381196
العرب والعالم

الجيش الأردني يؤكد إبقاء الحدود مع سوريا «مغلقة»

03 يوليو 2018
03 يوليو 2018

الأمم المتحدة تدعو لحماية المدنيين الفارين من الصراع

عواصم - «عمان» - بسام جميدة - وكالات:

أكد الجيش الأردني أمس إبقاء الحدود مع سوريا حيث يتجمع عشرات آلاف النازحين من المعارك الجارية في منطقة درعا، مغلقة، من جهتها دعت الأمم المتحدة الأردن ودول الجوار السوري إلى فتح حدودها لاستقبال المدنيين الفارين من المعارك في جنوب سوريا.

وقال قائد المنطقة العسكرية الشمالية في القوات المسلحة الأردنية العميد خالد المساعيد لوكالة فرانس برس: إن «عدد النازحين السوريين قرب الشريط الحدودي بين سوريا والمملكة بلغ نحو 95 ألفا»، فروا «نتيجة العمليات العسكرية الأخيرة للجيش الحكومي السوري في الجنوب السوري»، لكنه أضاف: «الحدود مغلقة والجيش يتعامل بحذر شديد مع النازحين قرب الحدود متحسبا لبعض المندسين لأن هناك بعض العناصر التي يمكن أن تستغل هذا الظرف لمحاولة تنفيذ أجندة خاصة». وأشار إلى احتمال وجود «مندسين بين النازحين قرب الحدود يمتلكون سلاحا ويتنكرون بلباس نساء وهويات مزورة».

وينفذ الجيش السوري منذ 19 يونيو بدعم روسي عملية عسكرية واسعة في محافظة درعا، وأقفلت المعابر بين الأردن وسوريا مع تصاعد العمليات العسكرية في الجنوب وسيطرة مقاتلي المعارضة عليها في 2015. وأعلن الأردن حدوده الشمالية والشمالية الشرقية منطقة عسكرية مغلقة في يونيو 2016 اثر هجوم ضد نقطة متقدمة لحرس الحدود في مخيم الركبان على الحدود أدى إلى مقتل ستة من أفراد حرس الحدود الأردني.

من جهة أخرى، قال المساعيد انه «تم خلال الأيام الثلاثة الماضية إدخال 86 شاحنة كبيرة محملة بالمواد التموينية ومياه الشرب ومواد إغاثية» إلى الجنوب السوري.

وأعلنت الحكومة الأردنية إطلاق حملة وطنية لجمع مساعدات إنسانية وإدخالها إلى النازحين في الجنوب السوري قرب حدود المملكة. وأوضح المساعيد أن «الجيش يوزع مساعدات إنسانية في ثلاث نقاط على الحدود ويقدم العلاج الطبي للنازحين»، وتتضمن المساعدات مواد غذائية أساسية ومياها للشرب ومواد إغاثية. وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ليز ثروسل أمس أن «الوضع في درعا يسوء نتيجة تصاعد الهجوم ما يؤثر بشكل كبير على المدنيين»، وحضت عمان على «فتح الحدود» و«دول أخرى في المنطقة» على استقبال المدنيين الفارين. كذلك ناشد متحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اندريه ماهيسيتش، بحسب بيان صادر عن المفوضية، «الأردن والدول المجاورة الأخرى على فتح حدودها والسماح للنازحين الذين تتعرض أرواحهم إلى خطر بالوصول إلى الأمان والحماية».

وأكد الأردن مرارا أن حدوده ستبقى مغلقة وان لا قدرة لديه على استيعاب مزيد من اللاجئين السوريين. ويستضيف الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدر عمّان عدد الذين لجأوا إلى الأردن بنحو 1.3 مليون منذ اندلاع النزاع السوري في 2011.

ميدانيا، دخل الجيش الحكومي السوري مزيدا من القرى بريف درعا ووصل إلى مشارف معبر «نصيب» على الحدود الأردنية.

واستهدفت وحدات من الجيش الحكومي تجمعا للمسلحين بين الطيبة وصيدا في ريف درعا، وانضمت نحو 30 قرية في المنطقة الجنوبية بمنطقة خفض التصعيد بجنوب محافظات القنيطرة والسويداء ودرعا للحكومة السورية حسبما أعلن المركز السوري للمصالحة أمس في حميميم.

وفي السياق، سادت حالة من الغضب والمواجهات في مناطق سيطرة القوات الكردية إثر شن «قوات سورية الديمقراطية- قسد» حملة مداهمات في أحياء مدينتي الرقة ودير الزور، خلفت عددا من الاعتقالات.

وذكرت مصادر إعلامية معارضة أن «قسد» اعتقلت أكثر من 25 شخصا من بلدة الكرامة بريف الرقة الشرقي، بعد مداهمة البلدة، لأسباب مجهولة، كذلك اعتقلت عددا من الأشخاص في قرية الهيشة غرب مدينة عين عيسى بريف الرقة الشمالي؛ لأسباب مجهولة أيضا. وقد أججت اعتقالات «قسد» حالة الغضب التي تسود مناطق سيطرتها، لا سيما في مدينة الرقة، بسبب «الاضطهاد المعلن» للميليشيات العربية، والذي أدى إلى عمليات خطف متبادلة وحالة من الفلتان الأمني، وظهور دعوات واسعة ومتواصلة من سكان المدينة للتظاهر ضد سياسة «قسد»، وفق المواقع الإلكترونية.

وقام مسلحو قسد بالاستيلاء، على مشروع زراعي لأحد الفلاحين بريف دير الزور الغربي، وفق مواقع إلكترونية. وشهدت القرية على إثر ذلك حالة توتر واحتقان شديد من قبل ذوي وأقارب المزارع. وقتل أحد مسلحي «قسد» وأصيب آخر إثر تبادل لإطلاق النار بين أهالي بلدة الكشكية بريف دير الزور الجنوبي الشرقي من جهة ومسلحي «قسد» من جهة أخرى، أثناء مداهمتهم منازل المدنيين في البلدة، لأسباب مجهولة. ولقي مسلحون تابعون لقوات «سوريا الديمقراطية» (قسد)، بينهم قيادي، مصرعهم، بحادثتي انفجار وإطلاق نار في الرقة ودير الزور. وذكرت مصادر إعلامية، أن مسلحين اثنين من «قسد» قتلا بانفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون بسيارة كانت تقلهم قرب مسجد النور بمدينة الرقة.

من جهة ثانية، قال نائب وزير الخارجية والمغتربين السوريين فيصل المقداد: إن المجموعات المسلحة هاجمت المخيمات الفلسطينية في سوريا ودمرت منشآتها واستهدفت حياة أبنائها.

وأضاف المقداد خلال لقائه مع المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) بيير كرينبول أن «الدولة السورية ستولي معالجة أوضاع الفلسطينيين في سوريا اهتماما خاصا في إطار عملها الحثيث على تجاوز انعكاسات الأزمة في سوريا سواء على السوريين أو على الفلسطينيين المقيمين فيها»، مشددا على «أهمية تعاون الوكالة مع الجانب السوري لتحقيق هذا الهدف».