1380515
1380515
الاقتصادية

بناء‭ ‬جيل‭ ‬واعٍ‭ ‬استهلاكيا‭ .. ‬مسؤولية‭ ‬الجميع

03 يوليو 2018
03 يوليو 2018

 

يُعدّ‭ ‬النشء‭ مه ‬أجيال‭ ‬المستقبل‭ ‬الذين‭ ‬يُعوّل‭ ‬عليهم‭ ‬الكثير‭ ‬لخدمة‭ ‬وطنهم‭ ‬ومجتمعهم،‭ ‬خصوصًا‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تربوا‭ ‬التربية‭ ‬الصحيحة؛‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬الاهتمام‭ ‬بهم‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬سيسهم‭ ‬في‭ ‬تنشئتهم‭ ‬بالأفكار‭ ‬والعادات‭ ‬السليمة‭ ‬التي‭ ‬بدورها‭ ‬ستخلق‭ ‬جيلا‭ ‬واعيًا‭ ‬ومثقفًا،‭ ‬ولكون‭ ‬الثقافة‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬أمرًا‭ ‬مكتسبًا‭ ‬فإن‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لحماية‭ ‬المستهلك‭ ‬توليها‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬غرسها‭ ‬ونشرها‭ ‬بين‭ ‬المستهلكين‭ ‬الصغار‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬العماني،‭ ‬متخذة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬سبلا‭ ‬متعددة‭ ‬وطرقًا‭ ‬متنوعة‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الجهات،‭ ‬صفحة‭ “ ‬المستهلك‭ ” ‬لهذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬تسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬غرس‭ ‬الثقافة‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬الصحيحة‭ ‬في‭ ‬النشء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المدرسة‭ ‬والمسجد‭ ‬والمسرح‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬محاضن‭ ‬التربية‭ ‬المختلفة‭.‬

في‭ ‬البداية‭ ‬يقول‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬الحارثي‮ ‬-‭ ‬باحث‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬التربوية‭ ‬والإنسانية‭ ‬وخطيب‭- ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬مهم‭ ‬جدًا،‭ ‬وتثقيف‭ ‬الناس‭ ‬وتوعية‭ ‬المجتمع‭ ‬حوله‭ ‬من‭ ‬واجبات‭ ‬الناصحين،‭ ‬فالله‭ ‬تعالى‭ ‬مدح‭ ‬الأمة‭ ‬في‭ ‬دعوتها‭ ‬إلى‭ ‬الخير‭.‬

وذكر‭ ‬الحارثي‭ ‬بأن‭ ‬الاستهلاك‭ ‬سلوك‭ ‬بشري‭ ‬يومي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنه،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬طلبه‭ ‬الحثيث‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬ضوابط‭ ‬منظمة،‭ ‬لذا‭ ‬نجد‭ ‬أنفسنا‭ ‬أمام‭ ‬مطلب‭ ‬شعبي‭ ‬وضرورة‭ ‬وطنية‭ ‬ملحة‭ ‬للتناصح‭ ‬حوله‭ ‬ففي‭ ‬حديث‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬قال‭ ) ‬الدين‭ ‬النصيحة‭ ( ‬أي‭ ‬من‭ ‬أساسيات‭ ‬التعامل‭ ‬المطلوب‭ ‬في‭ ‬ديننا‭ ‬التناصح‭ ‬حتى‭ ‬جعل‭ ‬الدين‭ ‬كله‭ ‬في‭ ‬النصيحة‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬أداء‭ ‬شعائر‭ ‬الدين‭ ‬المعروفة،‭ ‬وإنما‭ ‬عندما‭ ‬نقوم‭ ‬بتقديم‭ ‬النصيحة‭ ‬نكون‭ ‬على‭ ‬الخط‭ ‬الصحيح‭ ‬السليم‭ ‬للمعرفة،‭ ‬ومن‭ ‬ضوابط‭ ‬الاستهلاك‭ ‬عدم‭ ‬شراء‭ ‬الإنسان‭ ‬شيئًا‭ ‬إلا‭ ‬للحاجة‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬تكثير‭ ‬ما‭ ‬يستهلك‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬داعٍ،‮ ‬وكذلك‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭ ‬مزايا‭ ‬المنتج‭ ‬وفوائده‭ ‬وهل‭ ‬هو‭ ‬مناسب‭ ‬له‭ ‬للاستخدام‭ ‬وهل‭ ‬ضمن‭ ‬شروط‭ ‬الجودة‭ ‬أم‭ ‬لا‭ ‬وهل‭ ‬ثمنه‭ ‬وسعره‭ ‬مناسب‭ ‬أم‭ ‬مبالغ‭ ‬فيه،‭ ‬ثم‭ ‬على‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬أن‭ ‬يوعوا‭ ‬أولادهم‭ ‬كيف‭ ‬يشترون‭ ‬وكيف‭ ‬يحفظون‭ ‬حقوقهم‭ ‬عند‭ ‬الشراء‭ ‬ومتى‭ ‬يجوز‭ ‬لهم‭ ‬أن‭ ‬يشتكوا‭ ‬على‭ ‬البائع‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬حدود‭ ‬الحق‭ ‬الذي‭ ‬لهم‭ ‬وما‭ ‬واجبهم‭ ‬نحو‭ ‬البائع‭ ‬إن‭ ‬خالف‮ ‬قوانين‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك،‭ ‬وأن‭ ‬يكسبوهم‭ ‬ثقافة‭ ‬رفض‭ ‬الظلم‭ ‬والفساد‭ ‬الواقع‭ ‬عليهم‭ ‬عند‭ ‬الشراء‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬أرقام‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬للدفاع‭ ‬عنهم‭ ‬حاضرة‭ ‬معهم،‭ ‬عارفين‭ ‬ما‭ ‬لهم‭ ‬وما‭ ‬عليهم،‭ ‬واعين‭ ‬متى‭ ‬ينبهون‭ ‬أصحاب‭ ‬المحلات‭ ‬ويذكرونهم‭ ‬بحقوقهم‭ ‬وإن‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬تهديدهم‭ ‬بإبلاغ‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬لحماية‭ ‬حقوق‭ ‬المستهلكين‮ ‬‭. ‬

مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني

ويوضح‭ ‬الحارثي‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬يتعداه‭ ‬إلى‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬الأخرى‭ ‬ومؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬والبيئة‭ ‬والمجتمع‭ ‬المحلي‭ ‬والصحافة‭ ‬والإعلام‭ ‬والمساجد،‭ ‬ومن‭ ‬الأمور‭ ‬المسهلة‭ ‬والمعينة‭ ‬وضع‭ ‬أرقام‭ ‬الخط‭ ‬الساخن‭ ‬في‭ ‬الإعلانات‭ ‬وعلى‭ ‬واجهة‭ ‬المنتجات‭ ‬والسلع‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬سلوك‭ ‬الناس‭ ‬متجاوباً‭ ‬مع‭ ‬معطيات‭ ‬حفظ‭ ‬حقوقهم‭ .‬

سلوك‭ ‬استهلاكي

وترى‭ ‬رحمة‭ ‬بنت‭ ‬خميس‭ ‬البلوشية‮ ‬‭- ‬رئيسة‭ ‬قسم‭ ‬البحوث‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الوطني‭ ‬للتوجيه‭ ‬المهني‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ - ‬بأن‭ ‬قيم‭ ‬الطفل‭ ‬واتجاهاته‭ ‬تتشكل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التنشئة‭ ‬والنمذجة‭ ‬والقدوة‭ ‬في‭ ‬الدائرة‭ ‬التي‭ ‬يتفاعل‭ ‬ويعيش‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬متغيرات‭ ‬كثيرة‭ ‬أهمها‭ ‬الأسرة‭ ‬والأقران‭ ‬والإعلام‭ ‬والمدرسة،‭ ‬وثقافة‭ ‬الاستهلاك‭ ‬عند‭ ‬الطفل‭ ‬هي‮ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تربى‭ ‬عليه‭ ‬ونشأ‭ ‬وتعلم وتتأصل‭ ‬وتُغرس‭ ‬فيه‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬شأنها‭ ‬شأن‭ ‬كل‭ ‬السلوك‭ ‬الذي‭ ‬يكتسب‭ ‬من‭ ‬المتغيرات‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬محيط‭ ‬الطفل‭ ‬وبيئته‭ ‬بالنمذجة‭ ‬والقدوة‭. ‬

وتضيف‭ ‬البلوشية‭ ‬بأن‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الأفراد‭ ‬استهلاكا‭ ‬في‭ ‬الأسرة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ملبسه‭ ‬وغذائه‭ ‬ومتطلبات‭ ‬نموه‭ ‬وتعليمه‭ ‬ونشأته‭ ‬وهو‭ ‬المحاط‭ ‬بكم‭ ‬الإعلانات‭ ‬التي‭ ‬تتدفق‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬كل‮ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬والإعلام‭ ‬والبرامج‭ ‬والتي‭ ‬بدورها‭ ‬قد‭ ‬تبرمج‭ ‬وتغرس‭ ‬فيه‭ ‬سلوكا‭ ‬استهلاكيا‭ ‬غير‭ ‬مرغوب‭ ‬وغير‭ ‬سليم،‭ ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬الأسرة‭ ‬هنا‮ ‬لها‭ ‬الدور‭ ‬الأساسي‭ ‬في‭ ‬تصحيح‭ ‬وغرس‭ ‬الوعي‭ ‬الاستهلاكي‭ ‬وثقافة‭ ‬الترشيد؛‭ ‬فالأسرة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬قيمة‭ ‬الترشيد‭ ‬ينشأ‭ ‬أبناؤها‭ ‬على‭ ‬الجهل‭ ‬والترف‭ ‬الاستهلاكي‭ ‬حتمًا‭. ‬ وتوضح‭ ‬البلوشية‭ ‬بأنه‭ ‬يُمكن‭ ‬للأسرة‭ ‬أن‭ ‬تنمي‭ ‬في‭ ‬الطفل‭ ‬الثقافة‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬الصحيحة‭ ‬كأن‭ ‬يرافق‭ ‬الأبناء‭ ‬آباءهم‭ ‬وأمهاتهم‭ ‬أثناء‭ ‬التسوق‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬مخطط‭ ‬لها‭ ‬لذلك،‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التوجيه‭ ‬والضبط‭ ‬غير‭ ‬المباشر‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬التي‭ ‬يكونون‭ ‬فيها‭ ‬معاً،‭ ‬وللأصدقاء‭ ‬والأقران‭ ‬أيضاً‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬هذا‭ ‬السلوك‭ ‬وضبطه‭ ‬فكما‭ ‬يقال‭ ‬دائما‭ ‬بأن‭ “‬الصاحب‭ ‬ساحب‭” ‬فإن‭ ‬الأصدقاء‭ ‬الذين‭ ‬نشأوا‭ ‬على‭ ‬الاستهلاك‭ ‬غير‭ ‬المخطط‭ ‬وعدم‭ ‬الترشيد‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤثروا‭ ‬في‭ ‬أقرانهم‭ ‬كثيرًا‭ ‬رغبةً‭ ‬في‭ ‬التقليد‭ ‬والمجاراة‭ ‬والتباهي‭. ‬

وتذكر‭ ‬البلوشية‭ ‬بأن‭ ‬دور‭ ‬المدرسة‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المناهج‭ ‬والبرامج‭ ‬والمواقف‭ ‬التي‭ ‬تشرّب‭ ‬بقيم‭ ‬واتجاهات‭ ‬الترشيد‭ ‬والاستهلاك‭ ‬الصحي‭ ‬السليم‭ ‬وحبذا‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬برامج‭ ‬في‭ ‬مدارسنا‭ ‬موجهة‭ ‬ومعدة‭ ‬خصيصا‭ ‬لغرس‭ ‬وتأصيل‭ ‬ثقافة‭ ‬الاستهلاك‭ ‬الصحيحة‭ ‬لتكون‭ ‬مكملة‭ ‬لدور‭ ‬الأسرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭.‬‮ ‬

الإعلام‭ ‬سلاح‭ ‬

‭ ‬ويقول‭ ‬عادل‭ ‬الكاسبي‮ ‬-‭ ‬إعلامي‭ ‬ومذيع‭ ‬في‭ ‬إذاعة‭ ‬الوصال ‬ -‭ ‬بأن‭ ‬الإعلام‭ ‬يضع‭ ‬نفسه‭ ‬عاملًا‭ ‬تطويريا‭ ‬مهمًا‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الفرد‭ ‬والمجتمعات معرفيًا‭ ‬وفكريًا‭ ‬وسلوكيًا،‭ ‬ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬الأثر‭ ‬والتأثير‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تعبئة‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬بالأخبار‭ ‬والمعلومات‭ ‬التي‭ ‬يتبعها‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬لتستحيل‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬زمن‭ ‬إلى‭ ‬ثقافة‭ ‬تُمارس‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭. ‬

ويضيف‭ ‬الكاسبي‭ ‬بأنه‭ ‬عند‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬ظاهرة‭ ‬سوء‭ ‬الاستهلاك‭ ‬مثلا‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أسبابًا‭ ‬عديدة‭ ‬متداخلة‭ ‬مع‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭ ‬لتفشيها‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع،‮ ‬وباتت‭ ‬مشكلة‭ ‬الاستهلاك‭ ‬مرتبطة‭ ‬بشكل‭ ‬وثيق‭ ‬بنمط‭ ‬الحياة،‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬التي‭ ‬اعتادتها‭ ‬الأسرة‭ ‬في‭ ‬الخليج،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬أكبر‭ ‬سبب‭ ‬في‭ ‬ظهور‭ ‬سلوكيات‭ ‬سلبية‭ ‬عند‭ ‬الاستهلاك‭ ‬يرتبط‭ ‬بجانب‭ ‬غياب‭ ‬الوعي‭ ‬وهنا‭ ‬يأتي‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬شك‭ ‬دور‭ ‬الإعلام‭ ‬الباث‭ ‬لجرعات‭ ‬ترفع‭ ‬من‭ ‬منسوب‭ ‬الوعي‭ ‬لدى‭ ‬الفرد‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مجالات‭ ‬الحياة‭ ‬ومنها‭ ‬ترشيد‭ ‬سياسة‭ ‬الإنفاق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تبيان‭ ‬الطرق‭ ‬السليمة‭ ‬والناجعة‭ ‬والأهم‭ ‬لأي‭ ‬عملية‭ ‬استهلاكية‭ ‬ناجحة‮ ‬،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬الإعلام‭ ‬المسؤول‭ ‬دورًا‭ ‬مهمًا‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬الرسائل‭ ‬الإعلامية‭ ‬التي‭ ‬تراعي‭ ‬الأسس‭ ‬النفسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والتربوية‭ ‬والقانونية‭ ‬للمجتمع،‭ ‬وبالأخص‭ ‬تلك‭ ‬البرامج‭ ‬الموجهة‭ ‬للنشء‭ ‬كونهم‭ ‬أجيال‭ ‬المستقبل،‭ ‬والتي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تستهدف‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬ترسيخ‭ ‬الثقافة‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬لديهم‭ ‬بشكل‭ ‬مبسّط‭ ‬وسهل‭.‬‮ ‬

المسرح‭ ‬للتعليم

وتؤكد‭ ‬سهام‭ ‬الميمنية‮ ‬-‭ ‬ممثلة‭ ‬عمانية‭ ‬مسرحية‭ - ‬بأن‭ ‬مسرح‭ ‬الطفل‭ ‬يُعدّ‭ ‬من‭ ‬الوسائل‭ ‬التعليمية‭ ‬لتكوين‭ ‬شخصية‭ ‬الطفل‭ ‬مما‭ ‬يجعله‭ ‬وسيلة مهمة‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬التربية،‭ ‬وذلك‭ ‬لتطوير‭ ‬شخصيته‭ ‬وتكوينها‭ ‬وإنضاجها‭. ‬

وتوضح‭ ‬الميمنية‭ ‬بأن‭ ‬المسرح‭ ‬المدرسي‭ ‬يُعدّ‭ ‬نموذجاً‭ ‬مصغرًا لتأهيل‭ ‬الطفل‭ ‬لخوض‮ ‬تجربة‭ ‬الحياة،‮ ‬وهو‮ ‬وسيلة‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الشفاء‭ ‬والعلاج‭ ‬النفسي‭ ‬لديه،‭ ‬إذ‭ ‬يستطيع‮ ‬الطفل‭ ‬اكتشاف‭ ‬ذاته‮ ‬بالمسرح‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬يعد‭ ‬المسرح‭ ‬مكانًا‭ ‬لتعليم‭ ‬الأطفال‭ ‬بالقضايا‭ ‬المجتمعية كثقافة‭ ‬الاستهلاك‭ ‬مثلا،‭ ‬فمن‭ ‬خلاله‭ ‬تنمو‭ ‬روح‭ ‬التعاون‭ ‬عند‭ ‬الأطفال والاعتماد‭ ‬على‭ ‬النفس،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬القيم‭ ‬الاقتصادية‭ ‬مثل‭ ‬عدم‭ ‬الإسراف‭ ‬والتبذير‭ ‬وكيفية‭ ‬التصرف بالأموال،‭ ‬لذا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يستغل‭ ‬المسرح‭ ‬لتنمية‭ ‬الثقافة‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬الآمنة‭ ‬عبر‭ ‬تخصيص‭ ‬مسرحيات‭ ‬هادفة‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض‭.‬

‮ ‬مناشط‭ ‬مدرسية‭ ‬

ويشير‭ ‬فلاح‭ ‬الهنائي‮ ‬‭- ‬معلم‭- ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الثقافة‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬الآمنة‭ ‬أمرٌ‭ ‬يجب‭ ‬نشره‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬في‭ ‬المدارس،‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬يُمكن‭ ‬أن‭ ‬يُسهم‭ ‬في‭ ‬رفد‭ ‬الوعي‭ ‬الاستهلاكي‭ ‬للطالب‭ ‬ليتعرف‭ ‬على‭ ‬حقه‭ ‬كمستهلك،‭ ‬كما‭ ‬يتعرف‭ ‬على‭ ‬صلاحية‭ ‬المواد‭ ‬التي‭ ‬يستخدمها‭ ‬وأيضا‭ ‬مكوناتها‭ ‬وأسعارها‭. ‬ويقول‭ ‬أيضًا‭: ‬الذي‭ ‬لاحظته‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬فهم‭ ‬الطالب‭ ‬لماهية‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬الآمنة‭ ‬مما‭ ‬يجعله‭ ‬لا‭ ‬يفهم‭ ‬ما‭ ‬السلعة‭ ‬التي‭ ‬يشتريها‭ ‬أو‭ ‬ماذا‭ ‬تحتوي،‭ ‬وأحيانا‭ ‬هناك‭ ‬مواد‭ ‬لا‭ ‬تصلح‭ ‬للطالب‭ ‬لكن‭ ‬بسبب‭ ‬غياب‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة‭ ‬تجده‭ ‬يقتنيها‭ ‬أو‭ ‬يشتريها‭ ‬أو‭ ‬يأكلها،‭ ‬لذا‭ ‬تأتي‭ ‬الثقافة‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬لتكون‭ ‬إحدى‭ ‬وسائل‭ ‬الحماية‭ ‬للطفل‭ ‬وأقصد‭ ‬هنا‭ ‬جانب‭ ‬المحافظة‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تفيده‭ ‬كالألعاب‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬شخصيات‭ ‬غير‭ ‬آمنة‭ ‬أو‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬نسبة‭ ‬الحركة‭. ‬

ويؤكد‭ ‬الهنائي‭ ‬بأن‭ ‬الأسرة‭ ‬التي‭ ‬تربي‭ ‬أطفالها‭ ‬على‭ ‬الثقافة‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬تكون‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬ميزانيتها‭ ‬المالية‭ ‬بشكل آمن‭ ‬واتزان‭ ‬مريح،‭ ‬ويُمكن‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تطبيقها‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬داخل‭ ‬الأسرة‭ ‬ليتيح‭ ‬للطفل‭ ‬فهم‭ ‬حاجته‭ ‬من‭ ‬السلعة‭ ‬التي‭ ‬يود‭ ‬شراؤها،‭ ‬ثم‭ ‬تعريفه‭ ‬بكيفية‭ ‬استخدامها،‭ ‬وأيضا‭ ‬مخاطرها،‭ ‬وتعريفه‭ ‬أيضًا‭ ‬بكيفية‭ ‬استرجاع‭ ‬حقه‭ ‬لو‭ ‬لاحظ‭ ‬وجود‭ ‬عيوب‭ ‬على‭ ‬السلعة‭ ‬أو‭ ‬كانت‭ ‬مغشوشة‭.‬

ويوضح‭ ‬الهنائي‭ ‬أن‭ ‬المدرسة‭ ‬حاضنة‭ ‬للطالب‭ ‬لساعات‭ ‬تتعدى‭ ‬أحيانا‭ ‬سبع‭ ‬ساعات‭ ‬يوميا‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬الوقت‭ ‬كافٍ‭ ‬لتنفيذ‭ ‬أفكار‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الثقافة‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬الآمنة‭ ‬لديهم‭ ‬ومنها‭ ‬تخصيص‭ ‬فقرة‭ ‬في‭ ‬الإذاعة‭ ‬المدرسية‭ ‬لإلقاء‭ ‬نصيحة‭ ‬تتعلق‭ ‬بالاستهلاك،‭ ‬أو‭ ‬تخصيص‭ ‬الخمس‭ ‬دقائق‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬حصة‭ ‬لقراءة‭ ‬قصة‭ ‬حول‭ ‬العادات‭ ‬الشرائية‭ ‬الخاطئة،‭ ‬أو‭ ‬تأليف‭ ‬مسرحيات‭ ‬هادفة‭ ‬تخص‭ ‬هذا‭ ‬الجانب،‭ ‬أو‭ ‬تنظيم‭ ‬مسابقات‭ ‬مختلفة‭ ‬بين‭ ‬الفصول،‭ ‬أو‭ ‬بين‭ ‬الطلاب‭ ‬بشكل‭ ‬فردي،‭ ‬أو‭ ‬تنظيم‭ ‬زيارات‭ ‬لمعرض‭ ‬السلع‭ ‬المقلدة‭ ‬أو‭ ‬للمعارض‭ ‬التي‭ ‬تنظمها‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لحماية‭ ‬المستهلك،‭ ‬إلى‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭.‬

‭ ‬برامج‭ ‬مخصصة‭ ‬لهم‭ ‬

ويقول‭ ‬زياد‭ ‬بن‭ ‬صالح‭ ‬الوهيبي‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك‭ ‬بالسيب‭ ‬بالندب‭ ‬بأن‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لحماية‭ ‬المستهلك‭ ‬آمنت‭ ‬بأهمية‭ ‬غرس‭ ‬الثقافة‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬الصحيحة‭ ‬لدى‭ ‬النشء،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬مطلب‭ ‬أول‭ ‬ومهم‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المنشودة‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬إليها‭ ‬الهيئة‭ ‬منذ‭ ‬إنشائها‭. ‬

ويوضح‭ ‬الوهيبي‭ ‬بأن‭ ‬الموظفين‭ ‬المختصين‭ ‬عكفوا‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬برامج‭ ‬مختصة‭ ‬تستهدف‭ ‬الصغار،‭ ‬أبرزها‭ “‬المستهلك‭ ‬الصغير‭” ‬وهو‭ ‬برنامج‭ ‬تطبقه‭ ‬الهيئة‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬جهات‭ ‬حكومية‭ ‬مختلفة‭ ‬كوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تطبيقه‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة،‭ ‬كما‭ ‬يتم‭ ‬إصدار‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المطبوعات‭ ‬التوعوية‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬المستهلكين‭ ‬الصغار‭ ‬ككتاب‭ )‬لوّن‭ ‬وتعلم‭ ( ‬ومجلة‭ ‬المستهلك‭ ‬الصغير‭. ‬

ويضيف‭ ‬بأن‭ ‬الجهود‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬إقامة‭ ‬الحلقات‭ ‬والمحاضرات‭ ‬التوعوية‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬متناسبة‭ ‬مع‭ ‬فئة‭ ‬المُخاطبين‭ ‬كي‭ ‬تصل‭ ‬الأفكار‭ ‬الصحيحة‭ ‬لهم‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المعارض‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬فيها‭ ‬إشراك‭ ‬المستهلكين‭ ‬الصغار‭ ‬لعرض‭ ‬أفكارهم‭ ‬ومهاراتهم‭ ‬في‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬السلع‭ ‬الضارة‭ ‬والمخالِفة‭ ‬والمغشوشة‭

. ‬ويضيف‭ ‬بأن‭ ‬برامج‭ ‬الهيئة‭ ‬للأطفال‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬موسم‭ ‬واحد‭ ‬أو‭ ‬جهة‭ ‬واحدة‭ ‬بل‭ ‬تشمل‭ ‬مدارس‭ ‬السلطنة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المحافظات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬مؤسسات‭ ‬حكومية‭ ‬وخاصة‭ ‬أخرى‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بالنشء‭ ‬كوزارة‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والأندية‭ ‬والفرق‭ ‬التطوعية‭ ‬وجمعيات‭ ‬المرأة‭ ‬العمانية‭.‬