1379369
1379369
عمان اليوم

«ذات» الطلابية تطور «متاهة خشبية» لتعليم طفل التوحد مهارات التواصل مع العالم

03 يوليو 2018
03 يوليو 2018

بهدف خدمتهم ومحاولة دمجهم بالمجتمع

كتب - عامر بن عبدالله الانصاري -

تُفرِز مسابقة «شركتي» التابعة لمؤسسة «إنجاز عمان» سنويا العديد من الأفكار الطلابية، التي تُوَظَفُ بصورة شركة طلابية محاكية للشركات الواقعية، على أمل أن تتطور وتصبح شركة حقيقية ذات يوم، كما جرى مع العديد من الشركات الطلابية.

وفي هذه النسخة من المسابقة، تشارك مجموعة من طلاب جامعة السلطان قابوس في المسابقة، تحت ظل شركة طلابية أُختير لها اسم «ذات»، لتقدم للمجتمع منتجا يخدم أطفال طيف التوحد، في بادرة إنسانية اقتصادية تجمع الفائدة لهذه الفئة من المجتمع وتجمع الفائدة المادية المشروعة، وللوقوف على الفكرة المشروع، الذي تم ترجمته لمنتج ملموس، تواصلنا مع الطالب أحمد بن عبدالله العجيلي الرئيس التنفيذي لشركة «ذات» الطلابية، فكان الحوار اللقاء:

فكرة المشروع

بداية حدثنا العجيلي عن فكرة المشروع بقوله:«فكرة الشركة عبارة عن منتج يستهدف الأطفال وخاصة أطفال التوحد، وهذا المنتج عبارة عن متاهة خشبية تكنولوجية مُطورة تقوم بتعليم طفل التوحد العديد من المهارات المختلفة وتساعده على التواصل مع العالم الخارجي الذي حوله، وتساعده على فهم واستيعاب مشاعر الإنسان العادي و تصرفاته وكيفية التعامل معه».

وحول ما يميز شركة «ذات» في مسابقة «شركتي» لعام 2018، قال: «شركتنا بفكرتها هذه، تسلط الضوء على فئة لم تحصل على الاهتمام الكافي، ونسعى لنكون السبب في زيادة وعي المجتمع حول (اضطراب التوحد)، أيضاً يعتبر هذا المنتج مبتكر ومتطور جداً مقارنة بالأساليب التقليدية المستخدمة في علاج حالات التوحد لدى الأطفال، بحيث انه جمع عنصرين مهمين جداً وهما التعلم والمتعة، و الأهم من ذلك أن المنتج مبني على أسس علمية و يطور عدة مهارات في وقت واحد».

وتابع: «المنتج يستهدف أطفال التوحد من سن ثلاث إلى ست سنوات، وجاءت الفكرة بعد دراسة السوق واحتياجات المجتمع حيث وجدنا أن فئة أطفال التوحد تحتاج إلى اهتمام أكبر من المبتكرين والمصنعين».

وفيما يتعلق بفكرة التسويق المنتج قال: «ما زلنا في فترة التصنيع ولم نبدأ بعد في بيع المنتج، ولكن خطة الشركة في المستقبل القريب أن يتم تسويق المنتج وعرضه على محلات الألعاب ومراكز التوحد و رياض الأطفال، وشركتنا هي شركة ربحية لكن هدفنا هو ربحي وإنساني أيضاً».

وأضاف العجيلي: «حالياً نقوم بتسجيل فكرتنا كـ براءة اختراع ونقوم بالتواصل والتنسيق مع دائرة الابتكار وجامعة السلطان قابوس لمساعدتنا في الحصول على براءة الاختراع».

وفيما يتعلق بالصعوبات والتحديات أشار بقوله: «واجهنا بعض الصعوبات في عملية صناعة المنتج الأولي، حيث اضطررنا للذهاب إلى عدة أماكن مختلفة لإتمام مراحل الإنتاج، وهذا احتاج وقتا وجهدا كبيرين من كافة أعضاء الشركة».

آلية العمل

وأوضح محمد آلية عمل المتاحة، بقوله: «المتاهة عبارة عن قالب خشبي إبعادها حوالي 30 سنتيمترا طولا، وعرض 26 سنتيمترا، تحتوي هذه المتاهة على أشكال تعبيرية، كأشكال الوجوه في تطبيقات التواصل الاجتماعي (Emoji)، ويستخدمها الطفل عن طريق عصا يمررها على قنوات المتاهة، وعندما يقف على وجه من الوجوه التعبيرية، تصدر المتاهة صوت التعبير، كالضحك مثلا، وبعدها جملة (أنا أضحك)، وهكذا مع بقية الوجوه».

أعضاء

وتتكون الشركة، كما أشار العجيلي، من ١١ فردا، وعلى رأسهم هو حيث يتوالى مهما الرئيس التنفيذي للشركة، ويتولى دور المدير التنفيذي المالي الطالب باسم الشكيلي، بعضوية الطالب أحمد اللواتي، ومديرة الموارد البشرية الطالبة «رقية النيرية»، وعضوية الطالبة هاجر الشكيلية، أما مدير تطوير المنتج فهي الطالبة «وفاء الجابرية»، وعضوية الطالب عزان الحارثي.

المشاركة

وأشار محمد العجيلي إلى أن المشاركة في مسابقة «إنجاز عمان» والتي تحمل عنوان «شركتي»، تعني له ولزملائه الكثير، ويرى أنها بداية ممتازة جداً لعمل الشركة، وأضافت الكثير لأفراد الشركة على المستوى الشخصي، وذلك من خلال تعلمهم لأشياء جديدة، والتعرف على أشخاص واكتساب الخبرة، وخوضهم تجارب جديدة لم يسبق لهم أن مروا بها من قبل.

كما تطرق محمد الرئيس التنفيذي للشركة الطلابية إلى المساهمين في إنشاء الشركة، قائلا: « وقف معنا في تأسيس الشركة العديد من المتطوعين في مجالات متعددة، منهم ما كانوا بمثابة الاستشاريين لنا من المتخصصين في التعامل مع أطفال التوحد، وكذلك كان للمتطوعين في المجال التقني دور كبير فكانت مساهماتهم بمثابة نقاط تحول وارتكاز لعائلة ذات ومنتجها».

واختتم محمد العجيلي حديثه برسالة وجهها للطلاب والمجتمع، قال فيها: «من يتخطى الصعوبات خطوة بخطوة، يشعر بلذة النجاح في نهاية الطريق، نحن كشباب نحمل على عاتقنا مسؤولية تطوير مجتمعنا والنهوض به، لذلك من الجميل أن نجد من يهتم بفئات معينة من مجتمعه و يحاول أن يفهمها، ويسعى لتقديم الخدمات المناسبة لها ودمجها مع بقية فئات المجتمع، وهذا العمل له أبعاد إنسانية أكثر من كونه مصدر ربح، وأتمنى أن أسمع في المستقبل (من قبل الطلاب والشباب بشكل عام) عن أفكار مشابهة، وجهود تبذل لتحسين حياة فئة معينة من المجتمع وتطويرها».