1376985
1376985
عمان اليوم

د.مريم الحراصية أول عربية في الشرق الأوسط تحصد دكتوراة في تخصص هو الأول من نوعه

29 يونيو 2018
29 يونيو 2018

عن مناقشة العناية الذاتية والعوامل المؤثرة عليها لدى مرضى احتقان القلب بالسلطنة -

72 % من المرضى لديهم تدن هائل في مستوى الرعاية الذاتية وقابلون للتغير والتدخل الطبي -

الدعوة إلى تقليل ملح الطعام و الالتزام بالأدوية وفحص الوزن والرياضة المنتظمة -

كتبت - مُزنة بنت خميس الفهدية -

حصلت الباحثة الدكتورة مريم بنت محمد الحراصية على الدكتوراة بدرجة الامتياز مع مرتبة الشرف من جامعة أوريغون للصحة والعلوم على مستوى السلطنة والشرق الأوسط تخصص العناية الذاتية والعوامل المؤثرة عليها لدى مرضى احتقان القلب في السلطنة وعلاقتها بجودة الحياة، حيث تمثل البحث في دراسة العوامل البيولوجية والسلوكية المؤثرة على الرعاية الذاتية لمرضى احتقان أو ما يعرف بمرض فشل القلب، وتهدف الدراسة إلى مساعدة المرضى المصابين على تخطي الأعراض والحصول على صحة وحياة أفضل والتقليل من نسبة الوفيات ونسب التنويم داخل المستشفيات.

وقالت الحراصية خلال حديثها لـ«عمان»: إن الدراسة أوصت بمجموعة من التوصيات أبرزها أن الرعاية الذاتية متدنية لمرضى احتقان القلب وتحتاج إلى جهد مكثف وتعاون بين المريض والمؤسسات الطبية، كما أن فئة مرضى احتقان القلب فئة متنوعة تتفاوت من حيث الرعاية الذاتية؛ ولذلك يوصى باستخدام طرق إحصائية متقدمة لشخصنة ما يحتاجه المريض لزيادة قدرته على إدارة مرض احتقان القلب، بالإضافة إلى زيادة جودة حياة مرضى احتقان القلب يتحتم على المريض والطاقم الطبي تكثيف ومتابعة الرعاية الذاتية.

وذكرت الحراصية: في دراستي للدكتوراه بجامعة اوريجون للصحة والعلوم ركزت بشكل مكثّف على إجرائي لبحث يركز في الجانب السلوكي من الرعاية الذاتية لمرضى احتقان القلب والعوامل البيولوجية والبيئية والشخصية المؤثرة على الرعاية الذاتية وعلاقته بجودة حياة مرضى احتقان القلب في السلطنة، موضحة أن إجراء هذا البحث تطلب جهدا لمدة سنتين ونصف للحصول على الفئة المطلوبة والمطابقة لشروط البحث واستخلاص العديد من المعلومات الطبية المهمة من النظام الإلكتروني بالمستشفى .

نتائج البحث

وأشارت إلى أن نتائج البحث تشير إلى تدني مستوى الرعاية الذاتية عند مرضى احتقان القلب، بالإضافة إلى ذلك تمت دراسة علاقة الرعاية الذاتية بجودة حياة المرضى، وتم التوصل إلى أن المرضى الذين يديرون مرض احتقان القلب بالشكل المطلوب يتمتعون بجودة حياة أفضل.

3 أنماط

وأكدت الحراصية أنه تم التوصل إلى أن مرضى احتقان القلب ينقسمون إلى ثلاثة أنماط، الأول نسبة ٢١٪ ويتصف المرضى فيه بتدن هائل في مستوى محاور الرعاية الذاتية، ويتصف المرضى في النمط الثاني برعاية ذاتية أفضل من غيرهم، ولكن نسبة المرضى الذين ينتمون إلى هذا النمط ضئيلة جدا تصل إلى ٧٪ فقط، وأما النمط الثالث فهو نمط فريد من نوعه حيث يتسم المرضى فيه بتدن هائل في مستوى الرعاية الذاتية ولكن بمستوى عال من ناحية التفاعل واللجوء إلى استشارة الطاقم الطبي عند تزايد الأعراض، وهذه النتيجة مهمة جدا، وتدل على أن هذه الفئة قابلة جدا للتغير والتدخل الطبي، وتعتبر نسبة المرضى الذين ينتمون إلى هذا النمط هي الأعلى، وتصل إلى ٧٢٪.

محاور البحث

وحول محاور البحث قالت الدكتورة مريم الحراصية: «البحث يرتكز على ثلاثة محاور مهمة هي: كيف يحافظ المريض على مستوى صحي مقبول من ناحية الالتزام بالتوصيات المحددة لمرضى احتقان القلب، على سبيل المثال التقليل من ملح الطعام و الالتزام بالأدوية الموصوفة و الالتزام بالمواعيد الدورية، وفحص الوزن بشكل منتظم بالإضافة إلى الرياضة المنتظمة، والمحور الثاني يتمثل في هل ملاحظة المريض أعراض مرض احتقان القلب التي غالبا ما تكون خفية وصعبة الملاحظة بشكل دقيق ومحدد، وكيف يدير المريض أعراض مرضه مثلا عند زيادة احتقان السوائل في الجسم وتورم القدمين، وأما المحور الثالث فيتمثل في كيفية تفاعل المريض مع الطاقم الطبي، وهل يستشير الطبيب أو الممرض في الوقت المناسب للتدخل لحل أعراضه المتزايدة».

الرعاية الإكلينيكية

وأوضحت الباحثة في حديثها أنه تمّت دراسة أنماط المرضى المتواجدة في هذه العينة باستخدام نظام إحصائي متطور وجديد هو «Latent Class Mixture Analysis»، وهو نظام يمكن الباحثين من التعرف على أنماط هي أقرب للواقع، وبالتالي تحديد مجموعات معينه في الفئة تحمل نفس الخصائص مما يسهل الرعاية الإكلينيكية وخصخصة التدخل الطبي بدلا من تعميم العلاج على مرضى احتقان القلب الذين مما لا شك فيه يختلفون في مستوى القدرات و في الأعراض.

البيولوجي والسلوكي

وقالت الدكتورة مريم: «إن المزج بين الجانبين البيولوجي والسلوكي يعد من أهم مزايا الأبحاث الحديثة المرتكزة على أساس أن الإنسان عبارة عن وحدة متكاملة وأن ما يؤثر على جسم الإنسان بيولوجيا وفسيولوجيا من الداخل قد يكون له تأثير مباشر على سلوكه الخارجي والعكس صحيح، وفهم الجانبين يعد مهما من الناحية الاجتماعية والطبية للتعامل والتدخل للحد من أمراض القلب بشكل عام ومرض احتقان القلب بشكل خاص».

وأضافت في حديثها: «إن اختياري لدراسة هذا المجال المميز يأتي من خبرات سابقة في مجال عملي بالعناية المركزة وعناية ما بعد عمليات القلب، بالإضافة إلى تخصصي في مرحلة الماجستير بصحة البالغين والشيخوخة بشكل مكثف في أمراض القلب والأوعية الدموية «أمراض الجهاز الدوري»، موضحة أن سبب اختيارها لدراسة هذه الفئة لمرحلة الدكتوراه تحديدا من بين المصابين بأمراض الجهاز الدوري الأخرى؛ هو لأن مرض احتقان القلب يعد الناتج النهائي لأمراض العصر بشكل عام وأمراض الجهاز الدوري بشكل خاص التي تعاني منها كثير من الدول المتقدمة وذات الدخل العالي منها عمان مثل مرض السكر وضغط الدم العالي والجلطات القلبية والسمنة، وهذا المرض في تزايد كبير نتيجة لزيادة هذه الأمراض.

عبء اجتماعي ومادي

وأشارت الحراصية إلى أن مرض احتقان القلب يشكل عبئا اجتماعيا وماديا على جميع المستويات وتحديدا على مستوى الفرد والأسرة وعلى مستوى المؤسسات الطبية، وحقيقة أن الرعاية الذاتية لمريض احتقان القلب كما أثبتت الأبحاث الحديثة في الثلاثة عقود المنصرمة بالدول المتقدمة تعد من أهم الوسائل الناجحة والمجربة، بالإضافة إلى تقليل نسبة الموازنات المالية التي تصرف على هذا المرض، وفي الجانب الآخر أثبتت الأبحاث القليلة المتوفرة أن الرعاية الذاتية تؤدي إلى انخفاض مستوى المؤشرات الحيوية داخل جسم المريض التي تعكس مستوى الالتهابات الناتجة عن عدم كفاءة عضلة القلب، وهذا الإثبات قد يفيد مستقبلا في حماية المريض من الوصول إلى مراحل نهائية وأحيانا مميتة، موضحة أن الرعاية الذاتية وتأثيرها بالإضافة إلى العوامل المؤدية لها غير معروفة لمرضى احتقان القلب في المجتمع العماني.

واختتمت الدكتورة مريم حديثها بأننا نحتاج إلى المزيد من الأبحاث في هذا المجال عموما لكل أمراض الجهاز الدوري خصوصا لمرضى احتقان القلب، وفي أبحاثنا القادمة سنقوم بالتركيز على النواحي البيولوجية المتصلة بالرعاية الذاتية.