1376663
1376663
العرب والعالم

ماتيس يحاول طمأنة سول وطوكيو حول بيونج يانج

28 يونيو 2018
28 يونيو 2018

الكوريتان تجريان محادثات حول بناء طرق برية بينهما -

سول - (أ ف ب): وصل وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس أمس إلى سول قبل زيارة طوكيو لطمأنة حليفتي واشنطن بعد قرار دونالد ترامب تعليق المناورات المشتركة مع كوريا الجنوبية من جانب واحد.

ويسود قلق في المنطقة بعد أن كال الرئيس الأمريكي المديح للزعيم الكوري الشمالي كيم جونج اون ووصفه بأنه «شخص موهوب» سعيا لإقناعه بالتخلي عن السلاح النووي.

إلا أن ماتيس قال لنظيره في سول: إن «الالتزام الأمريكي إزاء كوريا الجنوبية لا يزال متينا»، مضيفا أن ذلك معناه «بقاء مستوى القوات الأمريكية في شبه الجزيرة الكورية على حاله».

وتوجه ماتيس إلى طوكيو في وقت متأخر من مساء امس حيث يعقد اجتماعات مع مسؤولين يابانيين في اليوم التالي.

وتربط كلا البلدين معاهدة أمنية مع واشنطن لكن التحول الدبلوماسي السريع لترامب إزاء كوريا الشمالية وضعهما في موقف حرج.

وما أثار الاستغراب خصوصا إعلان ترامب خلال مؤتمر صحفي في أعقاب قمته مع كيم في سنغافورة في 12 يونيو انه سيعلق المناورات العسكرية المشتركة مع الجنوب بينما قالت سول أنها لم تبلغ بالأمر مسبقا.

ونفذت الولايات المتحدة مناورات مع القوات الكورية الجنوبية عل امتداد عقود وكانت تشير إليها دائما على أنها دفاعية بينما يندد بها الشمال إذ يقول أنها محاكاة لعملية غزو.

وأعرب ترامب عن عدم رضاه عن كلفة المناورات حتى انه استخدم تعبير الشمال ليصفها بأنها «استفزازية»، مضيفا بعدها «أريد أن أعيد جنودنا إلى بلادهم».

في سول، قال ماتيس: إن تعليق مناورات «اولتشي فريدوم غارديان» على نطاق واسع يزيد الفرص أمام المفاوضات الدبلوماسية وبالتالي «آفاق الحل السلمي في شبه الجزيرة».

إلا أن الولايات المتحدة شددت على التزامها حماية اليابان وكوريا الجنوبية وكلاهما تستضيفان عشرات آلاف الجنود الأمريكيين، من ترسانة كوريا الشمالية النووية.

وعلق جيمس شوف الخبير السابق في شؤون آسيا في البنتاجون والذي يعمل حاليا في برنامج آسيا لدى كارنيغي «انهما تشعران بقلق متزايد إزاء مدى مصداقية تطميناتنا. هناك حساسية متزايدة الآن إزاء أي قرار نتخذه».

لكن مسؤولا رفيعا في البنتاجون قلل من أهمية الحاجة لطمأنة هذين الحليفين قائلا: «الطمأنة جزء من الزيارة لكنها ليست الموضوع الرئيسي»، مضيفا: إن التركيز هو «مواصلة الحوار حول اتجاه سير الأمور».

وفي سنغافورة، وقع كيم وثيقة التزم فيها «العمل نحو نزع كامل للسلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية»، وهو تعبير غامض يمكن تفسيره بعدة أشكال من الجانبين بينما قال منتقدوه انه لا يتضمن نقاطا ملموسة.

ولم تعلن بيونج يانج أي التزام علني بالتنازل عن أسلحتها وأظهرت صور التقطت بالأقمار الاصطناعية أعمال صيانة متواصلة في موقع يونغبيون للأبحاث النووية. إلا أن ترامب قال: إن عملية نزع الأسلحة النووية بدأت فعلا وان الشمال لم يعد يشكل تهديدا نوويا.

ولا يزال من غير الواضح ما سيكون عليه مستقبل المحادثات مع الشمال والتي يقودها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وتحيط سرية كبيرة باي تنازلات يمكن ان يقدمها هو او ترامب على صعيد الوجود العسكري الأمريكي في شبه الجزيرة الكورية من اجل الحصول على تنازلات من كيم.

الا ان بومبيو بدا في مقابلة مع «سي ان ان» مؤخرا وكانه يحاول الحد من سقف التوقعات بالتوصل إلى اتفاق قريبا مع انه ألمح إلى جانب مسؤولين كبار آخرين إلى أن تحديد إطار وجدول زمني للمهام المترتبة على كوريا الشمالية بات على وشك الانتهاء.

وبالنسبة إلى كوريا الجنوبية واليابان وكلاهما في مرمى الصواريخ البالستية القصيرة والمتوسطة المدى للشمال، فإن قسماً كبيراً من المشكلة مرده إلى عدم إمكان التكهن بموقف ترامب أو رد فعله فهو يتخذ قرارات مهمة ويعلنها دون إبلاغ المعنيين بها.

لكن وفي البلدين يحظى ماتيس بالاحترام من قبل نظرائه الذين يثقون به لتفهم مصالحهم واحترام الالتزامات الأمريكية.

وشدد شوف «سيكون من السهل جدا على ماتيس طمأنة اليابان حول أسوأ الاحتمالات... هذا جزء مما يحاول ماتيس ونظراؤه في اليابان وكوريا الجنوبية توضيحه وهو الخطوط التي لن يتم تجاوزها»، لكن «ماتيس مدرك تماما بان هناك عناصر لا يملك السيطرة عليها» بحكم عمله مع ترامب.

من جهة أخرى، أجرت كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية محادثات امس حول بناء طرق عبر الحدود بينهما في إطار مبادرات اتفق عليها قادة البلدين لتوثيق العلاقات بينهما.

وخلال القمة التاريخية التي جرت في أبريل اتفق زعيم كوريا الجنوبية مون جاي-ان وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون على خطة واسعة لربط السكك الحديدية والطرق أو إنشاء خطوط وطرق جديدة بين البلدين.

ويتطلب ربط أنظمة النقل بين الكوريتين تحديث البنى الأساسية القديمة والمهترئة في كوريا الشمالية الفقيرة.

واختار المسؤولون الذين التقوا عند الحدود أمس لوضع التفاصيل، طريقين على طول السواحل الغربية والشرقية لشبه الجزيرة الكورية كمرحلة أولى لأعمال التحديث، بحسب بيان مشترك أصدرته حكومة كوريا الجنوبية.

ويربط أحد الطريقين مقاطعة غوسوينغ على الحدود الشرقية لكوريا الجنوبية مع ميناء ونسان شرق كوريا الشمالية، بينما يربط الطريق الآخر بين مدينة كايسونغ غرب كوريا الشمالية والعاصمة بيونج يانج، بحسب البيان.

واتفق الجانبان على إجراء دراسة مشتركة «في موعد مبكر» حول تحديث السكك الحديدية التي بنتها اليابان في مطلع القرن العشرين إلا أنها أهملت لعقود بعد الحرب الكورية (1950-1953) التي أدت إلى تقسيم شبه الجزيرة.