1371474
1371474
العرب والعالم

القوات السورية تتقدم على حساب الفصائل المعارضة في درعا

23 يونيو 2018
23 يونيو 2018

قتلى في قصف عراقي لمواقع «داعش»

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات-

حققت القوات السورية أمس تقدماً محدوداً على حساب الفصائل المعارضة في محافظة درعا في جنوب سوريا حيث تستمر الاشتباكات بوتيرة عالية منذ أيام، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وبدأت القوات السورية الثلاثاء الماضي تكثيف قصفها على ريف محافظة درعا الشرقي ما يُنذر بعملية عسكرية وشيكة ضد الفصائل المعارضة في المحافظة الجنوبية. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «حققت (القوات السورية) أول تقدم لها في المنطقة منذ التصعيد العسكري الثلاثاء بسيطرتها على قريتي البستان والشومرية في ريف درعا الشرقي».

ويتركز القصف والاشتباكات حالياً عند الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء، وتحديداً في ريف درعا الشرقي وأطراف السويداء الغربية.

وتهدف القوات السورية، على حد قول عبد الرحمن، إلى فصل الريف الشرقي بين شمال وجنوب «ما يسهل عملياتها ويزيد الضغط على الفصائل المعارضة ويتيح لها التقدم بشكل أسرع».

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «وحدات من الجيش خاضت خلال الساعات القليلة الماضية اشتباكات عنيفة مع الإرهابيين في منطقة اللجاة» الممتدة بين محافظتي درعا والسويداء، كما «حققت تقدماً على هذا المحور بعد القضاء على العديد من الإرهابيين».

وأسفرت الاشتباكات، وفق حصيلة للمرصد، عن مقتل ثمانية عناصر على الأقل من القوات السورية والمسلحين الموالين لها وإصابة 20 آخرين بجروح. كما قُتل في المقابل عشرة مقاتلين على الأقل من الفصائل المعارضة.

من جانبها ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن نحو ألف مسلح من تنظيم «جبهة النصرة» هاجموا مساء امس الأول مواقع للجيش السوري في منطقة وقف التصعيد جنوبي سوريا.

وكتبت الوزارة بهذا الصدد: «شن أكثر من 1000 مسلح من «النصرة» هجوما مساء أمس الأول على موقع الفرقة التاسعة للجيش السوري في محيط قريتي داما ودير داما».

وذكرت أن الهجوم أسفر عن مقتل 5 جنود من الجيش السوري وإصابة 19 آخرين، فضلا عن تضرر مدنيين جراء القذائف التي أطلقها المسلحون على القرى في ريف السويداء.

وفي الوقت ذاته، دعت الأمم المتحدة والمفوضية الأوروبية إلى وقف التصعيد العسكري في الجنوب السوري تفاديا للمخاطر الكبيرة التي قد تؤثر في الأمن الإقليمي وحفاظا على حياة المدنيين.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بهذا الصدد: «غوتيريش يدعو إلى وقف فوري للتصعيد العسكري جنوب غربي سوريا».

وتابع: «الهجمات أسفرت عن تشريد آلاف المدنيين الذين يتجه أغلبهم صوب الحدود الأردنية ويشعر الأمين العام أيضا بقلق من المخاطر الكبيرة التي تشكلها تلك الهجمات على أمن المنطقة».

وأكد على هشاشة وضع المدنيين في الجنوب السوري، وحث المعنيين على احترام التزاماتهم بموجب القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وحماية المدنيين والبنى الأساسية المدنية.وفيما يذكر باتفاقات تهدئة التوتر ووقف إطلاق النار التي وفرت الهدوء النسبي في جنوب غرب سوريا خلال العام الماضي، حث الأمين العام الجميع على ضبط النفس والتمسك بهذه الالتزامات على سبيل الأولوية.

من جهتها دعت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية فيديريكا موغيريني إلى وقف التصعيد في الجنوب السوري ما يشكل تهديدا على سلامة المدنيين.وفي سياق آخر، أعلن المركز الروسي للمصالحة في سوريا انضمام مجموعة من الجيش الحر إلى الجيش السوري في منطقة خفض التصعيد جنوب سوريا.وأفاد بيان للمركز بأن قائد تجمع ألوية العمري في الجيش الحر أبو ثليث أعلن أن الفصيل الذي يترأسه في بلدات دير داما والشياح وجزء من مدينة جدال سينضم طوعاً إلى الحكومة الشرعية للقتال ضد مسلحي جبهة النصرة وتنظيم داعش في الجنوب السوري.فيما، قتل 45 عنصرا من تنظيم (داعش) بينهم قياديون في غارة جوية عراقية على ثلاثة أهداف للتنظيم المتطرف داخل الأراضي السورية، بحسب ما نقل بيان رسمي عراقي أمس.

وأشار مركز الإعلام الأمني التابع لقيادة العمليات المشتركة العراقية إلى أن طائرات «أف 16» عراقية نفذت «ضربة جوية موفقة استهدفت خلالها اجتماعا لقيادات داعش في 3 أوكار للعصابات الإرهابية» في منطقة هجين في شرق سوريا، ما أسفر عن «تدمير الأهداف بالكامل، وقتل نحو 45 إرهابيا».

وأضاف البيان أن الضربة جاءت بناء على أوامر القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي و»وفق معلومات استخباراتية دقيقة من خلية الصقور الاستخبارية، وبتنسيق وإشراف قيادة العمليات المشتركة».

وتابع أن من بين القتلى «ما يسمى المشرف على ملف وزير الحرب، نائب وزير الحرب، (المسؤول) العسكري للجزيرة، أحد أمراء الإعلام، ناقل بريد المجرم أبو بكر البغدادي، قائد شرطة داعش، وإرهابي آخر يعد من أهم القيادات أيام تنظيم القاعدة».

وتقع هجين في محافظة دير الزور، شرق سوريا، على بعد خمسين كيلومترا عن الحدود العراقية.

ويتواجد ما لا يقل عن 65 من كبار قادة التنظيم في هجين، بحسب ما ذكر مدير المرصد . كما أرسلت السلطات العراقية ضباط مخابرات الى سوريا، لتنفيذ عملية ناجحة باعتقال خمسة من كبار قادة التنظيم.من ناحية أخرى، وصف الرئيس السوري بشار الأسد إجراء محادثات مع الأميركيين ومناقشتهم الآن دون سبب ودون تحقيق شيء «مضيعة للوقت».وفي مقابلة له مع قناة «أن تي في» الروسية تعرض اليوم الأحد نشرت منه صفحة رئاسة الجمهورية السورية مقتطفات قال الأسد إنه «ومنذ بدء التفاوض مع الولايات المتحدة عام 1974 لم يتحقق أي شيء في أي موضوع، موضحاً أنه لا بوادر لتغير ذلك قريباً».

وأكّد الأسد أن «المشكلة مع الرؤساء الأمريكيين هي أنهم رهائن لدى مجموعات الضغط لديهم، لوسائل الإعلام الرئيسية، للشركات الكبرى، المؤسسات المالية، شركات النفط والأسلحة، وغيرها».

ورأى أن الأميركيين يستطيعون قول ما نرغب بسماعه، لكنهم سيفعلون العكس، «هذا هو الحال وهو يزداد سوءاً والرئيس دونالد ترامب مثال صارخ على ذلك».

وأضاف: «بإمكانهم القول لكم ما ترغبون بسماعه، إلا أنهم سيفعلون العكس.. الوضع يتعقد.. نحن لا نرغب في الحديث إليهم كونهم أمريكيين فحسب.. نحن مستعدون للجلوس والحوار إذا كان ذلك سيحقق نتائج ملموسة، ولا نعتقد أن السياسة الأمريكية ستكون مختلفة في المستقبل المنظور».