1368484
1368484
إشراقات

الإغماء هل يوجب قضاء الصلوات؟

21 يونيو 2018
21 يونيو 2018

فتاوى لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة -

ما الحكم في رجل ابتلاه الله بمرض وبقي مدة شهر كامل لا يدري ما يحدث منه من حدث ولا ما يتكلم به ولم يصل الصلوات الخمس ثم عافاه الله من مرضه وعادت إليه صحته فماذا يلزمه نظير ما فاته من الصلوات؟

اختلف العلماء في الإغماء هل سبيله سبيل الجنون أو هو مجرد مرض؟ فمن رآه جنونا لم ير على صاحبه قضاء الصلوات التي استغرق وقتها في الإغماء اللهم إلا إن أغمى عليه وقد دخل وقت صلاة أو أفاق حال دخول الوقت فعليه في الحالين القضاء، ومن رآه مرضا ألزمه قضاء جميع الصلوات التي فاتت بسبب الإغماء، وهو أحوط وعليه الأكثر ولا يلزم معها شيء من الكفارات أو الصيام وإنما يكتفي بالقضاء فحسب سواء كان قضاء صلاة عند كل صلاة أم جمعا لصلوات متعددة في القضاء. والله أعلم.

لقد قدر الله عليَّ حادث سيارة فتكسرت أضلاعي ورقدت بالمستشفى مدة طويلة وكنت أصلي كافة الصلوات إلا أن البول كان يسترسل بصفة مستمرة، والآن والحمد لله شفيت من ذلك المرض وأريد أن أوزع للفقراء أرزا لكي أكفر عما ضاع مني من الصلوات فهل هذا يكفي أم يلزمني إعادة تلك الصلوات؟

لا تلزمك إعادة الصلوات ولا التكفير لأنك لم تكن قادرا على أكثر مما فعلت والله تعالى يقول { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } (التغابن : 16) ويقول سبحانه { لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْــعَهَا } (البقرة : 286) ، ويقول { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا } (الطلاق: 7) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم)، وقد كان الصحابة يصلون وجروحهم تثعب دماً. هذا وإن أردت التصدق على الفقراء لجبر ما كان من تقصير لا يكاد يسلم منه إنسان على أي حال فحسن ذلك والله يؤجرك عليه ويجزيك خيراً. والله أعلم.