1369432
1369432
العرب والعالم

مخاوف من أزمة إنسانية في الحديدة مع امتداد المعارك إلى أحياء سكنية

20 يونيو 2018
20 يونيو 2018

موجة نزوح جماعية و«الشوارع مهجورة وشبه خاوية»

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد -

زادت المخاوف من حدوث أزمة إنسانية في مدينة الحديدة باليمن مع امتداد المعارك إلى أحياء سكنية أمس الأربعاء بعد انتزاع قوات التحالف العربي للمطار من أيدي جماعة «أنصار الله».

وقال سكان إن طائرات التحالف تقصف مواقع لـ«أنصار الله» على الطرق المؤدية إلى المطار في وقت تكثف فيه الجماعة دفاعاتها أمام حملة التحالف العربي الرامية للسيطرة على المدينة التي تضم الميناء الرئيسي لـ«أنصار الله» وتعد شريان الحياة لملايين اليمنيين.

وقال المتحدث باسم التحالف تركي المالكي في مقابلة مع متلفزة من بروكسل «تم تدمير التحصينات والعناصر الحوثية المتواجدة في شمال المطار»، واتهم جماعة «أنصار الله» بنشر دبابات وسط مناطق سكنية.

وأفاد موقع «المسيرة نت» التابع لجماعة «أنصار الله» بمقتل وجرح 10 أشخاص، أمس ، جرّاء غارات للطيران السعودي بالمدينة.

وأكدت الوكالة على لسان مصدر محلّي مقتل وجرح 10 أشخاص وتضرّر عدد من المنازل إثر غارات للطيران على جولة «يمن موبايل» بشارع صنعاء بالحديدة.

وكان ستة أشخاص بينهم أربعة نساء قتلوا أمس الأوّل، جرّاء غارة للطيران السعودي استهدفت حافلة لنقل الركّاب بالقرب من جولة الغراسي بالمدينة.

وفي تسجيل فيديو نشرته وكالة الأنباء الإماراتية على حسابها على موقع تويتر، قال العميد الركن الإماراتي عبد السلام الشحي، قائد قوات التحالف في الساحل الغربي لليمن «تم (...) تحرير مطار الحديدة». وأضاف «تم تطهير المطار بالكامل والسيطرة عليه».

وأكد مصدر عسكري في القوات الموالية للحكومة اليمنية لوكالة فرانس برس السيطرة على المطار، وأعلن عن انتقال المواجهات إلى شارع الكورنيش المؤدي نحو ميناء الحديدة، على بعد نحو ثمانية كيلومترات.

وبحسب المصدر، فإن «أنصار الله» تمركزوا وسط الأحياء الجنوبية والغربية في المدينة لمنع القوات الموالية للحكومة من التقدم نحو الميناء الاستراتيجي للمدينة الساحلية.

فيما أعلن رئيس عمليات اللواء الثاني عمالقة «الموالي للشرعية» العقيد أحمد علي الجحيلي أن قوات الجيش الوطني تسعى إلى التقدّم باتجاه شارع الميناء للسيطرة على ميناء الحديدة، مؤكداً أن قوات الجيش في الأثناء تخوض معارك عنيفة مع مسلّحي جماعة «أنصار الله» باتجاه شارع الكورنيش.

وقال الجحيلي إن تحرير ما تبقّى من محافظة الحديدة ماهي إلا مسألة وقت وستتم خلال الأيام القادمة، مؤكداً أن المسلّحين تكبّدوا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، خلال معارك الساعات الماضية.

وأكدت مصادر ميدانية أن القوات الموالية للحكومة تمكّنت من السيطرة على طريق الحديدة- صنعاء وقطع خط إمداد المسلّحين، والسيطرة على أجزاء واسعة من الخط العام «كيلو 16»، وتحرير قرية المنظر جنوب الحديدة.

إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر أن الرئيس عبد ربه منصور هادي وجّه الحكومة بسرعة العمل على إعادة الخدمات وصرف مرتّبات الموظّفين المدنيين في المديريات المحرّرة بمحافظة الحديدة، وإعادة تفعيل عمل مؤسّسات الدولة وفي مقدّمتها مطار الحديدة الدولي الذي ستعمل الحكومة بالتعاون مع الأشقّاء في التحالف العربي على إعادة تشغيله ليسهم في تخفيف معاناة المواطنين.

وأفادت مصادر طبية يمنية في محافظة الحديدة أنه في الـ 48 ساعة الماضية، وصلت جثث 156 من جماعة «أنصار الله» إلى مستشفيات المحافظة، بينما أصيب العشرات من «أنصار الله» في معارك في محيط وداخل المطار. كما قتل 28 شخصا من القوات الموالية للحكومة. وارتفع عدد القتلى منذ بدء الهجوم العسكري إلى 348 شخصا. وقالت فاطمة (56 عاما) «نحن محبوسون في منازلنا منذ خمسة أيام، نخاف الخروج بسبب القتال. طعامنا سينفد خلال أسبوع ولا يوجد ماء» مضيفة أن عبوات المياه غالية جدا.

وقال سليم الشميري منسق الإعاشة بالمجلس النرويجي للاجئين «يقول الناس إن الماء انقطع بالفعل في أجزاء من الحديدة. بعض المناطق لم تكن متصلة بخط الإمداد الرئيسي للمياه حتى قبل الحرب». وأضاف «أطلقنا بعض المبادرات... لتوعية الناس بالاستخدام الآمن للمياه في ظل ارتفاع درجات الحرارة».

وقال أحد السكان لرويترز إن عددا كبيرا من أهالي المدينة يغادرونها الآن. وتابع قائلا «الشوارع مهجورة وشبه خاوية»، مشيرا إلى أن البعض يتجه إلى صنعاء وريمة ووصاب، وهي مناطق في العمق البري خاضعة لسيطرة «أنصار الله». وقال الشميري إن كثيرين تركوا المدينة لكن معظم الناس في الحديدة لا يملكون الوسائل المالية للمغادرة.

ويرى مسؤولون بالأمم المتحدة أن القتال قد يودي بحياة ما يصل إلى 250 ألف شخص إذا تدهور الموقف بشدة خاصة إذا حدث تفش للكوليرا.

وأعلن بــرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أمس الأوّل وصول ثلاث سفن محمّلة بالمساعدات الإنسانية إلى ميناء الحديدة في اليمن لمساعدة ملايين المحتاجين.

وقالت المتحدّثة باسم برنامج الأغذية العالمي بيتينا لويشر إن واحدة من السفن الثلاث قد أفرغت حمولتها بالفعل فيما أوشكت أخرى على الانتهاء من عمليات التفريغ وأضافت أن «الشيء المهم هو أن العمل لا يزال مستمراً لتوفير الطعام لستة ملايين شخص، لمدة شهر».

ودعا كريستيان لندميير من منظّمة الصحة العالمية الأطراف المتحاربة إلى إبقاء الموانئ في اليمن مفتوحة أمام وكالات الإغاثة والبضائع التجارية. وقال إن نحو 8.4 مليون شخص يواجهون «ظروف ما قبل المجاعة» ويحتاجون إلى إمدادات إنسانية من أجل البقاء».

وفي جبهة أخرى، تمكّنت القوات الموالية للحكومة مسنودة بالتحالف العربي، أمس ، من تحرير مواقع جديدة في جبهة الملاحيظ بمديرية الظاهر جنوب غرب محافظة صعدة «شمال اليمن»، بعد معارك عنيفة مع «أنصار الله» لليوم الثالث على التوالي.

وأوضح قائد لواء القوات الخاصة العميد الركن عادل بن علي المصعبي في تصريح للمركز الإعلامي للقوات المسلّحة أن قوات الجيش تخوض معارك ضارية مع المسلّحين على مدى ثلاثة أيام في منطقة الملاحيظ بمديرية الظاهر، وسط انهيار واسع وخسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف المسلّحين.

وأكد المصعبي أن قوات الجيش تمكّنت من تحرير جبال الخرشعي والروقي، فيما تواصل التقدّم نحو تحرير جبل الغرزة في جبهة الملاحيظ والتي تبعد كيلو متر فقط عن سوق الملاحيظ.

ولفت المصعبي إلى أن المواجهات مستمرة حتى اللحظة، وأن قوات الجيش تواصل تقدّمها باتجاه الخط الدولي الذي يربط مرّان بالملاحيظ وحرض، مؤكداً أن التقدّم الذي أحرزته قوات الجيش سيساهم بشكل كبير في تضييق الخناق على المسلّحين في معقلها بجبال مرّان.

من جهتها أعلنت جماعة «أنصار الله» أن «القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية» أطلقت مساء أمس الأوّل صاروخ باليستي نوع «قاهر تو إم» على تجمّعات للقوات الموالية للشرعية في الساحل الغربي.

كما أطلقت «القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية» صاروخاً باليستياً نوع «بدر1» على شركة (أرامكو) في أبها بعسير.