1367251
1367251
العرب والعالم

الحشد الشعبي العراقي ودمشق يتهمان التحالف الدولي باستهداف مقراتهما

18 يونيو 2018
18 يونيو 2018

طرادات روسية تعبر مضيق البوسفور إلى ميناء طرطوس -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات-

اتهمت قوات الحشد الشعبي العراقي أمس التحالف الدولي بقيادة أمريكية بقتل أكثر من عشرين من عناصرها جراء ضربة في منطقة حدودية في شرق سوريا.

ويأتي هذا الاتهام بعد ساعات من إعلان دمشق استهداف التحالف الدولي أحد مواقعها العسكرية في بلدة الهري الواقعة في محافظة دير الزور والمحاذية للحدود العراقية، الأمر الذي نفاه التحالف الدولي.

وأحصى المرصد السوري لحقوق الانسان أمس مقتل «52 بينهم 30 مقاتلاً عراقياً على الأقل و16 من الجنسية السورية» بينهم عناصر من الجيش الحكومي والمجموعات الموالية له. وأفاد عن أن الضربة من بين «الأكثر دموية» ضد دمشق وحلفائها، من دون أن يتمكن من تحديد هوية الطائرات التي نفذتها.

وفي وقت لاحق، اتهمت قيادة الحشد الشعبي في بيان «طائرة أمريكية بضرب مقر ثابت لقطاعات الحشد الشعبي من لواءي 45 و 46 المدافعة عن الشريط الحدودي مع سوريا بصاروخين مسيرين، مما أدى الى مقتل 22 مقاتلاً وإصابة 12 بجروح».

وينتشر مقاتلو الحشد الشعبي، وفق البيان، على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا منذ انتهاء العمليات ضد تنظيم (داعش) وحتى الآن وذلك «بعلم الحكومة السورية والعمليات المشتركة العراقية». ويتخذون مقرا شمال البوكمال.

ويشارك مقاتلون عراقيون ينتمي بعضهم الى الحشد الشعبي منذ سنوات الى جانب القوات الحكومية السورية ولعبوا دوراً بارزاً في المعارك ضد تنظيم (داعش) في محافظة دير الزور الحدودية.

وقال مصدر عسكري في دير الزور أمس إن الضربة الجوية طالت «مواقع مشتركة سورية عراقية» في منطقة الهري.

واتهمت دمشق التحالف الدولي بتنفيذ هذه الضربة. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري أن «التحالف الأمريكي اعتدى على أحد مواقعها العسكرية» في بلدة الهري «ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة آخرين بجروح» من دون ان تحدد الحصيلة.

في المقابل، أكد المكتب الإعلامي للتحالف الدولي في رسالة عبر البريد الإلكتروني رداً على سؤال لفرانس برس أنه «لم تكن هناك غارات للولايات المتحدة أو قوات التحالف في هذه المنطقة».

وقال المتحدث باسم التحالف شون رايان في تغريدة على تويتر «لم ينفذ التحالف غارات قرب البوكمال في غرب الفرات» مشدداً على أن «التحالف وقوات سوريا الديمقراطية يركزون على مهمة هزيمة داعش في شرق الفرات».

ونقلت وكالة «نوفوستي» عن المتحدث باسم البنتاجون، أدريان رانكين جالاوي، قوله: «هذه ليست ضربة أمريكية أو من التحالف».

ويستقدم الجيش الحكومي السوري منذ أسابيع تعزيزات عسكرية إلى مناطق سيطرته، تمهيدا لعملية عسكرية تبدو وشيكة بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان «المعارض»، في حال فشل المفاوضات التي تقودها روسيا.

وحسب مصادر مطلعة وإعلامية فأن جبهة الجنوب تبدو أكثر سخونة في ظل جمود المفاوضات، ورفض الجانب السوري للمطالب الامريكية والإسرائيلية لبنود الاتفاق الذي كان يتم التفاوض عليه من قبل الوسيط الروسي، في الوقت الذي حشدت فيه القوات السورية لهذه المعركة وأعدت العدة لكل السيناريوهات المحتملة، وهذا مادفع الأردن للتحرك لضمان عدم اشتعال هذه المنطقة.

من جهة أخرى، عبرت طرادات بحرية روسية مزودة بصواريخ «كاليبر-إن كي» مضيق البوسفور ودخلت الليلة قبل الماضية البحر المتوسط في طريقها إلى ميناء طرطوس السوري.

وقبل ذلك عبر طراد «غراد سفياجيسك» وطراد «فيليكي أوستيوغ» قناة فولغا دونسكوي من أستراخان إلى البحر الأسود، قبل أن يصلا إلى مضيق البوسفور ويعبراه باتجاه البحر الأبيض المتوسط.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن مواقع الرصد التركية أن الطرادات الروسية من مشروع 21631 «بويان-أم» تتجه إلى ميناء طرطوس حيث القاعدة البحرية الروسية.

من جهة ثانية ،ذكرت معلومات متطابقة من مصادر عدة، عبر صفحات التواصل الاجتماعي، ان عبوة ناسفة استهدفت سيارة تابعة لهيئة «تحرير الشام» قرب مدينة دركوش، مااسفر عن مقتل 3 من عناصر التنظيم وإصابة اخرين. ويأتي التفجير بعد ساعات على سقوط ضحايا أطفال، جراء وقوع انفجار عبوة ناسفة جنوب بلدة سرمدا بريف ادلب الشمالي.

سياسيا: أعلن وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أن بلاده تجري اتصالات مع الولايات المتحدة وروسيا لضمان «عدم تفجر القتال» جنوب سوريا، مؤكدا التزام المملكة بحماية اتفاق خفض التصعيد.

وقال الصفدي، في اتصال هاتفي مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان ديمستورا، حسب ما نقلته وكالة «بترا» الأردنية الرسمية، إنه «يجب بذل كل جهد ممكن لوقف القتال وحقن الدم السوري، لافتا إلى أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لوقف معاناة الشعب السوري وإنهاء الأزمة».

وأكد الصفدي على «أهمية الحفاظ على اتفاق منطقة خفض التصعيد في الجنوب السوري الذي تم التوصل اليه عبر محادثات أردنية أمريكية روسية وأنتج أكثر اتفاقات وقف النار نجاحا».

وشدد على أن «الأردن ملتزم بالاتفاق ومستمر في العمل مع الولايات المتحدة وروسيا للحفاظ على الاتفاق خطوة نحو وقف شامل للقتال في سوريا ونحو حل سياسي شامل للأزمة».

ووضع الصفدي ديمستورا، حسب «بترا»، في صورة الاتصالات التي تجريها المملكة مع واشنطن وموسكو «لضمان عدم تفجر القتال في المنطقة الجنوبية لسوريا وللحفاظ على اتفاق خفض التصعيد»، مشيرا إلى أن الدول الـ3 أكدت التزامها بالاتفاق وضرورة حمايته وتطويره. ويشهد الجنوب السوري، الذي يضم محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، وقفا لإطلاق النار تم إعلانه من قبل روسيا والولايات المتحدة والأردن منذ يوليو العام الماضي، بإدراج هذه المناطق في مفاوضات أستانا برعاية روسية إيرانية تركية كإحدى مناطق خفض التصعيد الأربع في سوريا.

فيما بحث دي مستورا امس مع ممثلين من روسيا وإيران وتركيا في جنيف، تفعيل نتائج مؤتمر سوتشي للحوار الوطني، إضافة إلى تشكيل اللجنة الدستورية.

ويكتسب هذا اللقاء أهمية بالغة خاصة، بالنسبة للمبعوث الأممي، حيث يسعى للتأكيد على أن جنيف هي الأرضية الأساسية للتسوية السياسية للأزمة السورية.

يأتي هذا فيما نفى الناطق باسم هيئة التفاوض المعارضة يحيى العريضي حضور ممثلي الهيئة لقاء جنيف الذي من المقرر أن يعقد على مدار يومين.

وقال العريضي، في تصريح لوكالة (سبونتيك)، إن «اجتماع جنيف لن يضم المعارضة ..هذا الاجتماع لهم وليس لنا». ويختتم الاجتماع اليوم، في جنيف، حيث يلتقي المبعوث الأممي الخاص للشأن السوري، ستيفان دي مستورا، مع ممثلي الدول الثلاث ، بشأن تشكيل اللجنة الدستورية..

وكان المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ميخائيل بوغدانوف قال الجمعة الماضي، إن موسكو لا تستبعد حضور ممثلين عن المعارضة السورية إلى جنيف.

وحول لائحة الأسماء المرشحة من قبل الهيئة للجنة الدستور، أوضح العريضي أن «الهيئة لم تنته من اللائحة ولا جديد يمكن الحديث عنه حاليا».

وكان وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم اعلن، في وقت سابق من الشهر الجاري، انه جرى إرسال 50 اسم وأي عدد يتم الاتفاق عليه يجب أن يكون للدولة السورية الأكثرية، مؤكدا ان هذا العدد ليس نهائيا.

وتسلمت الامم المتحدة قائمة مرشحين للجنة الدستورية من قبل الحكومة السورية، مضيفة انها تجري بحثها بالعناية.